صفحة الكاتب : احمد خالد الاسدي

علة اختفاء قبر الزهراء
احمد خالد الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبينا الاعظم وآله الطاهرين

بدون ان ننساق وراء الجدل القائم اليوم حول البحث بما جرى على آل محمد عليهم السلام وهل هو مجرد بحث تاريخي كالبحث عن كنوز فراعنة مصر ام انه بحث عقائدي له ما له وعليه ما عليه في الدنيا والآخرة.

نقول وبضرس قاطع ان المسألة عقائدية بحتة لسبب بسيط وهو معرفة من تجب موالاته ومن تجب معاداته..

فحديث الغدير بآخر مقطع فيه يقول صلى الله عليه وآله" اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" الذي حاول شيخ الوهابية ابن تيمية تضعيفه كما يحدثنا بذلك الالباني قائلا: أذا عرفتَ هذا، فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث وبيان صحته أني رأيت شيخ الاسلام ابن تيمية قد ضعف الشطر الاول من الحديث، وأما الشطر الآخر فزعم انه كذب ! وهذا من مبالغاته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الاحاديث قبل ان يجمع طرقها ويدقق النظر فيها. والله المستعان) انتهى كلام الالباني (1).

فنحن نبحث في قضية الزهراء ليس تشهيا والعياذ بالله بل قد دل الدليل على وجوب نصرة اهل البيت عليهم السلام والبراءة من اعدائهم.

وقد يقول قائل لو فرضنا ان ما تذكرونه مما جرى صحيحا فكيف نستطيع تصديق ذلك والصحابة كلهم عدول ومن اهل الجنة!!!

وفي جوابنا لا يتصور احد اننا نريد التفرقة بين المسلمين حتى لو اوصلنا الدليل الى اعتبار فلان الصحابي منافقا وفاسقا وضالا...

والا لماذا لا تنكرون ذلك على البخاري امام حديث اهل السنة بلا منازع, الم يروي في صحيحه حديث همل النعم واليك عزيزي القارئ نص الحديث:

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا انا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت أين قال إلى النار والله قلت وما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقري ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم قلت أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقري فلا أراه يخلص منهم الا مثل همل النعم(2).

وروى بهذا المضمون أكثر من عشر روايات ، وجاء في بعضها انه لا يخلص منهم الا مثل همل النعم  .

 وبلا شك ان المراد من أصحابه في هذه الروايات على كثرتها هم الصحابة الذين عاصروه واستمعوا لأحاديثه وأقواله واشتركوا في غزواته هؤلاء بلا شك هم المعنيون بهذه الأحاديث ، والذي يلفت النظر ويدعو إلى التسائل ، هو وصفهم بالارتداد والتغيير والتبديل ، مع أنهم حاربوا المرتدين وكانوا يحرصون على نشر الاسلام وتطبيق أصوله وفروعه ، ومن البعيد ان يصفهم الله والرسول بهذه الصفات لمجرد مخالفتهم لبعض الاحكام وارتكابهم لبعض المعاصي ، لان المعصية لا تسوغ وصفهم بالارتداد ولا بالخروج من الدين ولا توجب هلاكهم فلا بد وأن يكون السبب في ذلك أبعد من المخالفات والمعاصي التي لا يسلم فيها الا من عصمه الله ، وإذا رجعنا إلى الاحداث التي تلت وفاة الرسول والتطورات التي حدثت من بعده لا نجد سببا معقولا سوى الموقف السلبي الذي وقفوه من الخليفة الشرعي ذلك الموقف الذي أنتج تلالي المضاعفات والتناقضات الخطيرة وهيأ للأمويين ان يحكموا باسم الدين والاسلام ويمارسوا  جميع أنواع الفساد والمنكرات واحياء جميع مظاهر الجاهلية ، بعدما حاربها النبي وكاد ان يجتث جذورها  ولم يكتفوا بكل ذلك وحاولوا بواسطة أنصارهم وعمالهم المنتشرين هنا وهناك ان يضعوا الخليفة فوق مستوى الرسول كما أشرنا إلى ذلك في الفصل الثالث من فصول هذا الكتاب(3).

