صفحة الكاتب : محمد رضا عباس

أنقذوا تمثال الشهيد البطل أبو تحسين من الضياع والنسيان
محمد رضا عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعرفت على اسم الشهيد البطل علي جياد (أبو تحسين الصالحي) من خلال تتبعي اخبار الحشد الشعبي المقدس. وقد عرفت ان هذا البطل الخالد قد سقى اوغاد تنظيم داعش السم الزؤام في جميع المعارك التي خاضها معهم , وقتل منهم بالمئات ,وبذلك استحق القاب كثيرة منها: " شيخ القناصين", " سفاح الدواعش", "صائد الدواعش", " عين الصقر", و "العنيد". هذا " العنيد " البطل اختار الجهاد على القعود وهو في عمر 62 عاما لأنه عرف بالفطرة ان حماية حدود الأوطان من المعتدي والمغتصب لها رجالاتها ,فكان لها . لقد وقف الشهيد السعيد أبو تحسين على ساتر القتال ليدافع عن وطن لا يملك فيه دارا , ولكنه كان يملك حب كبير لأبناء شعبه وارضهم .  أبا تحسين خرج لقتال داعش لأنه رفض ان تستباح ارض الانبياء والاولياء والصالحين على يد داعش الإرهابي ومن ورائهم . أبا تحسين رفض ان تستباح كرامة العراقيين و تسبى نسائهم وتباع في أسواق النخاسة . ورفض ان تكون المدن المقدسة تحت مرمى نيران داعش . وهكذا , فضل أبو تحسين الشهادة على حياة الذل والاهانة .

ان ابطال مثل أبو تحسين يجب ان تخلد أسمائهم بشتى الطرق و الاحتفال بذكراهم , من اجل افهام الأجيال القادمة ان الاستقرار الأمني والسياسي والتنعم بالحرية والديمقراطية لم تكن لولا هناك دماء زكية سقطت من ابطال أمثال أبو تحسين . ان الاحتفال بذكرى الشهداء و رعاية ذويهم تقع على كاهل الحكومات الديمقراطية , وهذا ما يفرق النظم الديمقراطية والنظم الاستبدادية. في النظم الاستبدادية تختصر البطولة و  الشهادة لرؤوس النظام فقط.

أبا تحسين قد حصل على اجر الشهادة من رب لا يظلم، وهو الان مع الصديقين والشهداء في جنات النعيم , ولكن أبو تحسين مازال ينتظر اجره من اهل الدنيا , من اهل البصرة بالذات , حيث ان تمثاله والذي من المقرر ان ينصب في وسط البصرة ليكون معلم من معالم البطولة والتضحية لأهل البصرة اصبح تحت خطر التأجيل وربما الإلغاء بسبب كلفته . النحات العالمي احمد البحراني اعلن ان السيد محافظ البصرة يرى ان كلفة النصب كبيرة لا تسطع ميزانيته تمويله . نقول هل من المعقول ان تكون محافظة تمول 90% من حاجات العراق بعربه واكراده، بسنته وشيعته, بمسحييه ومسلميه ان لا تستطع ان تصرف مبلغ من المال على  نصب يكرم شهيد ضحى بدمه المبارك ارض العراق ومن اجل بقاء العملية السياسية ومن اجل حماية كرامة المواطن العراقي وهو في عمر 62 عاما؟

نصب أبو تحسين يجب ان يتوسط مدينة البصرة , لأنه نصبه لا يمثل أبو تحسين فقط وانما يمثل استذكار كل قطرة دم بريئة سقطت على ارض العراق بسبب الهجمة البربرية ضد العراقيين بعد التغيير . وعليه , على محافظ البصرة ومجلس محافظتها التفكير بجدية لتمويل بناء النصب حتى وان دعت الحاجة جمع الكلفة عن طريق التبرعات المالية من ابناء البصرة  ( وهو افضل طرق التمويل), او فرض 1000 دينار ضريبة إضافية على كل شاحنة تدخل البصرة , او دعوة شركات النفط العاملة في حقول البصرة للمشاركة في تمويل المشروع . ان تمويل نصب أبو تحسين لا يكلف شركات النفط اكثر من ربع دقيقة من حجم ارباحها .

لقد ذكرت، ان احسن الطرق لتمويل مشروع النصب هو عن طريق جمع التبرعات المالية من اهل البصرة حصرا , لان أبو تحسين من اهل البصرة, وأبو تحسين قتل ليس من اجل مال خاص له ولا من اجل حماية داره من سارق وانما استشهد من اجل بلد بحجم العراق . ولو استطاع داعش دخول بغداد لكان سهلا عليه دخول البصرة. الأكثر من ذلك ان مشاركة المواطن البصري ببناء النصب هو بمثابة شكر وعرفان لجرحى وشهداء الحشد الشعبي والذي ستذكر الأجيال القادمة فضله على حماية البلاد والعباد من اسوء مجاميع إرهابية عرفتها منطقة الشرق الأوسط في العصر الحديث. الولايات المتحدة الامريكية كان لديها المال الكافي لترميم نصب الحرية سنة 2000, ولكن الشعب الأمريكي اصر ان يمول ترميمه من أمواله الخاصة لان الشعب الأمريكي يريد ان يقول للعالم ان نصب الحرية هو رمز لكل العالم المتطلع للديمقراطية والحرية , فليكن نصب أبو تحسين البطل رمزا للحرية و للأمن  والسلام في العراق .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد رضا عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/19



كتابة تعليق لموضوع : أنقذوا تمثال الشهيد البطل أبو تحسين من الضياع والنسيان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net