صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

نتائج الفساد السياسي في العراق
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحديث عن فساد الأحزاب في العراق يثير الحزن لأهل العراق, فقد أضاعت الطبقة السياسية فرصة تاريخية ليصبح العراق من البلدان المتقدمة, بفعل عامل الأموال المتوفر والحرية المتاحة, لكن نتيجة سوء الإدارة وفتح الباب على مصراعيه للفساد, فتبخرت كل الأحلام وتحولت لأوهام, لينخر الفساد في جسد مؤسسات الدولة, حتى أصبح العراق في صدارة الدول الفاسدة عالميا.

سنحاول في هذه السطور تفكيك القصة للتعرف على نتائج فساد أحزاب السلطة ومدى تأثيرهم على العراق وشعب العراق.

● الفساد السياسي

يمكن تعريف الفساد السياسي بأنه إساءة استخدام السلطة من قبل القادة السياسيين, من اجل تحقيق الربح الخاص, وكذلك من اجل زيادة قوتهم ونفوذهم وثرواتهم, ولا يحتاج الفساد السياسي الى التعامل مع الأموال مباشرة, بل هو عملية استغلال للنفوذ (تجارة النفوذ), لمنح الافضليات التي سممت الحياة السياسية والديمقراطية في العراق.

فيتم التدخل في الصفقات الحكومية من قبل المسؤول, عبر منحها لمن يدين لهم بالولاء, أو يكون بتزكية حزبية خاصة! مقابل نسب تحت الطاولة, فيصبح المنصب عبارة عن مكتب تجاري, وكل شيء يجري شكليا حسب القانون والتعليمات, لكن بالحقيقة كل شيء تم تحريفه, لتكون الإعمال الحكومية باب للاسترزاق لسعادة الوزير أو النائب أو المدير العام, مما يعني ضياع مشاريع الدولة ومؤسساتها في بطون شبكة الفساد السياسية.

● اللعب بالمحظور

أما الفساد السياسي الأكثر فداحة, فهو دفع الرشاوى للحصول على منافع محظورة.

وعند انتشار هذا النوع من الفساد تسبب بوهن القانون, وتحول الطبقة السياسية الى طبقة معطلة للقانون, والوصول لمنافع خارج أطار القانون والتعليمات, ومع غياب الرقابة والمحاسبة تم التمادي كثيرا في هذا النوع من الفساد, مما جعل المؤسسات الحكومية بوابة مهمة لنشر الفساد, وتم تعطيل أي برنامج للرقي بالبلد والتطور, وتحويل مكاسب بيع البترول الى جيوب طبقة محدودة, مع إفقار الشعب العراقي, والذي توجد فيه أعلى نسب للبطالة والفقر.

● فقدان الثقة

من أهم نتائج الفساد السياسي فقدان الجماهير الثقة بالأحزاب وبالطبقة السياسية, فالجماهير عاشت تجربة مريرة مع طبقة سياسية فاسدة, لا هم لها الا سرقت المال العام وتضييع حق الأمة, وألان هناك اتجاه جماهيري كبير لإقصاء الطبقة السياسية الفاسدة عبر الحق الانتخابي, وهذا ما يخيف الساسة ويسعون لجعل نظام الانتخابات في صالحهم.

لكن الغريب أن نجد من يطبل للساسة ألان ويدعمهم ويروج لهم, مع أنهم مجرد لصوص ومفسدين, أما الساسة فيعتبرون أنفسهم عباقرة خارقين, وحل الأزمات لا يمر الا من خلالهم, وإنهم أصحاب فضل على العراقيين, وان إدارتهم للدولة حكيمة, وهذا الأمر يذكرني بنص قرأته للكاتب الغربي تيودور فانتي يقول فيه (وكم من ديك يعتقد أن الشمس تشرق بصياحه, وكم من أحمق يعتقد أن الحياة لن تستمر بدونه).

فالنتيجة الاهم للفساد السياسي هي فقدان تام للثقة بكل الساسة والأحزاب الموجودة.

● دعوة للقادة السياسيين في العراق

بما أن الساسة يرفعون جميعهم شعار واحد وهو محاربة الفساد, فاعتقد تبدأ حربهم من المقربين منهم, من داخل أحزابهم وكتلهم, ومن داخل قصورهم ومدراء مكاتبهم, من وزرائهم ومدرائهم وبرلمانييهم, فان قمتم بحرب حقيقية في هذه المواطن, فحتما أن الفساد سيزول عن مؤسسات البلد, وينعم العراق بالطمأنينة, ونغادر صدارة الدول الفاسدة, أذن الأمر بيد قادة الكتل والأحزاب والكيانات السياسية, فألاهم صدق النية, وتواجد الإرادة للفعل, وليس مجرد لقلقة لسان.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/10



كتابة تعليق لموضوع : نتائج الفساد السياسي في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net