صفحة الكاتب : واثق الجابري

رصاصة في رأس طفل
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما أن تُطلق صافرة نهاية مباراة كرة القدم، وتُعلن عن فوز المنتخب الوطني العراقي، حتى ترى سماء بغداد وبقية المحافظات، تشتعل بنيران الرصاص، وبدقائق تسمع صافرات سيارات الإسعاف الفوري متسارعة للمستشفيات، والحصيلة الأولية بعد فوز العراق على اليمن؛ 23 جريحاً وصريعاً واحداً، والشرطة تعلن إعتقال سبعة أشخاص فقط من مطلقي العيارات النارية.
عادات لا تقتصر على فوز المنتخب، وممارسات يرفضها الجميع ويمارسها عدد كبير في المجتمع، بمناسبات الأفراح والأحزان، وبمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة؟!
لا أعرف أن كان حقيقة ما أُشيع أن أهالي منطقة البلديات في بغداد، ألقوا القبض على شرطي وسلموه لشيخ عشيرة؟! ولكن العقل قد يقبل بتلك الإشاعة، وكل شخص منا شاهد في يوم ما، مشاركة مفارز القوى الأمنية والسيطرات بالرمي العشوائي، عند مرور موكب زفاف او شهيد، سواء أكانوا يعرفون او لا يعرفون عائدية الموكب؛ ناهيك عن مشاهدة معظم المواطنين لمواكب المسؤولين وهم يطلقون النار لفك الزحامات، وعند كل طفل صغير العاب من السلاح، ومفرقعات يشتريها والداه له بمناسبات متعددة.
عدة أسباب دفعت معظم العوائل لإمتلاك السلاح، بصورة قانونية وغير قانونية، وعادات سلبية متوارثة بأن يتفاخر الرجال بسلاحهم، وعند حصول الشخص أبسط وفرة من المال، فأنه يفتح مشترياته بالسلاح، أن لم يقطع ثمن السلاح من رغيف أطفاله، ولكن الواقع العراقي بعد 2003م، دفع كثير من الناس لشراء السلاح للدفاع عن النفس، ومجابهة أي إعتداء يحصل بغياب الدولة، وفي مرات آخرى لأجل ممارسات غير قانونية وجرائم، مع وجود غطاءات تنطلي على رجال الأمن عند السيطرات للسماح بمرور السلاح، او خوف رجل الأمن من حامل السلاح كي لا يقاضى عشائرياً او حزبياً.
إن إنتشار السلاح وإطلاق العيارات النارية في الهواء؛ ناجم من أسباب رئيسية اهمها: ضعف تطبيق القانون وغلبة المحسوبية، وإنتشار السلاح دون رادع قانوني، وتقاليد خاطئة تجعل من السلاح مقياساً للتباهي والرجولة، وهذا ما عزز سطوة المليشيات المجرمة والعصابات، التي إستغلت تلك العادات وميول الشباب لمظهر القوة بثقافة خاطئة، وتعطيهم دوراً لحمل السلاح دون خوف من عقاب، وهي كفيلة بحماية أفرادها.
إطلاق العيارات النارية في الهواء فرحاً، لا يقل شأناً عن الشروع بعملية القتل وأنْ وُصفت غير عمد، والإجراءات الحكومية لا تتناسب مع كم الرصاص المشتعل في سماء بغداد.
لا يكفي أطلاق التحذيرات الحكومية والقوانين؛ في ظل فساد إستشرى داخل المؤسسات، ولا حماية لمواطن يُبلغ عن خرق قانوني، والمؤسسة منحورة والقوانين تجف على ورقها، مع غياب التثقيف المجتمعي والمؤسساتي والديني، للحد من ظاهرة أخذ تتطور من سلاح خفيف الى متوسط وقد يصل الى الثقيل، في وقت ينادي الجميع بحصر السلاح بيد الدولة، وفي الأسواق سلاح يفوق ما تملكه فرق كاملة، ومقار أحزاب حامية لأشخاص وسلاح مختلف الأنواع في كل حملة أمنية لتعقب السلاح، وفي العراق كُثر من لا يتمنى فوز منتخب العراق، كي لا تسقط ضحايا، جراء الإطلاق العشوائي، وكأن السلاح يُسابق القضايا الوطنية التي يفرح بها الجميع ويسبقها، والرصاصة الطائشة، قد تقتل بهجة فرح، او تدمي قلب ام ثكلت بصغيرها الذي لا يعرف عن المنتخب شيئا، وقد صرعته رصاصة طائشة استقرت في رأسه.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/04



كتابة تعليق لموضوع : رصاصة في رأس طفل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net