صفحة الكاتب : محمد رضا عباس

فكر بالأطفال قبل الطلاق
محمد رضا عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثيرة هي أسباب الطلاق في العراق منها أسباب مالية , تدخل اهل الزوج او الزوجة او كلاهما في شؤون الزوجين , الاختلاف على طريقة تربية الأطفال , انتهاء رغبة احدهما بالأخر , واخرها بسبب ملعقة شاي وضعت خطا من قبل الزوجة " المكرودة" في استكان لوالد زوجها. نسبة الطلاق في العراق أصبحت عالية وتستدعي دراستها و وضع حلول صحيحة لها . ان نسبة الطلاق العالية هو السبب الذي دعا المرجعية العليا ان تكون موضوع خطبة يوم   الجمعة المصادف 16 اذار 2018. 

بغض النظر عن أسباب الطلاق , فان هناك ضحية على الخط وهم الأطفال . لقد اثبتت الدراسات العالمية ان أطفال المطلقين، و ان لم يفهموا وقع الطلاق عليهم وهم صغارا , فان تأثيرات الطلاق السلبية ستكون واضحة عليهم وهم كبار . أبناء المطلقين عند الكبر يصبحون اكثر قلقا وتوترا مما يقودهم الى علاقة زوجية متشنجة مضطربة قليلي الصبر في التعامل مع المشاكل البيتة , او تجنب الزواج جملة واحدة , لانهم يخافون من تكرار تجربة ذويهم .

ابناء المطلقين وهم صغار , حسب الدراسات العالمية ,  يفقدون الثقة و الأمان بكل من هو حولهم . لان الأطفال يعتقدون ان ذويهم لديهم القدرة على حل المشاكل , بل لا يفهمون ما معنى المشاكل البيتية .  ولكن انفصال الاب عن الام او العكس , فجأة يولد عند الأطفال إحساس بالإحباط والخوف وعدم الاطمئنان والى الاعتقاد ان ذويهم ليس لديهم القدرة على رعايتهم . وهكذا تصبح عند الأطفال بعد الطلاق أسئلة كثيرة تنحبس في صدورهم مثل : ماذا سيحدث بعد ؟ من سيرعانا ا؟ من سيعد الطعام لنا ؟ من يغسل ملابسنا؟ هل سأرى امي بعد ؟ هل سأرى والدي بعد ؟ اذا والدي ترك البيت , ماذا سيحدث لنا اذا أصاب امي  مكروه ؟  وهكذا ينمو ويكبر الطفل وهو قلقا خائفا , لا يطيق ان يتركه احد ,  ملتصق بمن يرعاه او يقوده , البكاء عند وقت النوم, , البكاء في وسط الليل , صعوبة التعلم لقضاء حاجته , التبول في الفراش , نحس , وعدم الاكتراث بالعناية بنفسه و بمن حوله.

مشكلة أبناء المطلقين تكبر كلما تقدموا بالعمر . على سبيل المثال احد الدراسات وجدت ان أبناء المطلقين على المعدل يعانون كثيرا من سوء التصرف و المشاكل , عدم رغبتهم بالدراسة , وضعف احتمالية نجاحهم فيها . أبناء المطلقين اكثر عرضة  الى المخالفات القانونية و ارتكاب الجرائم  في شبابهم , .اكثر تعرضا للإدمان على المخدرات , المشروبات الروحية و العلاقات الجنسية الغير مسموح بها اجتماعيا , ويكون اكثر عرضة  للأمراض النفسية حتى الكبر.

دراسة أخرى غطت عينة كبيرة جدا من ابناء المطلقين ودامت اكثر من 25 سنة وجدت نتائج يحتاج كل اب  قراءتها واستخلاص العبر منها ولا يريد ان يرى احد أولاده يعاني من احد الامراض الاجتماعية وهو حي او في السجن وهو ميت . الدراسة كشفت ما يلي: ان أبناء المطلقين

1. على المعدل اقل أداء في دراستهم من أبناء الغير مطلقين . هذا التخلف في الدراسة يصاحبهم حتى دخولهم الجامعات .

2.اقل انصهارا في المجتمع واقل مشاركة  في الفعاليات الاجتماعية . ابن المطلق يشعر اقل قيمة من أبناء الغير مطلقين وانه اقل حظا منهم .

3. يجدون صعوبة في التغيير , وذلك خوفا من فقدهم  شيء كما فقدوا امهم او ابيهم.

4. يكونوا اكثر حساسية من أبناء الغير مطلقين , وبذلك يغلب عليهم الغضب السريع , الشعور بالدونية, الاضطراب النفسي , والتشنج السريع مع كل حدث مهما كان بسيطا.

5.  يشعرون بالغضب اسرع من اقرانهم أولاد غير المطلقين واكثر شعورا بالعصبية .

6. الشعور بالذنب وذلك من اجل الاثبات للغير انه انسان مستقيم لا يقبل بالتعدي او ازعاج الاخرين.

7. اتجاههم نحو تصرفات تخريبية , وخاصة ساعات الغضب . في داخله يشعر انه خسر شيء لا يمكن تعويضه , وبذلك يصبح لا قيمة للأشياء الأخرى له.

8. يعانون من تكرار الحالات المرضية والبطيء  في الشفاء . هذه الحالة فسرت  بسبب الوحدة و الملل, والضجر .

9. عدم الرغبة في الزواج و تكوين عائلة خوفا من تكرار تجربته.

لا اعتقد ان شخص متزوج سوي يحب ان يتعرض أولاده وبناته الى المشاكل أعلاه من اجل الزواج من ثانية او لكسر خشم زوجته , كما يقول المثل العراقي, لان كسر خشم الزوجة سوف يتبعه كسر خشمه الف مرة في السنوات القادمة . وعليه فان من الاحسن على المتزوجين غض النظر عن كل ما يعكر حياتهم اليومية والتركيز على تربية الأطفال , لان تربية أولاد وبنات صالحين هي صدقة جارية قبل الموت وبعده , وسيشعر الاب والام لاحقا لا شيء اجمل واحلى واغلى من منظر أولادهم وهم كبار ناجحون في أعمالهم والاحفاد من حلولهم .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد رضا عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/20



كتابة تعليق لموضوع : فكر بالأطفال قبل الطلاق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net