صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

في ضيافة منهل .. حول ولادة السيدة زينب (عليها السلام)
علي حسين الخباز

ما إن وطأت قدمه المضيف، نظرت اليه عرفته، فنهضت تستقبله بكرم الضيافة، بحفاوة استمدتها من كرم المعنى، قبلته ما بين عينيه مرحبة به:ـ اهلاً بك في مضايفنا، والله لا تسعني الفرحة حين اراك تجوب ازمنة تبحث عن كل مفردة تزيد متانة اليقين، فما الذي جاء بك الينا؟ اجابها يراعي:ـ جئت لألتقيك سيدتي فضة، لأسألك عن ولادة مولاتي زينب (عليها السلام)؟

ابتسمت بوجه قلمي، وبعد برهة صمت قالت:ـ

وضعت الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وليدتها المباركة التي لم تولد مثلها امرأة في الإسلام، إيماناً وشرفاً وطهارةً وعفةً وجهاداً، استقبلها أهل البيت(عليهم السلام) وسائر الصحابة بمزيد من الابتهاج والفرح والسرور، وأجرى الإمام أمير المؤمنين على وليدته المراسيم الشرعية، فأذّن في أذنها اليمنى، وأقام في اليسرى.

 لقد كان أول صوت قرع سمعها هو: (الله أكبر، لا إله إلا الله)، وهذه الكلمات أنشودة الأنبياء، وجوهر القيم العظيمة في الأكوان. وانطبعت هذه الأنشودة في أعماق قلب حفيدة الرسول (ص)، فصارت عنصراً من عناصرها، ومقوماً من مقوماتها.

قال لها يراعي:ـ سيدتي فضة.. كيف استقبل النبي (ص) حفيدته؟ فأجابت بعين دامعة:ـ حينما علم النبي (ص) بهذه المولودة المباركة سارع إلى بيت بضعته، وهو خائر القوى، حزين النفس، فأخذها ودموعه تتبلور على سحنات وجهه الكريم، وضمها إلى صدره، وجعل يوسعها تقبيلاً، وبهرت سيدة النساء فاطمة (عليها السلام) من بكاء أبيها، فانبرت قائلة: «ما يبكيك يا أبت، لا أبكى الله لك عيناً؟...». فأجابها بصوت خافت حزين النبرات: «يا فاطمة، اعلمي أنّ هذه البنت بعدي وبعدك سوف تصبّ عليها المصائب والرزايا...»

قال يراعي:ـ برهة سيدتي يعني هذا أن النبي (ص) يعلم بما سيجري على حفيدته من الرزايا القاصمة التي تذوب من هولها الجبال.. حينها وثبت سيدتي فضة باكية ونحن في يوم بهجة وهي تقول:ـ وشاركت مولاتي الزهراء ومولاي ابو الحسنين (سلام الله عليهما) النبي (ص) في احزان هذه البهجة المونقة.

واتذكر تماما أن سلمان الفارسي (رضى الله عنه) جاء يهنئ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بوليدته المباركة فألفاه حزيناً، واجماً، وهو يتحدث عما تعانيه ابنته من المآسي والخطوب، وشارك سلمان أهل البيت في هذا المحفل الذي جمع الحزن بالفرح.

تساءل حينها اليراع بهمة:ـ ومن يا ترى سماها زينب، يا سيدتي فضة؟

قالت:ـ حملت سيدتي الزهراء وليدتها المباركة إلى الإمام فأخذها وجعل يقبلها، والتفتت إليه فقالت له: «سمّ هذه المولودة...». فأجابها الإمام بأدب وتواضع: «ما كنت لأسبق رسول الله (ص)...». وعرض الإمام على النبي (ص) أن يسميها، فقال: «ما كنت لأسبق ربّي...». وهبط رسول السماء على النبي (ص)، فقال له: «سمّ هذه المولودة زينب، فقد اختار الله لها هذا الاسم...».

وكنيت الصديقة الطاهرة زينب بـ(أم كلثوم)، وكانت تكنى بـ(أم الحسن) ايضا وألقابها تنمّ عن صفاتها الكريمة، ونزعاتها الشريفة وهي: عقيلة بني هاشم، والعقيلة هي: المرأة الكريمة على قومها، والعزيزة في بيتها، وهي العالمة من العالمات في الأسرة النبوية، فكانت (مرجعاً للسيدات من نساء المسلمين يرجعن إليها في شؤونهن الدينية)

وتلقب بالعابدة والكاملة والفاضلة، (سلام الله عليها) في كل وقت وحين.. ورحمته وبركاته. 

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/29



كتابة تعليق لموضوع : في ضيافة منهل .. حول ولادة السيدة زينب (عليها السلام)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net