فاذا كان امام اهل السنة في الحديث ينقل في صحيحه ويثبت ان قوما من الصحابة مرتدين وان رجلا يحول بينهم وبين النبي ويأخذهم الى النار فلماذا تقوم الدنيا ولا تقعد اذا قلنا ان فلانا منافق وانه فعل الموبقات وانه من اهل النار.

نعم لا اعترض اذا ناقشني البعض في المصاديق بكون فلان الصحابي مؤمنا لكن في الجملة يجب على الجميع الايمان بأن في الصحابة منافقين ومن اهل النار وان بعضهم لا كرامة له بل له اللعنة وسوء الدار.

 

 

بعض افعال الصحابة مع الزهراء

لا بد ان نسأل انفسنا هذا السؤال: هل جرت محاورة ونقاش بين ابي بكر وبين الصديقة الطاهرة ام لا؟ وماذا كانت نتيجته؟والاهم هل كانت الزهراء راضية ام غاضبة على ابي بكر؟

وفي الجواب وبكل بساطة نقول نعم جرت المحاورة بينهما وتم هضم حق الزهراء عليها السلام وهي سلام الله عليها لم تكن راضية بل غضبت على ابي بكر وكل هذا مسطور في كتب الحديث ومشهور .

أما عمر بن الخطاب

من الفظائع التي قام بها عمر بن الخطاب بعد وفاة النبي العظيم صلى الله عليه وآله فمنها:

1) التهديد بالاحراق بل حصول الاحراق فعلا

1- الرواية ( صحيحة السند )

حدثنا : محمد بن بشر ، نا : عبيد الله بن عمر ، حدثنا : زيد بن أسلم ، عن أبيه أسلم  أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (ص) كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله (ص) فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة ، فقال : يا بنت رسول الله (ص) ، والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك ، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك ، أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت ، قال : فلما خرج عمر جاءوها ، فقالت : تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه ، فانصرفوا راشدين ، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي ، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا اليها حتى بايعوا لأبي بكر(4).

2- الرواية ( صحيحة السند )

حدثنا : ابن حميد ، قال : حدثنا : جرير ، عن مغيرة ، عن زياد بن كليب  قال : أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين ، فقال : والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير ، مصلتا بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه ....(5).

3- الرواية ( صحيحة السند )

1184 - عن المدائني ، عن مسلمة بن محارب ، عن سليمان التيمي ، وعن ابن عون : أن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة فلم يبايع ، فجاء عمر ، ومعه فتيلة فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا ابن الخطاب أتراك محرقا على بأبي ، قال : نعم ، وذلك أبقوي فيما جاء أبوك ....(6)

 

4- الرواية ( صحيحة السند )

14138 - عن أسلم : أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (ص) كان علي والزبير يدخلون على فاطمة بنت رسول الله (ص) ويشاورونها ويرجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة ، فقال :‏ يا بنت رسول الله ما من الخلق أحد أحب إلي من أبيك ، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وأيم الله ما ذاك بما نعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم الباب ، فلما خرج عليهم عمر جاؤوها ، قالت :‏ تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم الباب ، وأيم الله ليمضين ما حلف عليه ‏:‏ فانصرفوا راشدين فروا ‏، ‏فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي فانصرفوا عنها ولم يرجعوا اليها حتى بايعوا لأبي بكر‏.‏(7).

5- وروى ابن عبد ربه الأندلسي في كتابه العقد الفريد قال:

الذين تخلفوا على بيعة أبي بكر: علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة, حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال له: إن أبو فقاتلهم. فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار فلقيته فاطمة فقالت: يابن الخطاب! أجئت لتحرق دارنا؟! قال: نعم.. (8)

6- وروى ابن قتيبة الدينوري بسنده عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري في رواية طويلة يذكر فيها السقيفة وما جرى فيها وبعدها, إلى أن يقول: (( فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنّها على من فيها, فقيل له: يا أبا حفص! إن فيها فاطمة! قال: وإن(9).

