رؤيتي للنهوض بواقع الديوانية البائس...
محمد حسن الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

محافظة الديوانية تكاد تكون افقر مدن العراق ولا يضاهيها في فقرها سوى محافظة السماوة حاليا،  رغم انهما معا كانا يشكلان في العهد الملكي لواءا واحدا هو لواء الديوانية الذي كان يعد اكبر لواء بمساحته الجغرافية، واغنى لواء من الناحية الاقتصادية، اذ كان يمثل سلة العراق الغذائية لاشتهاره بانتاج المحاصيل الاستراتيجية التي تمول الدخل القومي لاسيما رز العنبر الشهير، وبفعل ثقله الاقتصادي كان للواء الديوانية حضوره  الكبير في المشهد السياسي العراقي. فمن ارضه المباركة انطلقت ثورة العشرين، ومنه خرج رجال الدولة الاوائل وبناتها من امثال الشيخ عبد الواحد ال سكر ، والسيد محسن ابو طبيخ، والسيد نور الياسري، والشيخ صلال الموح والشيخ شعلان ابو الجون والشيخ ورايح العطية وغيرهم من القامات الوطنية الشامخة حيث كان افندية بغداد وساستها يخطبون ودهم في تشكيل الحكومات او حتى اسقاطها، وحينما حصلت حركة رشيد عالي الكيلاني عام ١٩٤١، التجأ  الوصي عبد الاله  الى الديوانية وحاول الاستعانة  بالفرقة الرابعة التي كان امرها اللواء الركن ابراهيم الراوي وكذلك الاستعانة بالعشائر ومن هناك راح يدير شؤون الدولة اي تحولت الديوانية الى عاصمة سياسية مؤقتة وهي ميزة لم تتوفر عليها اي مدينة عراقية اخرى. 

الديوانية زهرة الفرات الاوسط كما كانت تسمى تحولت من مدينة منتجة نشطة اقتصاديا الى مدينة مستهلكة خاملة تعيش اليوم ومعها السماوة وضعا اقتصاديا مترديا، ووجودها في الحياة السياسية والاقتصادية يكاد يكون هامشيا رغم ان وزراء الدفاع والداخلية والتخطيط  ونائب رئيس البرلمان  ورئيس اركان الجيش ( حازم الشعلان، جواد البولاني، مهدي الحافظ ،خالد العطية وعثمان الغانمي) مع حفظ الالقاب في حكومات ما بعد ٢٠٠٣ كانوا منها، الا انها لم تشهد تطورا ملحوظا في مستواها الاقتصادي او الخدماتي او الاجتماعي. 
الديوانية يصدق عليها القول ماض مجيد وحاضر ذليل، واذا ما ارادت ومعها السماوة النهوض من جديد وتغيير واقعهما المتردي فلاسبيل امامهما الا بالاندماج ضمن اقليم اداري واحد يكون نواة لاقليم الوسط  اذا ما التحقت بهما مدينة واسط وبذلك سيتشكل اقليم يكون همزة الوصل بين جنوب العراق وشماله وشرقه وغربه يستطيع تطوير وضعه اقتصاديا وسياسيا وفقا لرؤيتي له وللحديث عنه تتمة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الموسوي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/17



كتابة تعليق لموضوع : رؤيتي للنهوض بواقع الديوانية البائس...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net