ارتفاع ضحايا تظاهرات السليمانية لـ 206 قتیلا وجریحا، والبارزاني یتهم اياد ببث الفوضى

تواصلت التظاهرات الغاضبة في مدينة السليمانية لليوم الثالث على التوالي ضد الاحزاب السياسية في كردستان العراق ، فيما ارتفع ضحايا هذه الاحتجاجات الى ستة أشخاص وإصابة نحو مئتي جريح.

وفي تطور لاحق للأزمة في إقليم كردستان ، أعلنت حركة التغيير والجماعة الإسلامية انسحابهما من حكومة الإقليم بسبب تصاعد التظاهرات الشعبية ، الأمر الذي ينذر بأزمة سياسية.

وشهدت مدن وبلدات في اقليم كردستان غالبيتها في محافظة السليمانية ثاني محافظات الاقليم ، تظاهرات حاشدة خلال اليومين الماضيين تخللتها مواجهات مع قوات الامن ادت الى مصرع خمسة اشخاص واصابة نحو 200 بجروح ، فيما توفي اليوم الخمیس محتج آخر كان يتلقى العلاج في مشفاه.

وأضرم متظاهرون النار اليوم الخمیس في مقر الحزب الشيوعي الكردستاني والحزب الاشتراكي الديمقراطي بمدينة رانية شمال غرب السليمانية بدون اي مقاومة من حراس المقرين ، كما رشق متظاهرون مقرا لحركة التغيير في البلدة نفسها بالحجارة.

ومنذ بدء التظاهرات قبل ثلاثة ايام ، أحرق متظاهرون ما لا يقل عن خمسة عشر مقرا لأحزاب سياسية في الاقليم اضافة الى مقر مجلس بلدي ، وقال ناشط كردي للصحفيين إن المتظاهرين أحرقوا مقار الاحزاب لأنها مشاركة في الحكومة ومسؤولة عن معاناة الشعب الكردي الاقتصادية والسياسية ، مؤكدا أن حرق مقار الاحزاب يعني ان المواطن الكردي يئس من جميع تلك الاحزاب التي اوصلت إقليم كردستان الى الافلاس.

كما خرجت تظاهرات مساء الاربعاء في بلدة قلعة دزة الواقعة على بعد 170 كيلومترا شمال السليمانية رغم الاجراءات الامنية في البلدة.

وسجلت تظاهرات كذلك في مدينة حلبجة شمال السليمانية رغم الاجراءات الامنية واطلاق العيارات النارية في الهواء والغاز المسيل للدموع ، وخرجت تظاهرات مماثلة في بلدة جمجمال جنوب السليمانية ، فيما شهدت مدينة السليمانية اليوم الاربعاء انتشارا كثيفا لقوات الامن بينها عناصر مكافحة الشغب المجهزة بخراطيم المياه.

هذا واقدم متظاهرون في قضاء قلعة دزة التابع لمحافظة السليمانية، الأربعاء، على اضرام النار في مقرات جميع الأحزاب السياسية الكردستانية في القضاء.

وقال شاهد عيان ، إن “متظاهرين أضرموا النيران في جميع مقرات الأحزاب السياسية في قضاء قلعة دزة”.

واضاف الشاهد الذي طلب عدم الكشف عن هويته، ” اشتباكات وقعت بين متظاهرين وقوات كردية ما ادى الى وقوع اصابات بين صفوف المتظاهرين في قضاء قلعة دزة”.

وبنفس السیاق طالب معلمون محتجون في السليمانية، الخميس، حكومة اقليم كردستان بالاسراع لمعالجة الأزمة التي تعاني منها الاقليم، وسط دعوات بحل الحكومة في حال عدم التمكن من معالجة الاوضاع.

وقال معلمون محتجون إنه “من أجل إيصال معاناتنا حاولنا بشتى السبل وبعيدا عن العنف ولم نتلقى ردا لحين وصول الامور الى هذا اليوم الذي بدأت السلطة بتوجيه اسلحتها ضد المتظاهرين”، محملا “السلطات والحكومة مسؤولية تدهور الاوضاع في الاقليم”.

ودعا البيان، جميع المعلمين الى “الإضراب عن الدوام”، لافتا الى أنه “من المخجل جدا أن يكون المعلم صامتا وصديقه يستشهد أو يعتقل”.

وطالب البيان، حكومة الاقليم بالاسراع في معالجة الأزمة التي تعاني منها الاقليم”، مشيرا الى أنه “في حال عدم تمكنها من معالجة الاوضاع عليها الاستقالة وحل الحكومة”.

ومن جهتها طالبت عضو مجلس النواب عن التحالف الكردستاني تافكة احمد اليوم رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل عسكريا لحماية الشعب الكردي من بطش سلطات الاقليم. احمد ، اكدت ان انتفاضة الشعب الكردي مستمرة رغم سقوط خمسة شهداء على ايدي السلطة في كردستان.

البارزاني: هناك ايادٍ تحاول بث الفوضى في التظاهرات والاقليم امام تهديد جدي

اتهم رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان البارزاني، الخميس، “أيادي خفية” بمحاولة بث الفوضى في التظاهرات التي تشهدها مناطق في الإقليم، محذراً من أن كردستان أمام “تهديد جدي”.

وقال البارزاني في مؤتمر صحافي عقده في أربيل إن “التظاهرات حق طبيعي للمواطنين لكن من مسؤوليتنا وضع حد لأعمال الفوضى التي تحاول حرف التظاهرات عن أهدافها”.

وأضاف قائلا، “نحن مع التظاهرات المدنية وهي حق طبيعي لكننا لن نقبل بالفوضى وهناك أيادٍ تحاول بث الفوضى”.