هذه الاخبار تكفي لاثبات وقوع التهديد من عمر لبيت الزهراء عليها السلام الهجوم بل بقيادته على بيت الزهراء عليها السلام.

ومن المؤكد صعوبة توفر المصادر الحديثية السنية على روايات صريحة ومفصلة تدين من يعتقدون افضل ثاني رجل بعد النبي الاعظم صلى الله عليه وآله.

لكن مع ذلك تجد بعض الاخبار التي استطاعت ان تجتاز مقص الرقيب وتجد من هنا او هناك تصريحا او تلميحا لهذه الفاجعة العظيمة التي حدثت بعد رحيل الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

2) #اسقاط_المحسن_السبط

 من نتائج هذا الهجوم الغاشم اسقاط المحسن السبط الثالث وان كان التراث السني بشكل عام ذكر بشكل واضح اسم المحسن بلا تفاصيل واقل من القسم الاول ذكر المحسن السبط وانه مات صغيرا بلا تفاصيل موته واقل القليل ذكر بأنه مات سقطا وسنذكر لكم من ذكر المحسن وانه تم اسقاطه بحادثة الهجوم ان شاء الله.

ولا يفوتني ان اذكركم ان لا تتوقعوا تصريحا بذلك.

والآن إلى أسماء أولئك الذين صرّحوا بأنّ المحسن مات سقطاً:

1 _ أبو إسحاق إبراهيم النظام (ت 231 هـ), وهذا هو شيخ الجاحظ، وهو من شيوخ المعتزلة، قال: انّ عمر ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها، وكان يصيح: أحرقوها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين.

هذا ما نقله عنه الشهرستاني في كتابه الملل والنحل(10). وحكى ذلك عن النظام أيضاً الصفدي في الوافي بالوفيات(11).

2 _ ابن قتيبة (ت 276 هـ), حكى عنه الحافظ السروي المعروف بابن شهرآشوب (ت 588 هـ),في كتابه مناقب آل أبي طالب(12) قال: وأولادها: الحسن والحسين والمحسن سقط، وفي معارف القتبي: ((انّ محسناً فسد من زحم قنفذ العدوي)).

وعند مراجعة كتاب المعارف المطبوع لم نجد ذلك فيه، ولمّا كان الحافظ الكنجي الشافعي (ت 658 هـ) قد أكّد حكاية ابن شهرآشوب لذلك عن ابن قتيبة بعد أن ذكر أنّ فاطمة(عليها السلام) أسقطت بعد النبي ذكراً كان سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) محسناً, فقال الكنجي: وهذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلا عند ابن قتيبة.

3 _ النسابة الشيخ أبو الحسن العمري _ وكان حياً سنة 425 هـ _ قال في كتابه المجدي _ بعد ذكر اختلاف النسابين في المحسن _: ولم يحتسبوا بمحسن لأنّه ولد ميتاً, وقد روت الشيعة خبر المحسن والرفسة، ووجدت بعض كتب أهل النسب يحتوي على ذكر المحسن، ولم يذكر الرفسة من جهة أعوّل عليها.

4 _ النسابة محمد بن أسعد بن علي الحسيني الجواني (ت 588 هـ) ذكر المحسّن في الشجرة المحمدية والنسبة الهاشمية(13) وقال: أسقط، وقيل: درج صغيراً، والصحيح أنّ فاطمة (رضي الله عنها) أسقطت جنيناً.

5 _ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي (ت652 هـ) قال في مطالب السؤول (14)عند ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام):

((اعلم أيّدك الله بروح منه، إنّ أقوال الناس اختلفت في عدد أولاده (عليه السلام) ذكوراً وإناثاً، فمنهم من أكثر فعدّ فيهم السقط، ولم يسقط ذكر نسبه، ومنهم من أسقطه ولم ير أن يحتسب في العدة، فجاء قول كل واحد بمقتضى ما اعتمده في ذلك وبحسبه _ ثم نقل عن صفة الصفوة وغيرها ذكرهم إلى أن قال: _ وذكر قوم آخرون زيادة على ذلك، وذكروا فيهم محسناً شقيقاً للحسن والحسين 8 وكان سقطاً)).

