صفحة الكاتب : اعلام وزارة الثقافة

حضارة العراق بتاريخها الهائل على جدران وزارة الثقافة
اعلام وزارة الثقافة

حضارة العراق بتاريخها الهائل على جدران وزارة الثقافة 
الفنان ماهر الطائي يغامر بالعودة إلى جذوره الموغلة

وسام قصي
تصوير: محمد رحيم

افتتح وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي، صباح اليوم الاثنين 27112017، المعرض الشخصي الثاني للفنان التشكيلي ماهر الطائي، بعنوان (أثر من العراق)، في قاعة المعارض الفنية لدائرة الفنون العامة في مقر وزارة الثقافة والسياحة والاثار بالتعاون مع مكتب المفتش العام في الوزارة ومركز أوج بغداد الثقافي.
وحضر المعرض السفير الايطالي في العراق برونو باسكينو، والسفير الفرنسي في العراق برونو اوبير، ورئيس لجنة الثقافة النيابية السيدة ميسون الملوجي، ومفتش عام وزارة الثقافة والسياحة والاثار الدكتور علي حميد كاظم ،ومدير عام دائرة الفنون العامة الدكتور شفيق المهدي، ومدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة فلاح العاني، ومدير عام الدار الجامعية للطباعة والنشر الدكتور عمر المطلبي، ووفد عن جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وعدد كبير من النقاد والفنانين والمهتمين ووسائل الإعلام.
وقال وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي: إن هذا المعرض متميز؛ لان الفنان ماهر الطائي هو الذي يستطيع أن يقوم بإبداعاته المتميزة من خلال هذه الأعمال الفنية، فهو جمع بين روح الحداثة، وكذلك التراث لحضارات وادي الرافدين، وهذه هي النقطة الجاذبة في المعرض وكذلك الأعمال الفنية.. كما إنها النقطة التي يتميز بها الفنان، وبطبيعة الحال نحن ممتنون لمثل هذه العلاقة بين الفنانين وبين وزارة الثقافة وبين المراكز والمنظمات الفنية.
مدير عام دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار الدكتور شفيق المهدي قال: أعمال الفنان ماهر الطائي متميزة جداً، فهو يبحث عن الآثار لكي يحولها باتجاه معاصر، يبحث عن الأثر في الماضي القديم جداً.. يبحث عن الحضارات القديمة جداً، يجرد أعماله بطريقة خاصة، فهو يزاوج بين المدرسة العراقية والمدرسة الايطالية، إذ إن كل لوحة خلفها فكر وعقل، إن الفنان ماهر الطائي علق حضارة العراق بتاريخها الهائل على جدران وزارة الثقافة.
وقال الناقد التشكيلي عادل كامل عضو رابطة الآيكا الفرنسية للنقاد التشكيليين ضن خطابه النقدي: "لم يغامر بيكاسو أو جايكو متي بالعودة إلى جذورهم الموغلة في القدم.. ولم يغامروا بالدخول إلى حداثة العصر. فهناك بين الماضي السحيق والحداثة، السر البشري الكامن في الفنون واللغات والموروثات المختلفة. الطائي يكمل برنامجا يعول على تحليل أسرار فنون الماضي ويعيد صياغتها باللغة التي كان جواد سليم وإسماعيل فتاح بذرة خلاقة لها. فالطائي ولد في هذا الرحم الكبير من الموروثات المشفرة ذات الأبعاد الجمالية غير المحدودة.. وأعماله ليست للسوق". 
وأضاف: "إنها تحفر في أعماقنا وتعلن عن مملكة شاسعة تجعل التأمل والتفكيك والتعليق قضية أساسية بدل أن يصبح الفن سلعة في سوق ضائع. فأعماله مزيج من السطح الواحد إلى السطوح الثلاثية دون إغفال لا شعوره العميق الذي تحدث عنه (يونگ) فالفنان الطائي يلخص مدى تجذره في حضارة العراق والعرب، وهو نتيجة ديالكتيكية لإظهار حساسية الفن العربي بالدرجة الأولى فهو لا يبحث عن الأشكال بل يعيد صياغتها كما فعل الصائغ السومري بالذهب العراقي. إنه مشروع يجذر المنهج الرائد لجيل خالد الرحال وجواد سليم وإسماعيل فتاح الترك ذلك إن ماهر هو الإبن الشرعي لهذا الجيل الذي ولد كي يبقى علاقة لحضارة العراق رغم الويلات والقهر والموت".
