صفحة الكاتب : نزار حيدر

حِوارٌ شامِلٌ عَن آفاقِ العَلاقةِ بَينَ بَغداد وَالرِّياض [٤]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   السُّؤَال الرَّابع؛ تحرَصُ الرِّياض دائماً على ضمان الولاء السِّياسي لها من قِبل دُول الجُوار لتنفيذ أَجنداتها!.
   هل يُمْكِنُ أَن نضعَ إِنفتاحها السِّياسي الأَخير في هذا الإِطار؟! وهو ما يُفسِّرُ رفضَ الكثير من النُّخب العراقيَّة لَهُ والنَّظر إِليهِ بعَينِ الرِّيبةِ والشكِّ؟!. 
   أَلجواب؛ كان ذَلِكَ في قديمِ الزَّمان عندما كان البِترودولار يلعب دوراً رئيسيّاً ومِفصليّاً في العلاقاتِ الدَّوليَّة والإِقليميَّة وغيرِها، أَمّا الْيَوْمَ فلا النِّظامُ في الرِّياض هو نَفْسَهُ أَيّام زمان الذي كان يمتلك بعضَ الهَيبة التي تمكِّنهُ مِن شِراء ولاءات الأَنظمة السياسيِّة في المَنطقة وغيرِها! ولا البُترودولار الْيَوْم هو نَفْسَهُ أَيَّام زمان! ولذلكَ فانَّ هذه السِّياسة لم تعُد ناجحةً إِلّا مع الأَنظِمة الفقيرة كالنِّظام في البَحرين وجيبوتي والسُّودان والصُّومال ونُظرائِها!.
   فبعدَ كلِّ هَذِهِ الخَيبات والفَشل والهزائِم لم تعُد الرِّياض تمتلك أَيَّ شَيْءٍ من الهَيبةِ! وما قلَّلَ من قيمتِها السِّياسيَّة أَكثر فأَكثر هو ما قدَّمتهُ للرَّئيس ترامب عندما زارَها قبل عدَّة أَشهر والذي بَدا وكأَنَّهُ [جِزية] تدفعَها الرِّياض لحماية نفسِها من غضبِ الرَّئيس الجديد الذي لم يجِد غَيْرَ هَذِهِ البقَرةِ ليحلبَ ضرعَها ويبتزَّها! ثم تفجَّرت أَزمة دُوَل الخليج الأَخيرة لتُبيِّن الحجم الحقيقي للرِّياض التي لم تتمكَّن من فعلِ أَيِّ شَيْءٍ لمنافستِها قطر! هَذِهِ الدَّولة التي لا يُمْكِنُ مشاهدتها على الخريطةِ بالعَينِ المُجرَّدة!.
   لقد أَعلنت الرِّياض مثلاً عن تشكيل ما أَسمتهُ بالتَّحالف العربي للحربِ على اليمن ففشلت إِذ لم يلتحق بها إِلَّا واحدة أَو إِثنتَين من الدُّول العربيَّة لإِتمام الدِّيكور فقط! ثم أَعلنت عن تشكيلِها للتَّحالف الاسلامي ففشلت حتَّى في دعوةِ الأَعضاء لمجرَّدِ إِجتماعٍ وقتَها فتأَخَّر عامَين! وقالت أَنَّ الحرب في سوريا لن تنتهي إِلَّا بإِزاحة الرَّئيس الأَسد عن السُّلطة ففشلت على الرَّغمِ مِن كلِّ الأَموال الطَّائِلة جدّاً التي دفعتها!.
   أَمَّا فضيحتها في ملفِّ لبنان والحريري! وفِي إِجتماع الجامِعة العربيَّة! فحدِّث عنها ولا حرج إِذ ضحِكت منها حتَّى الثَّكلى!.
   لقد تغيَّرت اللُّعبة الْيَوْمَ بشَكلٍ كبيرٍ جدّاً وواضح، فالعراق الآن لم يعُد عراق زمن الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين! كما لم يعُد عراق بداية التَّغيير عام ٢٠٠٣ فالانتصاراتُ العظيمة التي حقَّقها العراقيُّون في الحربِ على الاٍرهابِ وعلى مشروع الانفصال غيَّرت وجهَ العراق ليصبح قوَّةً إِقليميَّةً لا يُمْكِنُ لأَحدٍ أَن يتجاوزَها أَو حتَّى أَن يتحرَّش بها بأَيِّ شَكلٍ من الأَشكال! فكيفَ يشتريها أَو يضمِن ولاءَها لصالحِ أَجنداتهِ؟!.
   ورُبما يُمْكِنُ قولَ العكسِ مِن ذَلِكَ! فالرِّياضُ المتورِّطةُ الآن في وحلِ ملفَّاتٍ عدَّةٍ تتودَّدُ بكُلِّ شَكلٍ ممكنٍ إِلى بغداد لتكسبَ رِضاها، وَلَيْسَ ولاءَها! وتتمنَّى أَن لو تُساعدها بغداد على تجاوزِها والخروجِ منها! خاصَّةً بعدَ أَن إِتَّضحَ لكلِّ ذي عينَين مدى حجمِ الفشلِ الذي مُنيت بهِ الرِّياض في هَذِهِ الملفَّات ومدى حجم الغَضب الإِقليمي والدَّولي الذي بدأَت تواجههُ جرَّاء الجرائِم البشِعة التي ارتكبَتها في هَذِهِ الملفَّات والتي يرقى الكثيرُ منها إِلى مُستوى الجرائِم ضدَّ الانسانيَّة وجرائمَ حربٍ!.
   *...يَتبَعُ
   ١٠ كانُون أَلأَوَّل ٢٠١٧
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/10



كتابة تعليق لموضوع : حِوارٌ شامِلٌ عَن آفاقِ العَلاقةِ بَينَ بَغداد وَالرِّياض [٤]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net