6 _ الحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي (ت 658 هـ)، حكى في كتابه كفاية الطالب(15) عند ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قول المفيد في عددهم, ثم قال: وزاد الجمهور وقال: إنّ فاطمة (عليها السلام) أسقطت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ذكراً كان سمّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) محسناً, وهذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلاّ عند ابن قتيبة.

7 _ شرف الدين أبو محمد عمر بن شجاع الدين محمد بن الشيخ نجيب الدين عبد الواحد الموصلي الشافعي (ت 668) ذكر في ص 229 من كتابه النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم في ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال: فمن فاطمة الحسن والحسين ومحسن درج صغيراً لرفسه وقيل لرد باب على صدرها وذلك مشهور، وبعض الناس ينكر وقوعه(16).

8 _ الحافظ جمال الدين المزي (ت742 هـ)، قال في كتابه تهذيب الكمال(17): كان لعلي من الولد الذكور... والذين لم يعقبوا محسن درج سقطاً... .

أقول: ونقل ذلك عنه الفاسي في العقد الثمين(18) أيضاً.

9 _ ابن الصباغ المالكي الصفاقسي (ت 855 هـ)، قال في الفصول المهمة(19) في ذكر أولاد الإمام: وذكروا أنّ فيهم محسناً شقيقاً للحسن والحسين, ذكرته الشيعة وأنّه كان سقطاً.

أقول: ولم يعقب على ذلك بشيء, فهو إمضاء منه لما قالته الشيعة، ولو لم يكن كذلك لردّ عليهم بشيء.

10 _ أبو الفضيل محمد الكاظم بن أبي الفتوح, قال في كتابه (النفحة العنبرية في أنساب خير البرية) الذي ألّفه سنة 891 هـ : (والمحسّن وأخوه ولدا ميتين من الزهراء)(20).

11 _ الصفوري الشافعي (ت 894 هـ)، قال في نـزهة المجالس(21): ((كان الحسن أول أولاد فاطمة الخمسة: الحسن، والحسين، والمحسن كان سقطاً، وزينب الكبرى، وزينب الصغرى)) وقال في كتابه الآخر: (المحاسن المجتمعة في الخلفاء الأربعة) (22) من كتاب الاستيعاب لابن عبد البر قال: وأسقطت فاطمة سقطاً سمّاه علي محسناً.

أقول: وهذا ليس في الاستيعاب المطبوع فلاحظ.

12 _ الشيخ جمال الدين يوسف المقدسي (ت 909 هـ)، في الشجرة النبوية في نسب خير البرية(23) قال: (محسن، قيل: سقط، وقيل: بل درج صغيراً، والصحيح أنّ فاطمة أسقطت جنيناً).

13 _ النسابة عميد الدين كان حياً سنة 929 هـ ذكره في المشجر الكشاف(24) فقال: (والمحسن الذي أسقط).

14 _ الشيخ محمود بن وهيب الحنفي القراغولي قال في جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام(25): (وأما محسّن فأدرج سقطاً).

15 _ الشيخ محمد الصبان الشافعي (ت 1206 هـ)، قال في كتابه اسعاف الراغبين بهامش مشارق الأنوار للحمزاوي(26): (فأما محسن فادرج سقطاً).

16 _ الشيخ حسن الحمزاوي المالكي قال في كتابه مشارق الأنوار الذي فرغ من تأليفه سنة 1264 هـ كما في آخره، قال: (وأما محسن فأدرج سقطاً)(27).

17 _ محمد بن محمد رفيع ملك الكتاب _ من علماء أواخر القرن الثالث عشر _ قال في كتابه رياض الأنساب(28) ما تعريبه: (وولد آخر معدود في أولاده _ يعني الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) _ كانت الزهراء (عليها السلام) حاملاً به، فأسقطته قبل استكمال مدة الحمل، لأنّ قنفذاً ضربها وزحمها خلف الباب).