الأكاديمي والفنان التشكيلي الدكتور عمر المطلبي يقول: تعد تجربة الفنان ماهر الطائي نسقاً إضافياً في انساق الرسم العراقي، فالفنان كان حريصاً على نسج نفس الهوية التي يسعى الفنان العراقي إلى تحقيقها، ألا وهي ثنائية التراث والحداثة، علماً انه يجرد الأشياء إلا انه يحافظ على علامات وإشارات تدل على هوية المكان والزمان، وبالتالي تعطي هوية إضافية لما يعرف بهوية الفن التشكيلي العراقي.
وأضاف: الفنان ماهر الطائي نرى أعمال ببساطة تثير الرغبة من اجل خلق عالم جمالي خاص ضمن كل الدراسات والفلسفات التي ترنو إليها ملامح التشكيل المعاصر في العالم، إلا انه بقي ضمن هذا اللعب الطفولي الذي ينتج لنا جمالاً مبني على تقنيات محددة جداً واخراجات محددة تفضي غزارة في الموضوع. كما إننا نرى الاستخدام المفرط في اللون الذهبي الذي يوثق لأسلوبية ماهر الطائي، فهذه البساطة التي نراها في لحظة تكون سطحية جداً إلا إننا نرى خلف هذا السطح يختبئ عالم آخر من التأويل، شيء مهم إن نخلق نسقاً جديداً في الفن العراقي المعاصر مبني على (الديكوريشن).
بقي ان نقول أن الفنان ماهر الطائي يرتكز في أعماله على الأثر كموروث كامن في لا شعوره، مما جعله خصوصية متفردة ومتجذرة في أعماله، إذ يستقطب الماضي بكل معطياته المرئية المحسوسة، ليؤكد أصالة المرجع بكل مورثاته التي تستدعي الفن عبر تفاعله الديناميكي على وفق إيقاعات فردية مبتكرة، وهذا التواصل الفعال مع الأثر بكل معطياته الملموسة والمدروسة والمحسوسة، يعكس الوجود الفردي في المجتمع، ضمن فردية قائمة على التأصل الذي استند على عد الفرد جزءا من مجتمع كلي يرتبط بحضارة يعكسها من خلال موروثه الحضاري بمعطياته الطبيعية والثقافية، ومحكومة في الوقت ذاته بالخبرة والتجربة والممارسة، وهنا يكمن السر في خصوصية الأصالة الحقيقية في تطبيقاتها على الفنون المعاصرة.
إن النقل والاستدعاء للفنان ماهر الطائي يخضع لعملية معرفية قصدية، ليكون مخترع ومبتكر لعمل جديد- حداثوي- متجذر من أصل سابق، ومن خلال أعمال الفنان يمكن للمتلقي الحاذق أن يميز بين الفن كمنتج حرفي والفن كمنتج معرفي، وهذا بالذات ما يميز الحرفي عن الفنان في استنطاقه للأثر بمرجعياته المتعددة، فما يمتلكه الفنان من معطيات حسية لها الأثر الايجابي في اكتشاف وطرح مأثوراته على المتذوق، وهذه لا تقتصر على الذهنية المتفتحة بل على الخزين والعين المجربة في استقصاء ما هو متفرد، إذ يقول (هربرت ريد) بهذا الشأن وضمن كتابه الفن والمجتمع: "ان العقل ..العين اللاواعية أو العين الذهنية هي غالبا وأحيانا بحد ذاتها تكون أشد فاعلية كمراقب من العين الواعية".

27/11/2017

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏9‏ أشخاص‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏بدلة‏‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏10‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏10‏ أشخاص‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏بدلة‏‏‏‏

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اعلام وزارة الثقافة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/27



كتابة تعليق لموضوع : حضارة العراق بتاريخها الهائل على جدران وزارة الثقافة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net