صفحة الكاتب : منتظر الحيدري

سائل‌ يسأل : سؤال وجواب
منتظر الحيدري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

السؤال:
خرج علينا بالأمس القريب شخص يزعم التشيّع والعلم بل الأعلميّة وهو يتهجّم على الفقهاء والمراجع الذين لا يجيزون الاعتماد على الطرق الحديثة في تحديد بداية الشهر ونهايته ـ العين المسلحة ـ زاعما أن العلم الحديث حجة في تثبيت الأحكام الشرعية ناقما على بعض المراجع ذهابهم للعلاج إلى لندن قائلا: لماذا لا تذهبون إلى حيث كانت بيبيتكم ـ جدتكم ـ تذهب للعلاج!! 
ساخرا من الأحكام الشرعية التي نتعبّد بها كعدّة البائن التي قال العلم الحديث بعدم وجود جنين في بطنها، قاصدا من ذلك الاستخفاف بالأحكام الشرعية والفتاوى الفقهية مستدلا بذلك كلّه على أن التطور العلمي حجة في الدين!!

فماهو الحق في كلامه وما هو الباطل؟ بيّنوه لنا ولكم جزيل الشكر

الجــــــــــواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين، وبعد:

فإنّ المقطع المشار إليه في السؤال خالٍ من أيّ حقّ!! ولا يُثبت إلا جهل المتكلّم بالبديهيّات!!
ولقد ذكّرني المتكلّم بأول أيام الدراسة الحوزوية حيث نجد بعض المبتدئين يُكثرون الجدل واللغط بالبديهيات وأوضح الواضحات!!
ولولا أنّ الجواب على المقطع يقتضي التفصيل ولو بشكل موجز لما أضفت شيئا على ما تقدم في بيان حال المتكلّم، وعليه أقول:

يمكننا تقسيم كلامه إلى أقسام ثلاثة:

الأول: اختلاف المباني بين الفقهاء في تحديد الموضوعات الشرعيّة. 
الثاني: اعتماد بعض المراجع في حياتهم على التطوّر العلمي والطب المتطوّر دون الاعتماد عليه في الأحكام أو الموضوعات.
الثالث: طعنه واستخفافه بالأحكام الشرعيّة والفقهاء والتشهير بهم!

القسم الأول: في مسألة ثبوت الهلال كلام طويل لا يسمح المجال لتفصيله، والتي يعبّر عنها سيد الفقهاء الخوئي (قدس سرّه) بمعركة الآراء... والخلاصة أنه قد قامت الحجّة عند كلّ فقيه بما يُمليه عليه الدليل، وعليه فلا يحق لأحد أن يطعن بهذا الرأي أو ذاك لأنّ الحجّة قائمة عند كلّ فقيه، اللهم نعم لا نمنع من مناقشة الدليل بأسلوب علميّ موضوعيّ، وهذا دأبُ العلماء والفقهاء من أهل الفضل والتقوى، بخلاف العوام الذين تلبّسوا بلباس أهل العلم فإنّ عادتهم الطعن بكلّ من يخالفهم في المبنى أو الفتوى!

القسم الثاني: الاستفادة من العلم الحديث والاتكاء عليه في حياتنا اليوميّة لا يعني بالضرورة إمكانيّة تأثيره على الموضوعات الشرعيّة التي في الأعمّ الأغلب موكولة إلى العرف، كما أنّ الحكم يحتاج إلى فهم دقيق وفحص مزيد، أهو واجب طريقي فيتعدّى إلى غيره، أم موضوعي فيجمد عليه... وهذا بحث تخصصي معقّد ينبغي لغير المتخصص عدم الخوض فيه والعبث به!
ولمّا لم يكن المتكلّم من المتخصصين لذلك تجده وقع في هذا المأزق العجيب!! وقد قيل قديما: من تكلّم بما لا يُحسن أتى بالعجائب!
وأما سفر بعض المراجع إلى لندن أو غيرها فلا أظن عاقلا يملك ذرّة من الإنصاف يُشكل على هذه القضيّة، ولقراءة أسباب سفر أحد أكبر مراجع الطائفة إلى لندن راجع الرابط التالي لتعلم تفاصيل وأسباب الذهاب ـ عادة ـ إلى الغرب:
http://www.narjes-library.com/2012/11/1425-2004.html?m=1

