صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

مفخخات وإنتخابات
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مع بداية الإستقرار؛ الذي شهده العراق وخاصة العاصمة بغداد، والأفراح التي عمت البلاد إبتهاجا بالنصر على داعش والزمر الإرهابية، وإنجلاء السحب السوداء من سماء العراق، وقرب حلول مؤتمر المانحين في دولة الكويت، لأعمار المناطق المحررة من براثن العصابات الإرهابية، وتوجه العراقيين في مشروعهم الجديد لبناء وطنهم، جاء الإرهاب الأعمى المعادي للحياة وخلاياه النائمة محاولا سلب هذه الفرحة.

    هناك في الكاظمية وفي ساحة الطيران، كان العراقيون على موعد مع التفجيرات الإنتحارية، التي أودت بحياة المدنيين العزل، وراح ضحيتها الأبرياء الذين لاهم لهم سوى الحصول على قوت يومهم، والعودة الى أطفالهم وعوائلهم بما يسد رمقهم، ويعينهم على تجاوز الظروف الصعبة التي تمر على العراقيين، بسبب العجز المالي الكبير والبطالة المتفشية التي فرضها الفساد والمالي والإداري، والأموال التي صرفت في محاربة الإرهاب طوال السنين الماضية.

  رسائل للموت بعثها الإرهاب، في غمرة أفراح العراقيين وشعورهم بالأمان، بعد سنين عجاف من الصراع مع قوى الشر، بدأ العراقيون بوضع أقدامهم على أعتاب مرحلة جديدة، منتقلين فيها من الإنتصار على الإرهاب الداعشي، نحو بناء دولة جديدة، ومرحلة جديدة في العملية السياسية عبر التحضير للإنتخابات القادمة، التي يشعر الجميع إنها تختلف عن سابقاتها، وأنها ستؤسس لعراق جديد يختلف عن السنين الماضية.

   في غمرة التحضيرات والإنفعالات واللغط الإعلامي المصاحب لهذا العملية، التي إنشغل فيها أغلب المراقبين والمتابعين، جاءت العمليات الإرهابية مستغلة حالة الإسترخاء في صفوف القوات الأمنية، رغم التحذيرات المتكررة بضرورة اليقظة والحذر، وعدم الغفلة عن العدو الذي ما زال يحتفظ ببؤر الموت، يحاول من خلالها أن يكشر عن أنيابه، ويروع الأبرياء ويزعزع إستقرار هذا البلد.

  حوادث إرهابية؛ تستدعي من القوات الأمنية أن لا تقف مكتوفة الأيدي، وتتعامل معها بمنطق رد الفعل، وإنما يجب الشروع بعمل منظم لمراجعة الخطط الأمنية، وتفعيل الجهد الإستخباري وضرب الإرهاب في بؤره، والقضاء عليه حفاظا على أرواح المواطنين وممتلكاتهم، والحرص على عدم ضياع مكتسبات النصر، التي قدم العراقيون من أجلها دماء زكية وأموالا طائلةـ ويجب أن تتحلى قواتنا الأمنية بالمسؤولية العالية، والحرص على عدم عودة هذه الزمر الضالة لممارسة عملها التخريبي، وبالتالي عودة الأوضاع الأمنية الى المربع الأول.

   إن أمام العراق مستحقات كبيرة في المرحلة القادمة، يجب أن يتعاون الجميع على تهيئة الظروف المناسبة للعراقيين، ليمضوا في بناء مستقبلهم بعيدا عن المنغصات التي تعيق عملهم، ويجب على القوات الأمنية أن تكون على مستوى الحدث، ولا تعيد فشل الحقبة الماضية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/15



كتابة تعليق لموضوع : مفخخات وإنتخابات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net