صفحة الكاتب : نزار حيدر

إِخْتارُوا لِمَجلِسِكُم!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    لماذا دعا الخطاب المرجعي الأَخير النَّاخب ليختار الشُّجاع؟!.
   وهل لهذهِ الخصلة أَصلٌ شرعيٌّ ووطنيٌّ؟!.
   وما هو المقصود بها في الحالةِ العراقيَّة؟!.
   إِذا قرأنا واقعنا بشكلٍ دقيقٍ فسنجد أَنَّ السياسيِّين والمسؤُولين في الدَّولة على نوعَين؛
   الأَوَّل؛ هم العُصبة التي تُمسك بكلِّ مفاصل العمليَّة السياسيَّة من أَلفِها الى يائِها، وهو القسمُ الذي يُمْكِنُ وصفهُ بالعصابةِ الحاكمةِ والتي لا يتجاوز عددها عدد أَصابع اليدَين رُبما!.
   أَمّا الثَّاني؛ فهم الهمج الرُّعاع الذين ينعقُونَ مع الزَّعيم ويهدأُون مع حركةِ يدهِ، وهم الذين لا حولَ لهُم ولا قُوَّة، فهم بلا طعمٌ أَو لونٌ أَو رائحةٌ وهم {كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا، أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغُلُهَا تَقَمُّمُهَا، تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلاَفِهَا، وَتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا}.
   وللأَسف فانَّهم الأَغلبيَّة المُطلقة الضَّعيفة أَمام العِصابة الحاكِمة وأَجنداتها وشروطها!.
   إِنَّ إِستمرار هذه الظَّاهرة بعد الانتخابات النيابيَّة القادِمة يعني الاسترسال مع الواقع المريض لأَنَّ [عصابةً حاكمةً] جديدةً ستتحكَّم بالبرلمان مرَّةً أُخرى وبكلِّ مؤَسَّسات الدَّولة!.
   وإذا أَردنا أَن نُغيِّر هذا الواقع فعلينا أَن ننتخب القويِّ الشُّجاع صاحب الشخصيَّة الذي يتمتَّع برصيدٍ شخصيٍّ يؤهِّلهُ ليقولَ (لا) عند الضَّرورة ويقولَ (نعم) عند الضَّرورة حتى إِذا تعارضا مع (لا) و (نعم) القائمة أَو زعيمها أَو المُكوِّن!.
   الشُّجاع القادر على؛
   ١/ أَن يحمي سيادة البلاد وخيراتِها ومصالح الشَّعب، من أَيِّ تدخُّلٍ خارجيٍّ خاصةً من الجيران الذين يحاولونَ العبث بالبلاد وتحويلها الى ساحةٍ مفتوحةٍ لتصفيةِ الحسابات!.
   ٢/ أَن يقولَ لا لزعيمِ القائمة إِذا تضاربت مواقفهُ مع المصلحة العُليا للبلاد، أَو إِذا شعر أَنَّهُ يعبث بأَمن البلد لصالحِ أَجنداتٍ خارجيَّةٍ! أَو حتّى لصالحِ أَجنداتٍ طائفيَّةٍ أَو حزبيَّةٍ أَو عنصريَّةٍ!.
   ٣/ أَن يصطفَّ مع الشَّعب كلَّما ناقشَ تشريعاً أَو أَراد أَن يصوِّتَ على قانون! فلا يُقدِّم مصلحةَ الكُتلة على مصلحةِ الوطن كما لا يتشبَّث بموقفِ الكُتلةِ إِذا تعارض مع المصلحة الوطنيَّة العُليا.
   ٤/ أَن لا يُخفي ملفّاً خطيراً يهدِّد السِّلم المُجتمعي ولا يتستَّر على فاسدٍ يهدِّد المال العام ولا يغضُّ النَّظر عن فاشلٍ يُهدِّد منظومة الدَّولة!.
   ٥/ أَن يتصدَّى للفسادِ الذي تغوَّل في مؤَسَّسات الدَّولة، فلا يساوِم ولا يُتاجر بدماءِ العراقيِّين ولا يبيع ويشتري بمعاناتهِم تحتَ قُبَّة البرلمان!. 
   ٦/ أَن يقولَ رأيهُ ويُناقش رؤيتهُ ويُجادل ويختلف بشجاعةٍ مع أَقْرَب النَّاس اليهِ في البرلمان! مُتسلِّحاً بقوَّة المنطق والحجَّة والدَّليل والبُرهان.  
   ٧/ وأخيراً؛ أَن يكونَ شُجاعاً صبوراً في تحمُّلِ المواطنين! فَلا يغلق هاتفهُ ولا يتوارى عنهُم ولا يضجُر من التواصُل معهم والإصغاءِ إِليهم!.
   إِنَّ النَّزاهة والكفاءة وكل معايير الخَير والنَّجاح لا تكفي في النَّائب لينجحَ ويحقِّق أَهداف النَّاخب إِذا كانَ جباناً يخاف زعيم القائمة أَو متردِّداً يخشى قول الحق!.
   ولذلك فأَنا أَعتقد أَنَّ أَهمَّ مِعيارٍ يجب أَن نبحثَ عَنْهُ في المُرشَّح للانتخاباتِ القادمة هو أَن يكونَ شُجاعاً ثمَّ أَن يكونَ وطنيَّاً نزيهاً وكفوءً وخبيراً وعالِماً باختصاصهِ وواجباتهِ!.
   إِنَّ الشَّجاعةَ معيارٌ مهمٌّ جدّاً ولذلك وردَ في الآية الكريمة {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} فنبيُّ الله يوسف (ع) قَبِلَ بعَرضِ الملك مؤَكِّداً شجاعتهُ وقوَّتهُ في حفظِ المال العام لِما يمتلك من علمٍ ومعرفةٍ وخبرةٍ! ولولا شجاعتهُ وقوَّتهُ وتنمُّرهُ في ذات الأَمانة التي تحمَّلها على عاتقهِ لما نجحَ في التصدِّي لفسادِ المُؤَسَّستَين الرَّسميَّة والدينيَّة الذي كانَ جاثماً على صدرِ الدَّولة وخيراتِها!.
   وصدقَ أميرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) الذي قال {لاَ يُقِيمُ أَمْرَ اللهِ سُبْحَانَهُ إلاَّ مَنْ لاَ يُصَانِعُ وَلاَ يُضَارِعُ وَلاَ يَتَّبِعُ الْمَطَامِعَ} وهو القويُّ الشُّجاع الذي لا يستسلم ولا ينهار ولا يضعُف أَمَام إِغراءات السُّلطة وامتيازاتها.    
   ١٠


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/10



كتابة تعليق لموضوع : إِخْتارُوا لِمَجلِسِكُم!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net