صفحة الكاتب : نجاح بيعي

هل حذّرت المرجعية الدينية العليا الأمّة من داعـش ؟ حلقة رقم ـ 8
نجاح بيعي

مُلخص مقدمة المقال :

السياسيون في دائرة الإتهام !
ـ " .. شعبنا كثير النزف .. توَّج عطاءه بالفتنة الداعشية إلى أن أقبرها وأنهاها .. هذه الفتنة لا تنتهي ولا تُقبر إلا بهذا الدّم ..".
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=366
بتلك الفقرات وصفت المرجعية العليا في 19/1/ 2018م , وعبر منبر جمعة كربلاء داعـش بـ الفتنة .
سؤال : هل حذّرت المرجعية العليا الأمّة (الشعب العراقي) من داعـش ومِن خطره العظيم ؟. وإذا كانت قد حذّرت فمتى كان ذلك ؟. وأين ؟. وكيف ؟. مع يقيننا بأنها تُواكب الأحداث وتُراقبها وتعلم بشكل جيد بأدق تفاصيلها . وسؤال آخر :
هل حذّرت المرجعية العليا من خطورة النيل من الدولة ؟. وهل عمِلت على صون وحفظ الدولة ومرتكزاتها ؟. متى كان ذلك ؟. وأين ؟. وكيف ؟.مع يقيننا بأن في حفظ وصون الدولة وتعزيز مقوماتها المُتمثلة بـ (الشعب ـ الأرض ـ السلطة) هي حفظ وصون أمن واستقرار الشعب ومقدساته وأراضيه .
ـ لا مناص من أن الجواب على الأسئلة أعلاه وما ينبثق من أسئلة أخرى هو : نعم !. نعم حذّرت المرجعية العليا مرارا ً وتكرارا ً من الإرهاب والإرهابيين الذي ـ داعش ـ هو أحد صوره ومصاديقه . فتحذيراتها جاءت مبثوثة عبر أساليب خطابها المتنوع والموجه للجميع .. ولعل منبر صلاة جمعة كربلاء هي أكبر الوسائل وأوضحها . لذا أعرض هنا مساهمة متواضعة لرصد بعض مواقف المرجعية العليا بتقصّي أقوالها المُحذرة عن تلكم الأخطار, لتكون شاهدة وحجّة على من (جَحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما ً وعلوّا) . وبالتركيز على فترة قتال داعش والمحصورة ما بين خطبتي الجهاد والنصر وما بعدها , لما لحق بالفتوى من ظلم وتعدّي وتشويه وتقوّل .. بمقال يحمل عنوان" هل حذّرت المرجعية الدينية العليا الأمّة من داعـش " . متسلسل على شكل حلقات مرقمة , تأخذ من جملة ( هل تعلم بأنّ المرجعيّة الدينيّة العليا ) التي تبدأ بها جميع الحلقات , لازمة متكررة موجبة للعلم والفهم ( لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) لمجمل مواقف المرجعية العليا حول ذات الموضوع . ربما نلمس مِن خلال هذا السِفر جهاد وصبر وحكمة المرجعية العليا في حفظ العراق بلدا ً وشعبا ً ومُقدسات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
( 37 ) ــ هل تعلم بأنّ المرجعية الدينية العليا ..
وحرصا ً منها لاستعادة الدولة وهيبتها وإنعاش روح المواطنة لدى المواطن , كانت قد دعت المسؤولين العراقيين كافة لأن يكونوا فعلا ً رجال دولة . وأن يمسكوا أمور بلدهم بيدهم حال رحيل الأجنبي عنه وطيّ صفحة الإحتلال بالمرّة. ولا يكون ذلك إلا بالجلوس معا ً فيما بينهم وحل جميع المشاكل , مع رصّ الصفوف سدّا ً لأي فراغ سياسي وأمني مُمكن أن يُشكل نقطة ضعف ينفذ منه الأعداء (فإذا رحل الوجود الاجنبي لا حجّة لمن يقول بأن هناك ضغط من المحتل) . وأن يلتفتوا الى خدمة الوطن والمواطن وقالت :
ـ " نحن مقبلون على انسحاب قوات الإحتلال من العراق .. لذا فعلى المسؤولين عندنا الجلوس فيما بينهم لحل المشاكل العالقة من خلال رص الصفوف ، سداً لأي فراغ ممكن أن يحصل ويكون نقطة ضعف ينفذ من خلالها الأعداء. لذا فعلى المسؤولين أن يناقشوا بشكل جدي المشاكل العالقة للخروج بحلول حقيقية للكثير منها للنهوض بالبلد ، فإذا رحل الوجود الأجنبي لا حجة لمن يقول بأن هناك ضغط من المحتل , في عدم حل المشكلة الفلانية . لذا فعلى المسؤولين أن يتدافعوا فيما بينهم لخدمة الوطن والمواطن وأن يتحسسوا المواطنة ".