وأشار إلى أن “المظاهرات جات بالتزامن مع تهديدات الحكومة العراقية في منطقة مخمور”، محذراً من أن “الإقليم أمام تهديد حقيقي وجدي”.

وفي سياق منفصل، تابع رئيس حكومة إقليم كردستان بالقول نحن “ملتزمون بالدستور، وملتزمون ب‍العراق الموحد، ونحترم قرار المحكمة الاتحادية”.

فیما اكد رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان البارزاني، الخميس، ان على الاقليم اجرءا الانتخابات للخروج من الوضع الحالي، فيما اشار الى انه لم يجد أي مبرر لقرار التغيير والجماعة الاسلامية الانسحاب من الحكومة.

وقال البارزاني انه “بعد الاحداث الاخيرة تراجعت موارد الاقليم من النفط وواردات المعابر”، مبينا ان “حكومة الاقليم مستعدة لإدارة المعابر والمطارات بشكل مشترك مع بغداد”.واضاف البارزاني “اذا اردنا الخروج من الوضع الحالي علينا اجراء الانتخابات”، مشيرا الى “اننا لم نجد أي مبرر لقرار حركة التغيير والجماعة الاسلامية بشأن الانسحاب من الحكومة”.

مطالبات بضرورة معالجة ازمة اقليم كردستان بالحوار

اكد نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي، الخميس، على ضرورة معالجة ازمة اقليم كردستان عبر حوار صريح، مشيرا الى أن استمرار الازمة وتطورها لا يخدم الاقليم والعراق بشكل عام.

وقال مكتب النجيفي إن الأخير “استقبل سفير دولة الكويت في العراق سالم غصاب الزمانان”، مبينا أن “الجانبين بحثا خلال باجتماع العلاقات الثنائية ومجموعة من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وعرض النجيفي رؤيته للمشهد السياسي وانعكاسه على ملف الانتخابات وما تتطلبه من اجراءات وآليات للوصول إلى تنفيذ ناجح يتفق مع الهدف من اجرائها”.

وأضاف، أنه “تم خلال الاجتماع شجب واستنكار قرار الرئيس الاميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة إليها”، مشيرا الى أن “القرار يخدم المتطرفين وهو غير مقبول ولا يتفق مع أية شرعية معتمدة”.

وبصعید متصل دعا عضو كتلة بدر النيابية حنين القدو الى إرسال قوات أمنية اتحادية الى إقليم كردستان لإعادة الامن والاستقرار الى محافظات الاقليم والحفاظ على حياة المواطنين ، مشددا على ضرورة أن تأخذ الاحزاب الكردية دورها في تشكيل حكومة إنقاذ وطني بشكل عاجل.

القدو وفي تصريح صحفي ، قال إن القائد العام للقوات المسلحة مطالبٌ بإرسال قوات أمنية اتحادية إلى إقليم كردستان تأخذ على عاتقها تحمل المسؤولية في إعادة الأمن والاستقرار والحفاظ على حياة المواطنين وإلقاء القبض على المفسدين الذين يتحملون المسؤولية في الأزمة الاقتصادية وضنك العيش الذي يعاني الشعب الكردي.

وبدورها ابدت حقوق الانسان النيابية قلقها البالغ تجاه تطورات الاحداث في اقليم كردستان ، مطالبة القوات الامنية في الاقليم بضبط النفس وعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين.

وذكر رئيس اللجنة النائب عبد الرحيم الشمري اليوم ” نتابع بقلق بالغ تطورات الاحداث في اقليم كردستان العراق ، وخروج المتظاهرين للمطالبة بحقوقهم التي كفلها الدستور العراقي “.

واضاف ” ونأسف بأن تتجه هذه الاحداث نحو العنف كما نشجب استهداف المؤسسات الاعلامية واعتقال العاملين فيها والذين اصبح مصيرهم مجهولاً كما حدث في قناة NRT .

السفارة الامريكية توجه تحذيراً لرعاياها في العراق

دعت الولايات المتحدة، رعاياها في العراق الى اخذ الحيطة والحذر، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها عدد من المناطق في البلاد.

وقالت السفارة الاميركية ان “الاحتجاجات في إقليم كردستان العراق تحولت عنيفة في 18 و19 كانون الاول، مما أدى إلى وفيات وإصابات، كما وقعت مؤخرا مظاهرات غير ذات صلة في أماكن أخرى في جميع أنحاء العراق، بما في ذلك مقاطعاتها الجنوبية”.

واكدت السفارة أن “أي احتجاج سلمي ينطوي على إمكانية التصعيد بسرعة إلى عنف”، داعية المواطنين الامريكيين الى “الحفاظ على شعور متزايد بالوعي الأمني واتخاذ التدابير المناسبة لتعزيز أمنهم الشخصي في جميع الأوقات عند العيش والعمل في العراق”.

کذلک أتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الخميس، إقليم كردستان بـ”إخفاء قسري” لمئات من المعتقلين غالبيتهم من العرب السنة النازحين في محافظة كركوك.

وقالت المنظمة في تقرير لها، إنه “يُخشى أن يكون قد أخفي أكثر من 350 معتقلا لدى حكومة إقليم كردستان في مدينة كركوك العراقية قسراً”.

وذكر التقرير ان “هؤلاء المختفين هم بالغالب من العرب السنة، الذين نزحوا إلى كركوك أو من سكان المدينة، واحتجزتهم {الأسايش}، قوات الأمن التابعة لحكومة الإقليم”.

الموضوع السابق هيئة الحج توجه زوار بيت الله الحرام بعدم التصوير داخل الحرمين الشريفين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat