"رأيٌ شخصي" الى اي حدٍّ وصل الإسفاف السياسي ! التشبيه الديني انموذجاً
ميثم الزيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تطل علينا بين فترة واُخرى فلتات سياسية من جهابذة السياسة التي ابتلي بها بلدنا الجريح والتي تجعل العاقل محتاراً،  والحكيم متردداً ؛ في وصف هذه المواقف التي لا يمكن نعتها سوى انها أحدث لون من ألون الاسفاف السياسي ، والانحدار الاخلاقي. 
لأنها تستهدف تسطيح الجماهير ، واستغلال معتقداتهم؛ من اجل المكاسب السياسية المتأتية من فوز هؤلاء  الساسة في الجولة الانتخابية ؛ الانتخابات التي يعتقدونها نافذة الأمل للمشروع المؤقت : الذي عليهم ان يحوزوا من خلاله على أقصى المكاسب المادية ، والامتيازات الدنيوية، لأنهم لاينظرون للعملية السياسية سوى من هذه العين العوراء، والعقل الأجوف ،والنفس المريضة ، وهذا ما أوصل البلد الذي اكتنف اقدم واعرق حضارة إنسانية الى  فقدان ابسط مقومات الحياة الكريمة. 
ما اريد تسليط الضوء عليه في هذه العجلة هو الترهات والشطحات التي انبرى بها علينا احد هؤلاء الجهابذة من خلال لقاء سياسي وهو يصف التكتلات الشيعية بأنها خمس معتبرها قرينة حاضرة لأصحاب الكساء عليهم أفضل الصلاة والسلام الذين ورد ذكرهم في حديث النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) والتي تفتخر بانتمائها لهم طائفة مهمة من المسلمين وأصحاب الكساء هم النبي العربي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خاتم الأنبياء والمرسلين ووصيه الامام علي (عليه السلام) وابنته الزهراء (عليها السلام) وأبنيهما الامامان  الحسن والحسين (عليهما السلام)  : سيدي شباب اهل الجنة ، في تشبيه غريب أثار موجة نقد واستهجان في شبكات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، كردة ردة فعل كبيرة وصفت ذلك إسفافا لا يمكن تحمله ويُنبيء بتدني طرح انتخابي قادم ، وأنا اريد سؤال السيد النائب المحترم الذي أساء الأدب الى الرمز الأكمل للإنسانية والعنوان الأعظم للمسلمين؛ سيادة النائب من قال لك انكم تمثلون الاسلام أصلاً فضلاً عن مذهب اهل البيت (ع) حتى تتهكم على اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ، وانا اذكرك بالرواية التالية التي نسختها من احد المصادر المعتبرة لأني اعلم حبك للنسخ !!!   عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(ع) قَالَ: قَالَ لِي: يَا جَابِرُ، أَيَكْتَفِي مَنِ انْتَحَلَ التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَوَاللَّهِ، مَا شِيعَتُنَا إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَأَطَاعَهُ، وَمَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ، وَالتَّخَشُّعِ، وَالْأَمَانَةِ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللَّهِ، وَالصَّوْمِ، وَالصَّلاةِ، وَالْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ، وَالتَّعَاهُدِ لِلْجِيرَانِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ، وَالْغَارِمِينَ، وَالأَيْتَامِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، وَكَفِّ الأَلْسُنِ عَنِ النَّاسِ إِلا مِنْ خَيْرٍ، وَكَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ .
من يدعي الانتماء لمنهج اهل البيت ع عليه ان يثبت ذلك بالقول والعمل ، ولعل الفترة الماضية كفيلة بتقديم صورة واضحة عن فشلكم وتسببكم في ذهاب ثروة طائلة لهذا البلد مقابل لا شيء اعلم ايها النائب في عهدكم فقد العراق اكبر ميزانية شهدها في تاريخه الحديث، وفِي عصركم سُجل ان العراق يشهد اكثر فترة فساد في تاريخه حتى تصدرت ارقام الفساد في العالم طبقته الحاكمة ، سيادة النائب هل نكمل ان نحجم ، انته وغيرك من السياسيين مدعوون لتقديم الاعتذار لكل عائلة عراقية تسببتم في معاناتها لعلهم يغفرون لكم تقصيركم ،وأسرافكم واسفافكم بهذا البلد العظيم لكن كيف لكم ان تعتذروا من الأموات اعلموا ان الكثير ممن مضى من أبناء هذا البلد وعلى رأسهم الشهداء ذهبوا غاضبين عليكم ومستائين منكم والموعد الغد وعند ذلك سيحاسبك اصحاب الكساء عليهم السلام قبل غيرهم من اصحاب السؤال يوم المحشر على ما فرطتم في جنب الله 
اعلم ان في لهذا الوطن عين باصرة، ورقابة شديدة؛ فلا تستهينوا اكثر
 والله الهادي 

أكرر هذا رأي الشخصي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ميثم الزيدي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/25



كتابة تعليق لموضوع : "رأيٌ شخصي" الى اي حدٍّ وصل الإسفاف السياسي ! التشبيه الديني انموذجاً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net