أضف بأنّ المتكلّم نفسه لم يلتزم بالتطوّر، فلذلك نجده إلى يومنا هذا يلبس ملابس العصر الإسلامي الأول من الجبة والعمّة وغيرهما حتى المداس الأصفر!! بيْد أن الحياة تطوّرت وكذلك الملابس، والناس أصبحت تلبس القبعة والتيشيرت والجينز والصندل ووو!! فعلام لا يزال المتكلّم متخلّفا في هذا الشأن رجعيا إلى هذا اليوم؟!!

فإن قيل بأنه يتعبّد بالنص في استحباب لبس العمامة والمداس الأصفر وغيرهما، قلنا: كذلك الفقهاء هناك في المسائل المذكورة ـ عدّة البائن وغيرها ـ أيضا يتعبدون بالنص، فعلام باءُ المتكلّم المسكين هنا تجرّ وباءُ غيره هناك لا تجرّ؟!! 
ثم من قال إن العلّة من التزام البائن وغيرها بالعدّة هي مجرّد خلوّ الرحم من الجنين كي يتكلم هذا المسكين بهذه الطريقة السطحيّة؟!!

القسم الثالث: لقد سلك المتكلّم منذ سنوات مسلك الطعن بالعلماء والفقهاء، وذلك حسدا لكثرة مقلّديهم وقلّة مقلّديه!! وقد قالها لي بالحرف الواحد بعدما نشر رسالته العملية في موقعه قال: منذ ستة أشهر نشرتُ رسالتي في الموقع ولم يقم بتنزيلها غير 200 شخص!! وأنا مَن تعرفون مو هذوله ـ يقصد بقيّة المراجع ـ يقلّدهم الناس على عمى عيونهم!!

منذ ذلك الحين كان يعاني من هذه الغصّة كيف يقلّد الناسُ فلانا ولا يقلّدونني؟!! وكيف يرجعون إلى فلان الذي لم يخرج للحظة واحدة على الشاشة ولم يتكلم بكلمة في التلفزيون وأنا الذي ملأت شاشات التلفزة علما وفلسفة وعرفانا ووو!! فهذه الأنانيّة هي التي ملأت رأسه حسدا ومقتا على الآخرين وهي التي تسببت في كل ما وقع منه!!
ولم أستبعد منه هذا الاستخفاف: (خو روح للدول اللي كانت تروحلها بيبيتك!!) بل لا أستبعد ماهو أتعس بكثير!
وقد سبق أن صدر منه ما هو أشنع وأفظع، وقد وبّختُه برسالة مفصّلة أرسلتُها له عبر الإيميل في بداية انحرافه وطعنه بالعلماء ـ في المقطع المشهور ـ أخبرتُه فيها بأنّه قد حان وقت الفراق بيني وبينه وحذّرتُه في وقتها من هذا المسلك كما وأخبرتُه بأنّه ليس ببعيد أن تدور الدنيا برحاها ويأتي اليوم الذي نجد فيه كل من هبّ ودبّ يطعن بكمال الكاشاني (المشهور بالحيدري) لأنه هو من فتح على نفسه باب التهجّم والطعن... وكما ترون فقد جاء اليوم الذي أخبرتُه به ويا سبحان الله أول من ذمّه وتمرّد عليه ومَقَتَه هم تلامذته والمقرّبون له!! إلى أن بلغ الحال لغير المتخصصين، فقد بدأ حتى العوام يُشخّصون وقوعه في الخطأ وضحالته في أبسط المسائل العلمية!!

ولم أكن أستبعد وقوعه في كل ما وقع فيه لأن وعد الله حق حيث يقول سبحانه: 
(ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤوا السُّوأَىٰ أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ)

أعاذنا الله وإيّاكم من عاقبة السوء والخزي والعار 
والسلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته

منتظر الحيدري
9 جمادى الأولى 1439 هـ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر الحيدري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/29



كتابة تعليق لموضوع : سائل‌ يسأل : سؤال وجواب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : سلام الربيعي ، في 2018/01/29 .

بارك الله بكم وبالسيد الكاتب على هذا المنشور




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net