18 _ المؤرّخ الفارسي الشهير بسپهر في كتابه ناسخ التواريخ في الجزء المختص بالزهراء(29) قال ما تعريبه: ذكر أنّ المحسن الذي سماه رسول الله(صلى الله عليه وآله) مات سقطاً، لأنّ قنفذاً والمغيرة بن شعبة مع غيرهما ضربوا الزهراء فأسقطوا جنينها.

19 _ مؤلّف نسمات الأسحار قال في كتابه(30): (ومحسناً أسقطته سقطاً).

 

هذه المصادر اخترتها من مصادر كثيرة استفدتها من كتاب المحسن السبط مولود ام سقط لمؤلفه السيد مهدي الخرسان حفظه الله.

النتيجة

بعد هذه الرحلة ثبت لدينا ما يلي:

  1. تهديد عمر بن الخطاب باحراق بين الزهراء عليها السلام
  2. حصول الاحراق فعلا
  3. اسقاط جنين الزهراء بسبب الهجوم

 

 

 

قرينة اخرى

اخيرا نقول لمن يشكك بكل ما ذكرناه من قرائن تثبت مل تذهب اليه الامامية - اعلى الله شأنهم- ونوجه له هذا السؤال:

لماذا اخفى امير المؤمنين قبر الزهراء؟؟؟؟

فهذه رسالة عاجلة ارسلها لنا امير المؤمنين لكل المسلمين الى آخر الدهر فأن كل منصف سيرى بوضوح ان اخفاء القبر له دلالاته وان هناك شئ جرى بحيث تم اخفاء القبر بسببه؟

وان دفن الزهراء (عليها السلام) سراً واخفاء قبرها يكشف عن أكثر من حقيقة (31 ):

أ- أن يتساءل المسلمون عن السبب الذي لاجله لم تحظ الزهراء (عليها السلام) بما حظيت به نساء عصرها من أن يكون لها قبر مع أنها المرأة الاولى في الكون فضلاً وتقوى وهدى.

ب- موقفها تجاه الذين ظلموها وغصبوا حقها وباعوا آخرتهم بدنياهم.

جـ - التعبير الحقيقي عن مرارة الأحداث التي تجرعتها ممن ظلمها.

اورد الصنعاني  وهو شيخ البخاري هذه الروايتين في مصنفه(32):

6554 - عبد الرزاق عن ابن جريج وعمرو بن دينار أن حسن ابن محمد أخبره أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم دفنت بالليل قال : فر بها علي من أبي بكر أن يصلي عليها ، كان بينهما شئ .

6555 - عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن حسن ابن محمد مثله إلا أنه قال : أوصته بذلك .

والشاهد منها: كان بينهما شئ  وهو الحق كما هو واضح لمن تتبع كتب الحديث والتأريخ.

 

 

 

 

ظلامة الزهراء من كتب الشيعة

نذكر طرفا من الاحاديث الشريفة تجنبا للتطويل:

1- أحمد بن مهران (ر) رفعه وأحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبد الجبار الشيباني ، قال : حدثني : القاسم بن محمد الرازي ، قال : حدثنا : علي بن محمد الهرمزاني ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي (ع) ، قال : لما قبضت فاطمة (ع) دفنها أمير المؤمنين سراً وعفا على موضع قبرها ، ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله (ص) فقال : السلام عليك يا رسول الله عني والسلام عليك عن إبنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك ، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك ، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي .... إلى أن قال : .... وهم مهيج ، سرعان ما فرق بيننا وإلى الله أشكو وستنبئك إبنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال وإستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً ، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين ... ألخ. (33)

2- حدثنا : علي بن أحمد بن موسى الدقاق ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا : محمد ابن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدثنا : موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : إن رسول الله (ص) كان جالساً ... إلى أن قال : .... وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأني بها وقد دخل الذل بيتها ، وانتهكت حرمتها ، وغصبت حقها ، ومنعت إرثها ، وكسر جنبها ، وأسقطت جنينها ، وهي تنادي : يا محمداه ، فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية ، تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة ، وتتذكر فراقي أخرى ، وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن ، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة .... ألخ. (34)

