صفحة الكاتب : احمد مكطوف الوادي

شكرا يا رئيس الوزراء......ولكن!!!؟
احمد مكطوف الوادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جميل ما طالعتنا به الأخبار وهو إن السيد رئيس الوزراء منح رتبة ملازم أول للشهيد البطل (عصام حمزة) لشجاعته في مواجهة المجموعة الإرهابية التي هاجمت محال الصاغة في منطقة المنصور وقتل ثلاثة منهم.
وهو شيء جيد ومحمود ومبارك ويأتي كتثمين لما قام به هذا البطل الذي قدم روحه حفاظا على ممتلكات الناس وأمنهم وترك خلفه أطفالا سيضيفهم الواقع  إلى جيش الأيتام الذي يملأ البلد دون وجود برنامج واضح وجهد واضح لتأهيلهم ورعايتهم ،جيش الأيتام الذي سيكون الجيل القادم لدولة في طور البناء والتأسيس  .
جميل أن يكافأ الإنسان على جهده ولو بكلمة والأجمل عندما تكون المكافأة نتيجة قيامه بدوره الوطني وخدمة الناس والوطن بمهنية ونزاهة .
 أملنا أن تستمر رعاية عائلة الشهيد وان لا يُنسى أو يتأخر راتبه شأنه في ذلك شأن العشرات من الآلاف الذين قدموا مهجهم دون الوطن دون التفاتة تذكر .
والسؤال الأهم من ذلك هو لماذا لا نتذكر العراقي إلا حينما يموت؟ وبعبارة أخرى لو إن شهيدنا البطل مازال حيا ولم يدفع روحه ثمنا لذلك ....فهل يا ترى سيحظى بنفس التكريم؟ حينما يموت العراقي تزداد حسناته وصفاته الجميلة فنذرف الدموع ونملئ القلوب بالحسرات والألم لفقدانه  .
كم من هؤلاء الذين قدموا ويقدمون خدماتهم الجليلة للوطن  من هو ميت في الحياة بلا طلقات الإرهابيين!!!
 يموت كل يوم بحثا عن لقمة أطفاله  أو بحثا عن  موطئ قدم لسكنهم وحفظ كرامتهم .
 كم من هؤلاء من يموت في كل يوم من عمال النظافة في الشوارع والدوائر إلى عمال (البناء) إلى المزارعين إلى رعاة المواشي إلى الصيادين في الأنهار والبرك الآسنة إلى الحراس والموظفين الصغار إلى المثقفين المغيبين والذين يمنعهم خجلهم وتأبى كرامتهم أن يستجدوا عبر الشاشات وكم منهم من مات على حب الوطن وأزهق عمره في خدمته فيما لا يملك أطفاله مصدرا للرزق أو دارا للسكن .
طبعا الأمر لا يتوقف على الدولة وحكوماتها المتعاقبة فقط، وإنما هي (ثقافة عامة) و(ثقافة نخبوية) ستكون حاضرة حتما في أفق الحكومات ورجالاتها.
 حين استشهد سردشت عثمان تظاهرت نخبنا الثقافية والإعلامية والاجتماعية والحزبية لتنتصر لعثمان .
فملئت صوره مواقع الانترنت والفضائيات والصحف والشوارع.....بعدها يمضي سردشت هادئا هانئا نحو النسيان المشفوع  بتهمة الإرهاب .
كم من سردشت وسردشت يتمنى أن يموت ويقتل، ربما من وحي الغريزة والحاجة إلى الشهرة وحب الركوب على ظهر الحياة ومغادرة قوقعة التهميش والنكران .
وكم  من (عصام حمزة ) يضحي و يموت في كل يوم ولم يتذكره احد ولو بقراءة سورة الفاتحة في مجلس عزائه .
وكم من فقير ويتيم يعاني ويموت وما من يد حانية تمتد لتداوي الجراح .
قلت لسردشت في مقطع من قصيدة كتبتها لروحه  :
(لاتغرنك المظاهر يا سردشت
فلو كنت حيا
حزينا كئيبا
تشكو لهم
لما أنصفوك بكلمة
كم كنت أتمنى أن يعرفك الناس
وتنصفك النخبة
قبل أن ترحل
أن تحتضنك المنابر والصحف
وأنت حي ترزق
ولكن قدرك أن تعيش في وطن الموتى )
نعم يا سردشت ويا عصام  انه وطن الموت ووطن  الموتى .
اعرف سيدة قامت السنة الماضية بعمل بطولي ونوعي عندما قامت بالتطوع للتدريس في مدرسة متوسطة تعاني من عدم توفر مدرس اللغة الانجليزية ووصول الدوام لشهر كانون الأول رغم إن المدرسة نائية وتبعد عن سكناها أكثر من 20 كم ورغم مشاغل عائلتها وأطفالها الصغار  .
لكنها حين سمعت بأكثر من 150 طالبا عراقيا بلا مدرس وبلا أمل للحصول على مدرس ، دفعتها عراقيتها ووطنيتها للتطوع والعمل لوجه الله والوطن  وقد تمكنت من تحقيق نسبة نجاح 100% في الامتحان الوزاري  للمرحلة المنتهية وبقية الصفوف الغير منتهية الأخرى .
من سأل عنها؟
ومن كرمها؟ ولو بكتاب شكر ! آلا يقتل الإهمال والنسيان والتمايز والانتقائية والمحسوبية  روح المواطنة والإبداع والمسؤولية ؟ ربما تعيينها في نفس المدرسة التي ما زالت تعاني من نقص في  نفس المادة  سيكون حافزا وتكريما لكل روح عراقية مخلصة .
نعم  يا رئيس الوزراء خطوة نتمنى أن تشمل بها الأحياء من المبدعين والمتميزين والمغيبين والمعوزين قبل أن يلفهم قطار الموت الراكض في العراق .

 


احمد مكطوف الوادي
كاتب وشاعر عراقي
amwiraq@yahoo.com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد مكطوف الوادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/02



كتابة تعليق لموضوع : شكرا يا رئيس الوزراء......ولكن!!!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net