صفحة الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو

الدرس القاسي!
صلاح عبد المهدي الحلو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


أكره أولئك الذين يحملقون في وجوه الناس,هكذا فضولاً وسخفا.
اليوم وأنا ذاهبٌ إلى الدوام ضحىً,أمتِّع عينيَّ بمناظر الطريق الجميلة (جري سعدة) تلك الأرض القاحلة بمصاف الشارع المؤدي إلى مستشفى ابن بلال الأهلي,مروراً بالصبَّات الكونكريتية التي حجبت محلات الحيِّ الصناعيّ المتناثرة في الجهة الأخرى من الطريق,عطفاً على (جملونات الغذائية) مقابل الجسر التي تذكرك بسجن الباستيل,إضافةً إلى المناظر التي تبهج الصدر,تربية محافظة النجف الأشرف, التي أقسم بالعَلَم القطري الذي لا أحلف به صادقاً,ما دخلها صاحبُ معاملة إلاَّ وخرج صاحب علة,مروراً بمستشفى الحيِّ القديمة التي يدخلها المريض على نقالة ويخرج منها على تابوت,وبالمحكمة التي يدخلها المواطن بريئاً فيخرج منها متهما,ويدخلها البعض ظلمة,ويخرج منها طواغيت,ورؤية مقر التسفيرات مكان مديرية الأمن القديمة,ناهيك عن الحادث المروري الذي كان على جسر مستشفى الصدر في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا....
بينما أنا غارقٌ في هذا الجمال والانشراح من نافذة السيارة,وحين حانت مني التفاتة على حين غرة,وجدتُ شخصاً يحدِّق فيَّ...كم أكره هؤلاء,قلتُ لأنشغل عنه بالنظر مرةً أخرى إلى النافذة,ولكن بعد ذلك نظرتُ له بصورةٍ خاطفة فوجدتُه ينظر إليَّ أيضا!
صممتُ على تلقينه درساً قاسياً,قررتُ أن أنظر إليه,بل وأحدِّق في عينيه إلى أن يشيح بهما عني,ولكن ما أن أردتُ أن أجحده بنظرتي القاسية حتى شرقتُ بريقي – وتلك عادةٌ سيئة صارت تكثر عندي هذه الأيام,حتى وأنا نائم استيقظ مختنقاً اثر هذه الشرقة – المهم,دمعت عيناي,واحمر وجهي,ووقف شعرُ رأسي ,فصارت المرأة العجوز التي قربي تقول :اسم الله...اسم الله,شجاك يابيبي؟.... وقد التفت الجميع إليَّ ,ومن الجامعة الدينية تقريباً إلى مجسرات ثورة العشرين كان الجميع ينظرون إلي...
لو باقي على ذاك الشخص الأولاني مو أحسنلي؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح عبد المهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/10



كتابة تعليق لموضوع : الدرس القاسي!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net