صفحة الكاتب : امجد العسكري

الاقتراع، أبما مضى ام لأمر فيه تجديدُ
امجد العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

‎كان آليخين – بطل الشطرنج العالمي – وهو لاعب شطرنج روسي شهير، يلعب الشطرنج في قاعات كبيرة مع اربعين لاعبا في ان واحد، كان الناس يعجبون لمّا يرونه يمشي في القاعة بين اللاعبين، لما كان يمر من امام اربعين رقعة للشطرنج لا يسير في الاتجاه الواحد ألا ست خطوات، فلما يصل الخطوة السابعة كان يرجع او ينعطف بأتجاه اخر، يمينا او شمالا، لقد قضى "آليخين" اعواما طويلة في السجن، وكانت ابعاد زنزانته ستة اقدام في ستة اقدام.

‎لا اعلم كم عدد تلك السنين التي قضاها "آليخين" في السجن، ولكن اعلم انها غيرت مجرى حياته وتأقلم حتى صار يعد خطواته التي يخطوها الى الستة خطوات بعدها لا يجرأ ان يعبر للخطوة السابعة، عاش الشعب العراقي قرابة الخمسة وثلاثون عام تحت حكومة الدكتاتور "صدام حسين" عانى من خلاها اشد انواع الخضوع والاجبار والعمل طوعا او كرها، هل من الممكن ان تكون هذه التغيرات هي سبب السبعة عشر عام التي نعيش مرارتها في الوقت الحاضر، هل اعتاد الشعب على الذل والتسليم وليس لهم الحيلة والسبيل على العيش بحرية ونعيم، ربما كان التأثير ساري ومازال ينطف من جيل عاصر الدكتاتور الى جيل عاشر الحكومة الحالية.

‎اهم المؤشرات التي يمكن الوقوف عليها وكأنك ترى جذورها ممتدة من الايام السابقة ماقبل عام 2003 هي عدم تحمل المسؤولية، كثير من شيوخنا الكبار وارباب الاسر الطاعنين في السن، يعمد الى تربية اولادهم بمنطلق " تكافة الشر" ، فاسلوب النقد هي الطريقة الوحيدة التي يعبر بها هؤلاء الجيل عن غضبهم وعدم رضاهم على الوضع الراهن، متناسين ان التغير يتم بالحراك، بالتوعية والتطوع، بتحمل المسؤولية كاملة، كل شبر بالعراق هو ملك لشعب العراق، كثيرة هي الاموال التي هدرت امام اعين الشعب على مشاريع شتى، وامام الانظار وبدراية من اصحاب القرار، دون ان نحرك ساكن.

‎شعب اعتاد الكسل والأتكال، اجيال تولد وفي اعناقهم خطيئة لم يرتكبوها، تربية وتعليم من رب العائلة واصحاب الراي والوجهاء في الشارع العراقي تعمل على اساس " عليك بنفسك وبس" لا ادري الى اين يسافر الركاب، وطاقم الطائرة قد اضاعوا الطريق، الجميع غير مبالي، ومحطة الهبوط باتت ابعد مما هو عليه عند نقطة الانطلاق، من هو ربان السفينة الذي يعبر بنا الضفتين، في بعض الاحيان كثرة الاهتمام تولد الاختناق، متى يختنق الجيل الشبابي المفعل بالحيوية والعطاء ويتجرد من تلك النصائح التي لا يرغب صاحبها بمغادرة العش، ولا يقر ويعترف بفشلة في التحليق و الطيران.

‎مئة وثمانية وستون يوم بالتمام والكمال تغير قرارات الشعب ، مئة وثمانية وستون نهار سيرفع بها مصير العراق الى سطح البحر، او يعوم اكثر في قاع الحضيض، مئة وثمانية وستون ليلة ماذا اعد لها الشعب (البائس الدايح) كما يصفه "مطشر السامرائي" عضو البرلمان العراقي!، مئة وثمانية وستون يوما مما تعدون ممكن ان ستعيد احداث سبايكر، ونرى "مصطفى العذاري اخر معلق على جسر الفلوجة، مئة وثمانية وستون يوما اما ان يعود الكرد الى حجمهم الطبيعي او ان يكون هناك دولة اسمها كردستان، لذا ياترى هل نحن بقدر المسؤولية وتغير واقع البلد سيبقى هذا التساؤل على طاولة النقاش حتى اليوم التاسع والستون بعد المئة، مابعد الثمانية والمئة وثمانية وستون يوم التي تفصلنا عن يوم الاقتراع.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امجد العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/29



كتابة تعليق لموضوع : الاقتراع، أبما مضى ام لأمر فيه تجديدُ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net