صفحة الكاتب : علي علي

على حس التحالف خفن يارجليه
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

(خير الناس من نفع الناس) من منا لم يسمع هذه العبارة؟ ومن منا يشكك في صدقها؟ أكاد أجزم أن كل بني آدم -الأسوياء حصرا- يبادرون الى أداء ماينفع من الأعمال، ونشره على من استطاعوا من معيتهم، فما أروع أن يعمل المرء من أجل خدمة الناس، والأكثر روعة حين يبادر الى هذا من يشغل منصب قائد جماعة، او رئيس قوم، كما هو الحال في رؤساء الكتل الذين استحدثوا مؤخرا تحالفات وائتلافات فيما بينهم، بغية فتح طريق يتسنى لهم من خلاله خدمة المواطن -كما يدعون- واستحداث سبل لوضعه في مكانة هي في حقيقة الأمر استحقاق له في بلده، وكان حريا بهم أن يكونوا سباقين في تحقيقه له خلال السنين التي مضت من عمر العراق الديمقراطي الفيدرالي.

  ومعلوم ان القائمين بأمر المواطن والحاكمين بمصيره، انقسموا -قبل التحالفات- خلال تلك السنين الى فئتين؛ فمنهم من أتعب نفسه جادا وجاهدا في سبيل دفع عجلة العراق المتأخرة الى الأمام، ومنهم من سعى بكل جد وجهد الى وضع العراقيل أمام تلك العجلة، وتأخير سيرها لغاية (في نفس يعقوب). وفي الحالين لم ينفع عمل الأول، ولم ينجز شيئا مما كان يدعيه، وسواء أصادقا كان أم كاذباَ! فإن تحصيل حاصله لم يخدم المصلحة العامة.

أرى أن سؤالا يفرض طرحه علينا بعد تلك السنين والأحداث التي رافقتها؛ ما الجديد الذي سيأتي به رجالات الفئة الثانية بعد تحالفاتهم مع آخرين، إذا كان التأريخ قد سجل لهم في صفحاته مواقف لم تكن تخدم البلاد والعباد؟ فقبة البرلمان شاهد حي على كثير من البرلمانيين السلبيين، لما سببوه من تلكؤات في قراءة مشروع، او تأخير إقراره، او إرجاء التصويت على قوانين تخدم المواطن، أولها قانون الموازنة وليس آخرها قانون العفو، مرورا بقانون الانتخابات، ناهيك عن تفضيل مصالحهم الخاصة والفئوية والحزبية، وإعلائها على المصلحة العامة.

باستطلاع سريع -جدا- على مايدور من أخبار في هذا الجانب، يتضح للمتابع للوهلة الأولى، أن جميع الكتل والقوائم بأعضائها ورؤسائها، تروم خيرا للعراق والعراقيين، ولها من النيات أصفاها، ومن الغايات أنبلها، ومن المخططات أكثرها نفعا للبلاد، أما لو تمحص المتابع ما خلف كواليسهم، وما في دهاليز مجالسهم، لانقلبت الرؤية واختلف الرأي بهؤلاء.

إذ هناك من لغط القول -وما أكثره على لسان ساستنا- ما يملأ صحفا، ويشغل مساحة كبيرة في فضائياتنا ووسائل إعلامنا، استذكر غيضا من فيض ما سردوه على مسامع المواطن المسكين، مانصه:

- (إن ما شهدته الأيام الماضية من حراك سياسي واسع من قبلنا لجمع وجهات نظر الكتل وصل الى مراحل متقدمة).

فهل يعقل ان المراحل التي تأتي متأخرة أعواما عن موعدها يطلق عليها (متقدمة)؟ او التصريح الآخر:

- (يتساءل الكثير حول مساعينا في تشكيل تحالف عريض يضم عددا من الكتل المنسجمة، للخروج من بودقة التكتلات الضيقة الى تحالف شامل واسع).

وثالث يقول:

- (مبادرتنا تهدف الى تقليل الجبهات المتفاوضة لتشكيل الحكومة القادمة عبر جمع العناوين والبرامج والرؤى المتعددة تحت عنوان ورؤية واحدة).

ورابع:

- (لا نسعى من خلال هذا الحراك الى زعامة او منصب او مكان متقدم وان كان هذا مشروعا بل هدفنا انقاذ العراق من نفقه المظلم).

وكما يقال: (ياخبر.. اليوم بفلوس باچر ببلاش) في مقبل الأيام يتبين الصادق من الكاذب، والمخلص من المغرض، والجاد من المراوغ، والشريف من الـ.. ناقص!.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/21



كتابة تعليق لموضوع : على حس التحالف خفن يارجليه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net