3- حدثنا : محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (ر) ، قال : حدثنا : أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى العطار جميعاً ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، قال : حدثنا : أبو عبد الله الرازي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن سيف بن عميرة ، عن محمد بن عتبة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب (ع) ، قال : بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله (ص) ، إذا التفت إلينا فبكى ، فقلت : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : أبكي مما يصنع بكم بعدي . فقلت : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : أبكي من ضربتك على القرن ، ولطم فاطمة خدها ، وطعنة الحسن في الفخذ ، والسم الذي يسقى ، وقتل الحسين ، قال : فبكى أهل البيت جميعاً ، فقلت : يا رسول الله ، ما خلقنا ربنا إلا للبلاء ! ، قال : إبشر يا علي ، فإن الله عز وجل قد عهد إلي أنه لا يحبك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق(35) .

4- كتاب الطرف للسيد علي بن طاووس نقلاً من كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه (ع) قال : لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة دعا الأنصار .... إلى أن قال : ..... ألا إن فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله ، قال عيسى : فبكى أبو الحسن (ع) طويلاً ، وقطع بقية كلامه ، وقال : هتك والله حجاب الله ، هتك والله حجاب الله ، هتك والله حجاب الله يا أمه صلوات الله عليها(36)

5- أقول : قال علي بن الحسين المسعودي في كتاب الوصية : قام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بأمر الله جل وعلا ، وعمره خمس وثلاثون سنة وإتبعه المؤمنون ، وقعد عنه المنافقون ، ونصبوا للملك وأمر الدنيا رجلاً إختاروه لأنفسهم دون من إختاره الله ، عز وجل ، ورسول الله (ص) ، فروي أن العباس (ر) صار إلى أمير المؤمنين (ع) وقد قبض رسول الله (ص) فقال له : أمدد يدك أبايعك ، فقال : ومن يطلب هذا الأمر  ومن يصلح له غيرنا ؟ وصار إليه ناس من المسلمين منهم الزبير وأبو سفيان صخر بن حرب فأبى واختلف المهاجرون والأنصار ... إلى أن قال  فوجهوا إلى منزله فهجموا عليه وأحرقوا بابه ، وإستخرجوه منه كرهاً ، وضغطوا سيدة النساء بالباب ، حتى أسقطت محسناً ، وأخذوه بالبيعة فامتنع  وقال : لا أفعل : فقالوا : نقتلك فقال : إن تقتلوني فاني عبد الله وأخو رسوله  وبسطوا يده فقبضها ، وعسر عليهم فتحها ، فمسحوا عليه وهي مضمومة . ألخ. (37)

6- مناقب إبن شهر آشوب : ولدت الحسن (ع) ولها إثنتي عشرة سنة وأولادها : الحسن والحسين والمحسن سقط ، وفي معارف القتيبي أن محسناً فسد من زخم قنفذ العدوي ، وزينب وأم كلثوم ... ألخ(38)

7- وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلا من خط الشهيد رفع الله درجته نقلاً من مصباح الشيخ أبي منصور طاب ثراه قال : روي أنه دخل النبي (ص) يوماً ... إلى أن قال .... أما إبنتك فهي أول أهلك لحاقاً بك بعد أن تظلم ويؤخذ حقها وتمنع إرثها ويظلم بعلها ويكسر ضلعها(39)

8-  أبو محمد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (ع) قال : ... إلى أن قال .... فدعا بكتاب فكتبه لها برد فدك ، فقال : فخرجت والكتاب معها ، فلقيها عمر فقال : يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذي معك ، فقالت : كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك ، فقال : هلميه إلي ، فأبت أن تدفعه إليه ، فرفسها برجله وكانت حاملة بإبن إسمه المحسن فأسقطت المحسن من بطنها ثم لطمها فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت ثم أخذ الكتاب فخرقه فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة مما ضربها عمر ، ثم قبضت .... ألخ. (40)

انتهى

اعظم الله اجورنا واجوركم بشهادة مولاتنا الزهراء عليها السلام.

اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد واخر تابع له على ذلك.

ارفع هذا المجهود المتواضع الى سيدي صاحب الامر معزيا له بشهادة جدته الزهراء عليه السلام واهدي ثوابه الى روح الوالد رحمه الله عليه وارجو من المطالعين قراءة سورة الفاتحة على روحه جزاكم الله حير الجزاء.