ـ خطبة جمعة كربلاء في 9 / 12 / 2011م بإمامة السيد "أحمد الصافي" .
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=33
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
( 38 ) ــ هل تعلم بأنّ المرجعية الدينية العليا ..
ومنعا ً لإستمرار مسلسل الإستهانة والإستخفاف بالدم العراقي , من قبل مسؤولي الدولة كانت قد طالبت عام 2006م بكشف الحقائق للمواطنين التي توصلت اليها اللجان التحقيقية المُشكلة لمعرفة أسباب هروب سجناء , من بينهم محكومين بالإعدام. لأن سبق لتلك اللجان التحقيقية أن وجّهت إتهامات لجهات نافذة في ـ الحكومة الإتحادية ـ لضلوعها في عملية الهروب !. وكأن المرجعية العليا تشير وتُحذّر في الوقت ذاته مِن تحول الإرهاب الى ـ إرهاب دولة مُنظم ـ موجه ضد المواطنين . وهو بلا شك مؤشر خطير جدا ً . وأكدت على ضرورة محاسبة المقصّرين خصوصا ً إذا ثبت إن هناك أشخاص أصحاب نفوذ في السلطة ليكون ردعاً للآخرين , ودعت الى ضرورة تطوير المنظومة الأمنية والإجراءات الوقائية لمنع تكرار ذلك .
ـ خطبة جمعة كربلاء في 20محرم 1433هـ الموافق 16/12/2011م . بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي .
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=34
ـــــــــــــــــــــــــ
( 39 ) ــ هل تعلم بأنّ المرجعية الدينية العليا ..
قد شنّت هجوما ً غير مسبوقا ً على السياسيين العراقيين , مُحمّلة ً بعضهم مسؤولية ـ الدماء ـ التي تُهرق كل حين . وكأنهم يريدون الإنتقام من الشعب!: (وأنا أحمل بعض الساسة المسؤولية الكاملة للدماء التي تسيل بسبب طريقة كلامه أو فعله الخاطئيْن وكأنه يريد الإنتقام من الشعب العراقي). وقالت بملئ الفم بأن الأمر لم يَعُد يُحتمل : (أن الذي يجري بسبب حفنة من الذين لفظتهم الأرض من شتى البلدان مع حاضنات هنا في العراق أمرٌ لا يمكن تحمله!). وذكّرت السياسيين بأن هَدر الدم بلا مُبرر أمر لا يمكن تحمله لدى المواطن أيضا ً 😞 وقد قلنا قبل سبع سنوات وكررنا من هذا المنبر الشريف ، أن المواطن ممكن أن يتحمل نقص الخدمات كالكهرباء وغيرها, ولكنه لا يمكن أن يتحمل أن يُراق دمه بلا مُبرر وفي كل يوم)!.
وساءلت المرجعية العليا السياسيين :(أين هيبة الحكومة التي يجب أن تحفظ من أجل استتباب الأمن، وهذه الهيبة لا تحصل بدون تنفيذ العقوبات بحق المدانين)!.
ـ خطبة جمعة كربلاء في 27 محرم 1433 هـ الموافق 23 / 12 /2011م . بإمامة السيد أحمد الصافي .
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=35
ـــــــــــــــــــــ
( 40 ) ــ هل تعلم بأنّ المرجعية الدينية العليا ..
قد أعلنت صراحة ً بأن السياسي العراقي لم ينضج سياسيا ً بعد !. وعدم النضج هذا كان وراء بعض الإخفاقات والسلبيات التي شابت التجربة الديمقراطية في العراق . ورد ذلك ضمن مُباركتها لشعوب الثورات العربية التي تخلّصت مِن حكامها ومن أنظمتهم الديكتاتوريّة عام 2011م , والتي عُرفت بـ(الربيع العربي)!. ووجّهت المرجعية العليا نصيحة لتلك الشعوب , ودعتهم لأن يستفيدوا من التجربة الديمقراطيّة العراقية . مُقدمة ً لهم حزمة وصايا قيّمة رجاء أن يسلكوا بها النهج الديمقراطي القويم , وأن يعبُروا من خلالها الفوضى السياسية الى حيث برّ الأمان منها :
(1)ـ أن يتحولوا الى النهج الديمقراطي ولا ينجرّوا الى الفوضى السياسية . (2)ـ دعوة العقلاء وأهل الرأي فيهم بأن يستفيدوا من التجارب الديمقراطية لبقية الشعوب ومنها الشعب العراقي .(3)ـ إذا كانت التجربة الديمقراطية العراقية قد أتسمت بالسلبيات والإيجابيات إنما ذلك بسبب عدم النضج السياسي لبعض السياسيين العراقيين . (4)ـ نطالب الحكومات التي تجري على أرضها ثورات سلمية فقط , بالتفهم لشعوبها التي تطالب بالتغيير سلمياً .
