صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

عندما تغيب الديمقراطية يغيب العقل و تسود العشوائية !
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما يتحول ( همس ) او ( صمت ) الشعب ، او بعض فصائله الى مطالب علنية عبر الطرق الشرعية ، الديمقراطية ، بحدود الدستور وعمليا بحدود الحفاظ على الارواح وعلى الممتلكات . فهذا لا يعني ان هناك نقدا موجها الى السلطة او الى الحكومة او الى الدولة بل - على العكس - يمثل اشارة دالة على عملها ، كجهة لديها مسؤليات محددة كالتي تقع على الشعب بلا استثناء من مكون الى اخر .

ولهذا لا تخشى الانظمة ذات الصوت الواحد و الحزب الواحد وغير المرنة - و التسميات قد تبدو محض عناوين او اقنعة - الا من ان يكون للشعب صوت او ارادة او حقوق لهذا نراها - بحدس التجارب - تعمل الى وسائل غايتها اتخاذ قرارات صارمة وقاسية احيانا في كتم صوت الشعب .

و تاريخ العراق الحديث ، خلال المائة عام الماضية ، زاخر بالمواجهات بين ( السلطات ) و الشعب او بين غالبية مكوناته و تلك السلطات وهي مواجهات ليست بالضرورة ان تنتهي لصالح احدهما ، فتارة تنجح السلطة بالقمع بوسائلها المختلفة ، ومنها استخدام العنف وشراء الذمم او المصالحة ، وتارة ينجح الشعب - عندما يتوحد - بعدم التراجع و المثابرة على رفع صوته داخل حدود البلد ، او عبر المنظمات الدولية الى جانب وسائل الاعلام الحديثة كسلطة لا يمكن كتمان صوتها او دورها الدولي في هذا المجال .

نقول عندما يطالب الشعب بحقوقه كمحاسبة الفاسدين و المفسدين و توفير الخدمات و المساواة و حق العمل و نقد الحالات السلبية فهذا يعني عمليا ان الديمقراطية كفلت له بهذا الحق : حق التعبير ، والتعددية ، و ابداء الرأي ، اي ان يرتقي الى المواطن كامل الحقوق الذي يؤكد ان ( السلطة ) لديها دورها ايضا .

فالسلطة - الدولة او البرلمان او الحكومة او اية مؤسسة من مؤسساتها - ما دامت تأسست وفق الديمقراطية ، فالامر يختلف عن ( الحكومات ) او ( الدول ) التي لم تأتِ عبر صناديق الانتخاب ولا عبر الحوار و لا عبر المشاركة الحقيقة لمكونات الشعب .

فالحضارة والتحضر و الاعراف السماوية و القوانين الوضعية وتقاليد الشعوب و موروثاتها ، في الغالب مسؤولة عن نبذ العنف ومسؤولة عن تلافي اية مواجهات تقود الى التصادم والى اضعاف طرف على حساب الاخر .

فعندما ينتخب الشعب برلمانه و حكومته و رموزه تكون تلك الجهات مسؤولة امامه - فضلا عن الحسابات الاعتبارية او الرمزية امام التاريخ او امام الخالق - بالحد الادنى في احترام الجهات كافة ، لان اتساع الفجوة - و الفجوات - لا يسهم الا بأضعاف الجميع من جهة ولا يحقق نصرا او تقدما لاحد الا على حساب الاخر من جهة ثانية .

هذا كله يضعنا امام المسؤولية - لان الحرية هي المسؤولية والموقف و الكرامة والالتزام - بين من يطالب بمحاسبة الفاسدين و بتوفير الخدمات و اعادة الامن و بين الدولة التي لا تعمل الا على بناء حضارة حديثة كي تصبح علامة مميزة و معاصرة في عالمنا الكبير ، و ليس ساحة حرب على الجميع - عندما تغيب الديمقراطية و الشعور بالمسؤلية و يغيب العقل و تسود العشوائية - ان يتذوق مرارات نتائجها غير المتوقعة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/21



كتابة تعليق لموضوع : عندما تغيب الديمقراطية يغيب العقل و تسود العشوائية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net