صفحة الكاتب : محمد جواد الميالي

الكرسمس بنكهة الإنتقادات العراقية
محمد جواد الميالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لكل مجتمع معتقدات وعادات، تميزة عن باقي المجتمعات المحيطة به، وقد تكون متشابة في بعض الأمور، وتختلف في بعضها احياناً .
إن جذور هذه العادات والتقاليد، التي تكون مشتركة في الشعوب والبلدان، تكون عميقة، ولها أصول دينية مترابطة، لأن كل الديانات، تكون مشتركة في العديد من الأمور، ومتشابة في العديد من النواحي.
إن الشعب العراقي وبأختلاف طوائفة، وتعدد دياناته وقومياته، إلا أنهم أكثر الشعوب، تواصلاً وحباً وعطفاً في مابينهم، إن أغلبهم يشتركون مع بعظهم، في إتمام المراسيم الدينية، كالمسير إلى كربلاء لدى الشيعة، وكأحتفالية المولد النبوي في مرقد أبو حنيفة، وكعيد رأس السنة الميلادية لدى المسيح، حيث لا يوجد في قاموس الشعب العراقي، كلمة طائفية أو مذهبية، وإنما دخلت هذهِ المصطلحات، وروج لها عن طريق الإعلام المرتزق، لتدمير الأواصر، التي تربط هذا المجتمع، ولنشر التفرقة، وزرع الحزن داخل قلب هذا الشعب المسكين.
ما يحدث من إحتفالات، وكرنفالات فرح التي تجتاح وتنتشر، في مولات و مجمعات العراق، وبالأخص بغداد، والتي تشهد إقبالاً واسعاً، من كافة الأطياف العراقية، تكون مصحوبة بحفلات غناءٍ صاخبة، لمطربين معروفين، والتي تحدث خاصة، في ليلة رأس السنة الميلادية، تأخذ صدى واسع، على مواقع التواصل، مابين مؤيدٍ ورافض، لمثل هذه الاحتفالات، لما يحدث فيها من أمور لا تتناسب، مع عادات وتقاليد المجتمع العراقي، فالأول يرتضي ما يحدث، من كافة الأمور التي تصاحب هذه الاحتفالات، فهو يأخذها من منظار، أن هذا الشعب بائس، وإن مثل هكذا أمور تعتبر المتنفس الوحيد لهم، بعيداً عن حالات التحرش التي تصاحبها، وأغلب أصحاب هذا الفكر، هم شباب المجتمع المدني.
اما الثاني فهم قسمين، أحدهم المتشددين دينيا، وهم يرفضون فكرة الغناء، والحالات غير الأخلاقية المصاحبة لها، والقسم الآخر يرفضها، بسبب العادات والتقاليد الاجتماعية، ويراها من منظار، أنها صور تنم عن عدم الوعي، بسبب كمية الشغب والتحرش، والتصرفات غير اللائقة من الجنسين، وبين هؤلاء تنقسم آراء العراقيين، حول إحتفالات رأس السنة الميلادية، وكلٌ منهم مقتنع بما أنتجهُ فكره، ومارسمه ذهنهُ من صوره، حول ماتدعى بكرنفالات الحب والفرح.
لا ضير في الاحتفالات، ولا يجب علينا أن نمنعها، فنحن نعيش تحت إطار الحرية! لكن بدل الإنتقاد، لماذا لا نعمل على نشر الوعي الثقافي، للحد من حالات التحرش؟ لماذا لانعطي جرعة وعي للشباب، ونعد مهرجانات بعيده عن الجهل الثقافي، الذي يحيط بشبابنا؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد الميالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/03



كتابة تعليق لموضوع : الكرسمس بنكهة الإنتقادات العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net