صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

فهل حقا نحن في الالفية الثالثة نتجادل ونختلف ونتنابذ بالالقاب ؟!
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في فترات ما من الزمن كان الناس يصغون الى العلماء و الى الحكماء عندما كانت لديهم ( زراعة ) و(صناعة) و ( اداب ) و ( مدارس ) و ( شرائع ) ، و مدن عظيمة انتجت ما نراه اليوم موزعا كعلامات مميزة في متاحف العالم الكبرى ..

ولعل الحنين الى الايام التي لا تنتهك فيها حقوق المواطن بتهمة ما كالاسم الذي يحمله او بسبب اللون او الانتماء او الثقافة ، و عندما كان النسيج الحضاري مكونا من التنوع ومن التعددية ومن التعايش القائم على توازن بين الحقوق والواجبات حيث المرأة لا تعامل كخرقة بالية ولا الطفل يتعرض للحرمان ولا الشيخ يضطر الى التسول ولا الشاب للبحث عن بلد يمنحه حقوق الانسان بعد ان فقدها في بلده ..

في تلك الازمنة وان بدت بعيدة الا انها تركت علاماتها و كانها من صنع اقوام غير اقوام هذه الايام ومن شعب غير هذا الشعب و من بشر هبطوا من المجهول ..لا ... الشعوب هي الشعوب و الناس هم الناس ولكن الذي حصل هو ان بعضها تعلم كيف يتعلم و كيف يتقدم و يعزز ارادته الشرعية ومشروعاتها في البناء و التنمية ، وبعض الشعوب وجدت انها لا تعرف ماذا تعمل الا بحدود اضاعة الوقت ، و اخرى بدل ان تصنع مصيرها فقدته فانشغلت اما بالحديث عن امجاد الماضي او البكاء عند اطلاله ، او بهدم كل ما سيشكل روافد مستقبلها .

فهل حقا نحن في الالفية الثالثة ، نتجادل و نختلف ونتنابذ بالالقاب و الاشكال والالوان ....؟

و المشهد ليس بحاجة الى وثائق و شهادات وادلة ... فحرب الجميع ضد الجميع لا تريد ان تكون لها نهاية او خاتمة حيث ملايين المشردين في العالم و ملايين المهاجرين و المهجرين و ملايين اخرى سجينة بيوتها، تعلن عن حضورها عبر الفضائيات و عبر الواقع اليومي .. فهل نحن في عصر العلم و المخترعات والفضاءات الخارجية ، وهل نحن نعيش في عالم تحول الى قرية صغيرة ، و في عالم تقوده المختبرات و الشركات العملاقة و عبر ديمقراطيات لا تميز بين البشر بسبب الوانهم و لغاتهم و معتقداتهم .. ام نحن ( نجاهد ) و نناضل و نكافح كي نستورد غذاءنا و ننفق اكثر مما نكتنز و نأخذ اكثر مما نعطي ونستهلك اكثر مما نصنع ، و قد حصلنا على مراتب لا يحسد عليها في : الصحة ، و التعليم ، و الثقافة ، و في حقوق الانسان ، و حريات التعبير ، و الفساد ... الخ . ام انها مكابرة لا تثمر الا المزيد من : الايتام والمعاقين و الخائفين والمترددين و الارامل و الفاسدين و الضائعين ... و يقال لنا اننا في الالفية الثالثة رغم هذا كله ....؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/03



كتابة تعليق لموضوع : فهل حقا نحن في الالفية الثالثة نتجادل ونختلف ونتنابذ بالالقاب ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net