صفحة الكاتب : محمد رضا عباس

الفوائد على القروض مكبلة.. الفوائد على القروض ميسرة.. انها الانتخابات
محمد رضا عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شخصيا، انا من انصار الاقتراض من اجل البناء والاعمار وتوفير فرص عمل للعاطلين من اجل  العيش بكرامة وحرية. وهذه هي وظيفة الاقتراض سواء كان المقترض فردا او دولة . 90% من المواطنين في العراق لا يستطيعون شراء دارا بالدفع النقدي، بدون اقتراض , وهذا ليس عيبا لان اغلب شعوب العالم تلجئ الى البنوك العقارية من اجل شراء سكن لهم . الدول هي الأخرى تقترض وقت العازة , وهذا أيضا ليس عيبا , لان اغنى دول العالم , الولايات المتحدة الامريكية, هي المقترض الأكبر في العالم , حيث بلغت ديونها الخارجية والداخلية اكثر من 20 ترليون دولارا كما هو عليه في 8 أيلول 2017 . اذن الاقتراض , ليس وسيلة استجداء او علامات ضعف , بل باعتقادي انها علامة قوة سواء للفرد او الدولة . المواطن يقترض لشراء دارا له , لأنه يعرف ان له القدرة على العمل والطموح من اجل عيش افضل . وهي علامة قوة للدولة , لان  الدولة تشعر ان لها القدرة على زيادة الإنتاج الوطني من خلال القروض , وتحسين الوضع الاقتصادي لمواطنيها.

العراق عندما ذهب الى الكويت , لم يذهب للاستجداء وانما ذهب ليكشف للعالم حجم الدمار الذي خلفه تنظيم داعش في العراق , تحذير الدول من هذا التنظيم الإرهابي المجرم, وحث المجتمع الدولي للتعاون بكافة الوسائل من اجل التخلص من وباءه . كما واراد العراق ان يشاركه العالم في اعمار البلاد لان ما أصاب الموصل وتلعفر والرمادي و الفلوجة وتكريت قد يصيب عواصم عالمية أخرى , وان العراق كان يريد ان يشاركه العالم بتحمل جزء من هذه المسؤولية , حتى يصبح العالم جبهة واحدة ضد الإرهاب . العراق ضحى بأبنائه و باقتصاده , وعلى العالم ان يضحى قدر المستطاع بأمواله . وهذا ما حصل في مؤتمر الكويت . العالم قدم للعراق 30 مليار دولارا كقروض لغرض البناء والتعمير , وبكل تأكيد , اذا تأكد العالم ان هذه الأموال ستذهب الى مكانها المخصص , فان هذه القروض اتوماتيكيا سوف تتصاعد .

العراق حصل على قروض من دول ومنظمات عالمية قدرها 30 مليار دولار , وليس منحه كما صيت لها بعض الاعلام. المبلغ جيد جدا وباستطاعة العراق استخدامه بتنفيذ عدد من المشاريع العملاقة . القروض وبحسب ما جاء بتصريح مدير صندوق اعمار المناطق المتضررة من الإرهاب السيد مصطفى الهيتي كانت " قروض ميسرة", حيث بلغت نسبة الفائدة عليها هي  1.5% سنويا وتدفع خلال 15 عاما , الدفعة الأولى تبدء بعد خمسة أعوام من استلام القرض. اكثر من ذلك , ان هذه النسبة سوف لن تتأثر بقيمة الدولار صعدت او نزلت في الأسواق العالمية . بالحقيقة شروط هذه القروض تسيل لعاب دول وشركات كبرى , نها قروض شبه مجانية , بل لا يمنحها حتى عم لابن أخيه , او اخ لأخيه. باللغة العراقية الدارجة , انها " قرضه حسنة".

ولكن  فترة توقيع عقود الاقتراض  جاءت  في الوقت الخطأ, انها في وقت الانتخابات , و هي فترة التسقيط السياسي والافتراء وتشويه المعلومة التي تعود عليها الساسة العراقيون في كل موسم انتخابي. من هذه الافتراءات هو ما جاء في تصريح النائبة عن ائتلاف دولة القانون عالية نصيف والتي تقول فيه ان حجم الفوائد المترتبة على القروض التي حصل عليها العراق في مؤتمر الكويت تبلغ 7 مليارات دولار , موضحة  انها (الفوائد) " نسبة عالية وتكبل العراق بديون كبيرة جدا".

ان من حق السيدة عالية نصيف مراقبة الأداء الحكومي وكشف أي خروقات حكومية قد تأثر سلبا على الاقتصاد الوطني و المستوى المعاشي للمواطن . الا ان هذه المرة قد أخطأت الهدف ولأسباب عديدة، منها انها تجنبت ذكر نسبة الفائدة على القروض الممنوحة للعراق في مؤتمر الكويت , لان من غير المعقول احتساب حجم الفائدة بدون معرفة نسبة الفائدة ولم تذكر كيف احتسبت مبلغ 7 مليار دولار كفوائد على القروض وهو مبلغ ضخم يعادل 23% من قيمة القروض . بل ان السيدة نصيف لم تذكر فترة عمر القروض من اجل دفع 7 مليارات دولار كفوائد , لان من المعروف انه كلما تأخرت سنوات القرض ازدادت حجم الفوائد عليه. اقتراض مبلغ لمدة عام واحد سوف يحمل فوائد اقل من قرض عمره سنتين او خمسة سنين.

السيدة عالية لديها حساسية كبيرة من انعقاد مؤتمر اعمار العراق في الكويت وقد اطلقت تصريحات كثيرة ضد المؤتمر وانعقاده في الكويت , بل حتى انتقدت فترة انعقاده . وعليه فانه لا يمكن التعويل كثيرا على تصريحات السيدة عالية نصيف ويجب ان تعامل مثل هذه التصريحات في خانة التسقيط السياسي والتي بدأت منذ شهر تحضيرا لانتخابات أيار القادم. اعتقد في مثل هذه الحالات يجب التعويل على ما يقوله المختصون في شؤون المال والذين اجمعوا على ان القروض التي حصل عليها العراق في مؤتمر الكويت ستكون منافعها  اكثر من اضرارها. 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد رضا عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/22



كتابة تعليق لموضوع : الفوائد على القروض مكبلة.. الفوائد على القروض ميسرة.. انها الانتخابات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net