صفحة الكاتب : خالد محمد الجنابي

العام الهجري الجديد
خالد محمد الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يطلُ علينا العام الهجري الجديد ونتمنى ان يكون عام خير على العراق وشعبه وان يحفظ الله سبحانه وتعالى الجميع من كل مكروه انه سميع مجيب ، في الوقت الذي نستقبل فيه عاما جديدا فأننا سنودع عاما قبله ، عاما مضى بكل مافيه من معاناة وآلام ومافعلته يد الاشرار وعبيد الطاغوت بحق الابرياء من ابناء عراقنا الغالي ، لاندري كيف ستكون العلاقة المنتظرة والمتجددة بكل أسرارها وغموضها بين الإنسان وعامه الجديد ؟ وهل هناك وجه شبه سيكون شديد المعاناة بين أيام وشهور السنة التي انقضت من أعمارنا بما سنراه ونتعايش معه هذا العام ؟ ومَنْ الذي سيقود العربة في هذا العالم المتجبر نحو مزيد من الأحزان ربما أو باتجاه بوصلة التعايش الذي يوفر الأمن والرخاء للجميع ؟ أسئلة كثيرة تدور في بال كل عراقي البعض منها يقوده إلى طرح المزيد من مبررات الخوف من ذلك المجهول في ظل تداعيات الخطوب التي تكالبت علينا من كل صوب وحدب اضافة الى المخططات  والمؤامرات والترتيبات المشبوهة التي ينشغل في تدبيرها من يقال عنهم انهم اخوة لنا في الدين واللغة ، يقول المثل تفاءلوا بالخير تجدوه فدعونا نتفاءل بما نتمنى وبما نأمل أن يكون ونتوقع أنه الأفضل والأجمل مما مضى ، كي لايكون عامنا الجديد مليء بالقساوة على قلوبنا بسبب غياب الابتسامة أو اختفاء صوت الحق ، علينا ان نثبت للعالم اننا شعب حضارة ودين ، في ذات الوقت علينا ان نرفع من شأن الاسلام من خلال محبتنا وتكاتفنا مع بعضنا وان لانجعل اعداء الاسلام  يتكلموا بسوء عن القيم الاسلامية بسب تصرفات فردية تصدر من هنا اوهناك ، علينا ان نثبت ان الاسلام هو الدين القويم من خلال تعاليمه السمحة ، ومبادئه التي تنادي بالسلام والرحمة والحب والخير ، ولايفوتنا ان نتذكر انه مع كل عملية إرهابية يتم تنفيذها في هذه البقعة من الارض او تلك مستهدفة حياة الأبرياء وليس غيرهم ، ومصالح الناس على اختلاف انواعها حيث يمعن منفذوا العملية  ومؤيدوها وممولوها بارتكاب المزيد من الأعمال الإجرامية كلما نجحوا في تنفيذ عملية إرهابية وحشية جديدة ، وحيث ما كان حجمها أو تأثيرها ، أو ردود فعلها ومكانها ، وزمانها أو ظهور من يؤيدها أو يشجبها ، أو من يبحث عن مبرر يلتمس به العذر والمبرر لفاعليها ، فإن الإسلام كدين بكل تعاليمه هو مع شديد الأسف سيكون أول المتهمين ، كما أن أقرب من تلصق بهم المسؤولية بما يحدث ، هم أولئك الذين ينتمون إلى هذا الدين ، ويدينون به ، ويعتنقون مبادئه ، وهذا مايسعى اليه اعداء الاسلام ، اذا يتوجب علينا ان نجعل العالم ينظر الى الاسلام بكل صفاته وتميّزه ومساحة الخير والسلام التي هي شعاره وأسلوب تعامله ، والمسلمون أينما وجدوا ، أو ذكر لهم أثر ، لا فرق بينهم ولا استثناء لأحد منهم ، من خلال الصورة المشرقة التي نعكسها للآخرين ، كذلك يتوجب علينا رفض كل الخارجين عن القانون من الذين يسيؤون الى الاسلام بإسم الاسلام وان لاتأخذنا بهم رحمة ولاشفقة أو لومة لائم ، نعم ان هموم مجتمعنا كثيرة ومتعددة ومتنوعة ، يحركها هذا الحدث أو ذاك ، وهذه المشكلة أو تلك ، ويغذيها شعور بأن لا يأتي ذلك الذي نتمناه ، وتلك كما أتصور إحدى ما يقلق مجتمعنا ويثير الخوف عنده ، وبين هذا الكم من الهموم ، بكل أنواعها وأشكالها ، وخلفية وأسباب كل واحدة منها ، نقف متأملين ومتسائلين في حيرة : لمَ كل هذا ؟ الهموم في تصاعد وفي تكاثر ، ولها تداعياتها ، وهي جزء من مشكلة كبيرة تطوق سلوك الناس ، وعلاجها ، والبحث عن مخرج منها ، باتجاه ما يوفر هذا العلاج ، ويهدئ من روع الناس وخوفهم ، أصبح على جانب كبير من الأهمية ، وهذا هو المطلب ، اذا وفق هذا التصور سوف يتحقق ألأمل ، بعد ان يكون تفكيرنا نابع عن هدوء وروّية وقراءة صحيحة مستقبلية لكل خطوة نخطوها نحو الأمام ، وبهذا الفهم الواعي سنعطي كلّ ايام هذا العام حقها في تحقيق ما هو لها من هذه الآمال دون تقليد أو محاكاة لما يفعله غيرنا ، وجميعنا يتمنى أن يرى العراق في أحسن صورة وأجمل مظهر في كل الميادين والمجالات ، وأن يكون دولة متحضرة قادرة على استيعاب كلّ جديد ينهض بها إلى آفاق رحبة نحو التطور والتقدم ، والله ولي التوفيق ، وكل عام والعراق وأهله بألف خير ، آمين يارب العالمين .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد محمد الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/27



كتابة تعليق لموضوع : العام الهجري الجديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net