ــ خطبة جمعة كربلاء في 30/ 12/ 2011م . بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي .
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=36
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 41 ) ــ هل تعلم بأنّ المرجعية الدينية العليا ..
قد عابت على السلطات العراقية تطعيم أو تهجين أجهزتها الأمنيّة , بأناس ٍ غير أمنيين وغير مهنيين من الذين عُرفوا بـ(الدمج) . بتبرير التعويض المجزي لهم وتكريمهم باعتبارهم ضحايا النظام السابق . وأوجبت على المعنيين تصويب ـ المسألة ـ من خلال إعادة النظر فيها , لحساسيتها وأثرها السلبي على معالجة الوضع الأمني الرديء 😞 إن بناء المؤسسة الأمنية يستلزم أن يكون الشخص الأمني مهنيا ً) و (يجب أن لا نحاول أن نُهجّن المؤسسة الأمنية بأُناس غير أمنيين فهذا غير صحيح .. عملية التهجين يجب أن لا تكون على حساب الوضع العلمي المؤسساتي .. هذا التهجين أعتقد أنه يحتاج الى إعادة نظر ). وأن يكون التعويض المجزي من مناحي أخرى . وختمت المرجعية العليا بالقول :
(رفقاً بدماء الناس . فالمؤسسة الأمنية لابد أن تنهض نهضة علمية مؤسساتية حقيقة غير مبنية على المجاملات . أكرموا مَن تشاؤون لا على حساب العلم والمهنية فهذا شيء وتلك شيء آخر ).
ـ خطبة جُمعة كربلاء في 7 صفر 1434 هـ الموافق 21 /1/ 2012 م . بإمامة السيد أحمد الصافي .
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=87
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 42 ) ــ هل تعلم بأنّ المرجعية الدينية العليا ..
قد حذّرت عام 2012م العالم أجمع , مِن المُمارسات المسيئة للرموز الدينية المقدسة لدى شعوب الأرض . لِما لها من تأثير سلبي خطير على السلم والأمن الدوليين . وتُمهّد الأرضية الخصبة لتنامي ظاهرة الإرهاب المقيت , وتدفع نحو تمزيق النسيج الإجتماعي والتعايش السلمي بين شعوب دول العالم . كما حصل مع بث فيلم يُسيء الى قداسة النّبي الأكرم(ص وآله).
ودعت المرجعية العليا منظمة "الأمم المتحدة" لأن تقوم بمسؤولياتها في حفظ السلم والأمن الدوليين. لأنها كمنظمة دولية (المسؤولة عالميا ً عن حفظ السلم والإستقرار بين الشعوب). وأقرّت بأحقيّة ردود الفعل الغاضبة التي اجتاحت بلدان المسلمين , واعتبرتها :(حق طبيعي ومطلوب). وساءلت المرجعية العليا المنظمة الدولية باعتبارها قد : (شرعت قانوناً بتجريم معاداة السامية .. لماذا لا تشرّع قانونا ً يُجرِّم مثل هذه الاعمال؟!) . لأنّ مثل هذه الأعمال بإمكانها (أن تُهدد مبدأ التعايش السلمي ومبدأ التسامح والإحترام بين أصحاب الديانات)!. فحرية التعبير عن الرأي (لا تبرر أبدا ً الإساءة الى الرموز الدينية المقدسة).
ـ خطبة جمعة كربلاء الثانية في 14 /9 /2012م. بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي .
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=73
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 43 ) ــ هل تعلم بأنّ المرجعية الدينية العليا ..
قد رفدت المنظومة الأمنية بحلول ناجعة تُعالج الخلل فيها . ويمكن لهذه الحلول أن تحدّ من الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الإرهابيون والمجرمون في العراق . فبالإضافة الى حاجة الجميع الى التعاون وخصوصا ً تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية في هذا المجال , ألا أن الأمر بحاجة ماسة الى وجود :
(1)ـ البناء المهني للأجهزة الأمنية .(2)ـ البناء المهني الإستخباري . (3)ـ معالجة للفساد المالي والإداري .
مؤكدة بوضوح وجود ملفات فساد مالي وإداري لدى البعض المنتمين للأجهزة الأمنية !.
ـ خطبة جمعة كربلاء في 4/ ذو القعدة/ 1433هـ الموافق 21/9/2012م . بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي .
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=74
ـ
ـ يتبع ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجاح بيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/06



كتابة تعليق لموضوع : هل حذّرت المرجعية الدينية العليا الأمّة من داعـش ؟ حلقة رقم ـ 8
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net