صفحة الكاتب : رسل جمال

الحرب خدعة
رسل جمال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الانهزام يبدأ من الداخل، وكذلك الانتصار والشعور به، فهو نزعة داخلية وبذرة تنمو من داخل النفس البشرية، لتترجم الى انجازات في سوح القتال، يقول تعالى ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم.

لم تسقط الموصل قبل 3 سنوات عسكريا، بل سقطت بابواق السيارات!
خذلان أناس، وبعض حواضن الفساد هي من اسقطت تلك المدينة العتيقة، ومن ذلك الوقت بدأت اسوء صفحات تأريخ العراق المعاصر، "داعش الارهابي" واجزم انها ستعرف فيما بعد بكتب التأريخ( انها اقوام همجية أدعت الاسلام ظاهرا، كانت تهدف الى تشويه صورة الاسلام الحقيقي، جاءت لفرض سطوتها بقوة السلاح، وبدعم اقليمي واضح، الا ان قوة وبسالة الشعب العراقي، هزم تلك المرتزقة، وطردها خارجا).

نحن اليوم نشهد، الخلاص من كابوس كان يجثم على صدور ابناء شعبنا، وطوي صفحة لطالما ملئت بدموع النساء السبايا والاطفال الذين فقدوا طفولتهم، وهم بين مطرقة الارهاب، وسندان النزوح وقصص وحكايا لايمكن ان تمر مرور الكرام خلال الذاكرة العراقية، بل تطرزت بعضها بدماء الشهداء، وقد تلطخ البعض الاخر بذل الخيانة!

هكذا هي سلسلة الاحداث، لن تسير على وتيرة واحدة، وليس الناس كأسنان المشط، عند تجسيدهم للوطنية وشعورهم بالوطن!

ولان الخطر كان قريب وبلغت القلوب الحناجر، انطلقت الفتوى المقدسة، فكانت كطوق نجاة للعراق وشعبه، واسرع ابناء هذا الشعب المجاهد، بتلبية النداء والهرولة نحو خطوط الصد، لردء الطوفان الذي اجتاح الارض كسرب جراد، فلم يخلو بيت الا وله شهيد في حرب طاحنة، لا يقف امامها اي اعتبارات انسانية او اخلاقية وكيف يكون ذلك والعدو داعش؟!

لايكفينا اليوم ان نصفق وننشد الاهازيج فقط، فرحآ بالنصر، فدموع الامهات الثكالى لم تجف بعد، واهات الايتام والارامل مازالت تسمع كل من له اذن تعي وتسمع، بل علينا الان ان نقف على اسباب الواقعة ونتائجها مسبباتها.

حتى لا نبات ونصبح ونرى ان داعش جديد قد ظهر لنا من جحور الارض، يجب سد الفراغات الامنية وذلك باﻷسراع بارجاع الناس الى مناطق سكناهم، واعادة اعمار تلك المناطق، ولا يمكننا ان ننسى دور الشهداء وذويهم، ممن قدموا ابنائهم ثمن لحرية تراب العراق، بتقديم تكريم لذويهم يليق بحجم التضحيات.

كذلك لا ننكر لما للاوساط المثقفة من دور خطير، بنشر الوعي المجتمعي لعامة المواطنين، ببث مبادئ المواطنة والحث عليها والمحافظة على تراب هذا الوطن، وتشخيص النفس الطائفي ومحاصرته فكريا، حتى تموت اي فكرة متطرفه تدعو الى القتال والشقاق، فالحرب خدعة ولن تنطلي علينا مجددا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسل جمال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/13



كتابة تعليق لموضوع : الحرب خدعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net