صفحة الكاتب : خالد الناهي

للشعب حق يأخذه، ولو بعد حين
خالد الناهي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تاريخ حافل بالدماء، وارض لا ترتوي الا بماء لونه احمر ، وشعب لا يستطيع ان يغفوا الا على ازيز الرصاص.
هذا الوصف يختصر، حالنا وشعبنا وارضنا.

نعم قد يراه البعض قساوة ومبالغة في الوصف، لكن للأسف هذا ما يخبرنا به تاريخنا وما نستشرفة من حاضرنا، وما نتوقعة لمستقبلنا.

التاريخ حدثنا عن حكومات كثيرة حكمت العراق منذ تأسيس الدولة العراقيه الحديثة في عام 1921، لغاية يومنا هذا، وجميع هذه الحكومات جاءت عن طريق الدم، وجميعها ايضا يتحدث عن الشرعية والحقوق المسلوبة للشعب، التي جاءوا من اجل اعادتها اليهم.

اما ارض العراق، لكي تعرف مقدار الدم الذي سفك من اجلها، ليس عليك الا ان تزور ارض الغري، في النجف الأشرف، وتنظر الى القبور التي فيها، لتعرف كم اخذت منا، والمشكلة انها لم تقنع بالذي اخذته.

شعبنا تعلم ان لا يتكلم الا من خلال فوهات البنادق، وحتى على ابسط الأمور، التي لا تستوجب الصوت العالي.

عادة من يستهين بالدم هم الحكام، ومن يسفك الدم هم الحكام ايضا. 
لكن من يسفك دمهم دائماً العامة من الشعب.

نعم الدم رخيص عند الحكام، لكن قطعاً ليس دمهم، فدم الحاكم او احد افراد اسرتة، يعادل دماء الشعب جميعاً، وهو مستعد ان يضحي في الأرض والشعب وكل شيء في سبيل بقائه على قيد الحياة.

ربما البعض يعتقد ان الحاكم الظالم فقط، من يطلق الأحكام العرفية، او يتعامل بقساوة مع شعبة
احياناً كثيرة، عدم دراية الحاكم، واهماله تكون سبب في سفك الدم، وضياع الارض.

الله سبحانه وتعالى شدد كثيراً على حفظ حياة الأنسان، واعتبر قتل انسان واحد، يعادل قتل الناس جميع.

لذلك نجد وعبر التاريخ نهايات مذلة ومخزية للذين يستهينون بالدم ويستبيحوه، ولا نقصد هنا الحكام فحسب، انما حتى ادواتهم التي كانوا يرعبون الناس بها.

الغريب في الأمر ان جميع المستبدين تقريباً، يعرفون التاريخ ومطلعين عليه، لكن اغلبهم لا يأخذون منه عبرة، فينسوه او يتناسوه، فيستثنون انفسهم من النهايات المذلة. 
لا نعلم هل كانوا يعتقدون انهم يحسنون عملاً بسفكهم الدم، ام كانوا يحييون سنة الله، كما يقولون مدعي الدين عبر التاريخ؟.
اجاباتنا لا يمكن ان تكون جازمة بهذا الأمر، فلكل طاغية مبرر يحمله داخل عقله، سوف يقوله عند لقاء رب العالمين يوم القيامة. 
لكن الحقيقة التي يجب على الجميع ان يعرفها، مهما كانت المبررات للقتل، يبقى للدم حرمة.

الباري يقول " قتل الأنسان ما اكفره"، لذلك يجب على الحاكم ان يراعي الله في شعبه، فأن لهذا الشعب حق سوف لا يضيع ولو بعد حين.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد الناهي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/25



كتابة تعليق لموضوع : للشعب حق يأخذه، ولو بعد حين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net