صفحة الكاتب : قيس النجم

حققنا النصر الأصغر والنصر الأكبر قادم!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما يتعلق الأمر بقضية تخص بلدي، فإن الملعب الصغير وفسحة الأمل، اللتين أمتلكهما تبدأ بالنهوض، والشعب حينما يصرخ فإن حكم التأريخ لا يرحم أبداً، فبين دفاته تعيش ملايين المآسي التي مرت بعراقنا، ونتج عنها ما نتج من طواغيت وحروب، وكوارث ألمت بشعبي، فلمَ لا أفصح عما يدور في خاطري المتوجع؟!

برامج طموحة لكن هناك فراغ في السلطة، وأوراق رابحة لكن هناك زعامات باطلة، حيث أرجعت العراق لعقود ما قبل التأريخ، وزمن مرّ أرهق أجدادنا وآباءنا، وأضاع الراحة والنوم من أعينهم، فأفعال الطغاة تركت أثرها في النفوس، حتى أصبحت عادات وطباعاً تحدد مصيرنا.

هناك معرض للجثث يطفو على السطح منذ عام (2003)، الذي لم يسع العراق فيه فرحاً بسقوط الصنم، لكنهم خلفوا وراءه أنهاراً من الدموع والدماء، وخفافيش الظلام والنار فعلت فعلتها، طيلة العقد الماضي وأكثر، فكان كل العجب من ظلم السفهاء عبدة الكراسي لأنصار الرحمن، من أبناء هذا البلد الجريح.

ما زالت تلك النفوس الأبية، تنضوي تحت راية تأبى الخضوع ملهمة أحرار العراق، فأصبحت شعاراً خالداً يقاتل بصمت وينتصر بحكمة، رغم أن ثمنها غالٍ جداً، إلا إن أبواب نهضة الحسين (عليه السلام) أمست مشرعة كل العصور والدهور، فعبرت بالعراق صوب العنوان الأكبر والأعمق، وهو نصرا نهائي وعراق موحد يشمل جميع أطيافه.

هنا علينا أن نقف طويلاً ونتأمل، حيث وجب علينا أن نتعامل في المرحلة القادمة، بمؤشرات عميقة المعاني وواضحة الدلالات، وهو أن نتجاوز الماضي، ونركز على مكتسبات الحاضر، ولنعمل بصدق لأجل المستقبل الزاهر لأجيالنا، التي يجب أن ترى ثمار الديمقراطية والإنفتاح، والحريات والحقوق، ولكن وفقاً للبناء الذي من المفترض أن تخططه وتنفذه حكومتنا، وضمن رؤية الدولة الواضحة والمنصفة لهذا الشعب الرائع والكبير، الذي دفع ثمناً غالياً ومازال صابراً محتسباً.

أيتها الحكومة: لقد حققتِ النصر الأصغر، ونحن بإنتظار النصر الأكبر، وأنتِ بحاجة الى مراجعة شاملة لكل شيء، سياسياً، وإقتصادياً، وإجتماعياً، وفكرياً ومن أجل تحقيق ذلك، لا بد أن تكون هناك جهود كبيرة وجبارة يشترك فيها الجميع، يتقدمها الإستقرار الأمني والسياسي، وتقديم الخدمات، وإعادة النازحين، وإعمار المناطق المحررة، وأن تبعدي الساسة عن الصراعات والنزاعات التي أكل عليها الزمن وشرب، حتى أصبحت ماضياً لا يغني من جوع.

ختاماً: الى الذين يدغدغون مشاعر المعذبين بنار الإرهاب والفساد: كفاكم تلاعباً بعواطفهم، وليكن إصلاحكم صحيح الأهداف، والأدوات، والآليات، ولتتحقق تلك الأمنية التي تعيش في خاطري، بأن يكون العراق آمناً مستقراً مطمئناً يسكنه الجميع بمحبة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/10



كتابة تعليق لموضوع : حققنا النصر الأصغر والنصر الأكبر قادم!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net