صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

الجهاد الكفائي ليس سبب الانتصار ! 
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 المقدمات توحي بالنتائج، حتى ان بعضها يكون حتمي الوقوع، فسلوك من بيده السلطة كان يوحي بالسقوط الحتمي، سواء بعامل خارجي أو بأضمحلال ذاتي لعمليتنا السياسية وإدارتها الباهتة، وبالتالي كان الاحتلال وسقوط ثلثي الوطن مسألة وقت، لما لسلوك رأس السلطة من منحى لتركيز السلطة، واستثمار الأزمات لإيجاد هالة قداسة كاذبة، على حساب من وجب تقديسه، ان كان هنالك ما يوجب التقديس من الأساس ! . 
مادامت المقدمات تتحكم بالنتائج، فالجهاد الكفائي لم يكن مقدمة للنصر، وإنما نتيجة لتراكم سلوكي ومنهجي، قائم على أساس الخطاب ذو البعد الإنساني للمرجعية الدينية، اذ توج الجهاد الكفائي سلوكاً ومنهجاً اسلامياً انسانياً بكل ما للكلمة من معنى، تجسدت على شكل خطب وبيانات واستفتاءات، راعت جميع ابعاد الانسانية من مشاعر ومعتقدات ومخاوف، حتى احتوت المختلفين والمتخالفين في وطن كان سوره مرجعية دينية .  
سلوك السيد السيستاني قبل الفتوى كان مدخلاً لانتصار الفتوى، اذ اتسم خطابه وسلوكه بالتركيز على جملة أمور منها، وجوب بناء دولة قوية لشعبها على قوية عليه، لتكون مدخلاً ووسيلة لتحقيق الرفاه المجتمعي، وحصر السلاح بيدها رغم فقدانها السيطرة لفترات، المبدأ ان تكون الدولة هي المسيطر وغيرها استثناء أملته الضرورة، دولة تستند الى دستور خطته أصابع أبنائها، ليفتي بوجوب الانتخابات والتأكيد على أهمية صوت الناخب حتى عادله بالدنيا وما فيها، لتتوجه أنظاره صوب دعم المواطنة العراقية على حساب المواطنة الطائفية التي اريد لها ان تتعمق، لتنتج لنا شباباً افتقدوا لكل شيء الا لثقتهم بمرجعيتهم، بعد كل المواقف التي اثبتت ان ليس للعراق الا علي السيستاني، لتكون فتوته تتويجاً لهذا المنهج الذي يربي الأمة على التعايش السلمي، لتكون فتوى المرجع الشيعي لا تخاطب الشيعة فقط، وإنما كانت تبدأ بـ ( على كل مواطن عراقي ) لتجمع هذه الفتوى المباركة بين البعد الديني كونها صدرت من مرجع وعالم دين، وبين البعد الوطني في رسالتها وغايتها، لان الدين الذي لا يحمي الوطن، والوطن الذي يتقاطع مع دين سكانه، كلاهما يحتاجان الى اعادة نظر ! .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/16



كتابة تعليق لموضوع : الجهاد الكفائي ليس سبب الانتصار ! 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net