تم الانتهاء من البحث ليلة شهادة مولاتي الزهراء

ليلة 3 جمادى الآخرة على مهاجرها

الالاف التحية والثناء

احمد خالد الاسدي

 

 

 

 

 

المصادر

(1)سلسلة الاحاديث الصحيحة ج 4 ص 344

(2) صحيح البخاري  ج 7  ص 208

(3) دراسات في الحديث والمحدثين السيد هاشم معروف الحسني  ص 257 .

(4) ابن أبي شيبة في المصنف كتاب المغازي - ما جاء في خلافة أبي بكر وسيرته  الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 571 )

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=5567&idto=5567&bk_no=10&ID=5090

(5) تاريخ الطبري الجزء ( 3 )  رقم الصفحة  ( 202 )

الرابط: http://shamela.ws/browse.php/book-9783#page-1476

(6) البلاذري - أنساب الأشراف - القول في السيرة النبوية الشريفة - أمر السقيفة الجزء : ( 1 ) رقم الصفحة ( 586 )

الرابط: http://shamela.ws/browse.php/book-9773#page-585

(7) المتقي الهندي - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال  الجزء : ( 5 ) رقم الصفحة  ( 651 / 652 ).

الرابط:

http://shamela.ws/browse.php/book-2677#page-3640

(8) العقد الفريد 4: 242 ط دار الكتاب العربي و4: 259) وأيضاً رواه أبن أبي الفداء في (تاريخه 1: 156), ومن المعاصرين عمر رضا كحالة في (أعلام النساء 4: 115 - 116). وعبد الرحمن أحمد البكري في (حياة الخليفة عمر بن الخطاب: 118).

(9) (الإمامة والسياسية: 17: 20) .

(10) الملل والنحل 1: 77.

(11) الوافي بالوفيات 6: 17.

(12) المناقب 3: 133، في أحوال فاطمة (عليها السلام).

(13) الشجرة المحمدية: (نسخة مصورة في مجلة الموسم، العدد 32، سنة 1418 هـ

 (14) مطالب السؤول: 62، الفصل 11.

(15) كفاية الطالب: 423.

(16) النعيم المقيم: 229 ط موسسة دار الكتب الإسلامية سنة 423 هـ تحقيق سامي العزيزي.

(17)  تهذيب الكمال20: 479.

(18)  العقد الثمين 6: 203.

19- الفصول المهمة: 54 .

20- النفحة العنبرية. (نسخة مصورة عن نسخة المجمع العلمي العراقي).

21- نـزهة المجالس 2: 229.

22- المحاسن المجتمعة: 164.

23- الشجرة النبوية في نسب خير البرية: 60.

24- المشجر الكشاف: 229.

25- جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام: 104.

26- اسعاف الراغبين: 81 .

27- راجع مشارق الأنوار: 81 .

28- رياض الأنساب: 78.

29- ناسخ التواريخ: 60.

30- نسمات الاسحار: 109.

31- مركز الابحاث العقائدية

32- المصنف - عبد الرزاق الصنعاني - ج 3 - ص 521

33- الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 459 )

34- الشيخ الصدوق - الأمالي - رقم الصفحة : ( 174 ) - رقم الحديث : ( 178 )

35- الشيخ الصدوق - الأمالي - رقم الصفحة : ( 197 ) - رقم الحديث : ( 208 )

36- المجلسي - بحار الأنوار - الجزء : ( 22 ) - رقم الصفحة : ( 477)

37- المجلسي - بحار الأنوار - الجزء : ( 28 ) - رقم الصفحة : ( 309)

38- المجلسي - بحار الأنوار - الجزء : ( 43 ) - رقم الصفحة : ( 233)

39- المجلسي - بحار الأنوار - الجزء : ( 98 ) - رقم الصفحة : ( 44)

40- المفيد - الإختصاص - رقم الصفحة : ( 185 )


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد خالد الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/20



كتابة تعليق لموضوع : علة اختفاء قبر الزهراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net