صفحة الكاتب : عبدالاله الشبيبي

حلاوة العبادة...
عبدالاله الشبيبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال تعالى: عِبَادُ الرّحْمَنِ الّذِينَ يَمْشونَ عَلى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطبَهُمُ الْجَهِلُونَ قَالُوا سلَماً.
فسرة كلمة الهون بالتواضع، والتذلل لله عزوجل، حيث قال صاحب الميزان: الهون على ما ذكره الراغب التذلل، والأشبه حينئذ أن يكون المشي على الأرض كناية عن عيشتهم بمخالطة الناس ومعاشرتهم فهم في أنفسهم متذللون لربهم ومتواضعون للناس لما أنهم عباد الله غير مستكبرين على الله ولا مستعلين على غيرهم بغير حق، وأما التذلل لأعداء الله ابتغاء ما عندهم من العزة الوهمية فحاشاهم وإن كان الهون بمعنى الرفق واللين فالمراد أنهم يمشون من غير تكبر وتبختر. وسئل أبو عبدالله الصادق عليه السلام عن قوله تعالى: الذين يمشون على الأرض، فقال هوناً هو الرجل يمشى بسجيته التى جُبل عليها لا يتكلف ولا يتبختر.
اذ قال علماء الاخلاق التواضع هو انكسار للنفس يمنعها من أن ترى لذاتها مزيةً على الغير، وتُلزم المرء أفعالاً وأقوالاً موجبةً لاستعظام الغير وإكرامه، والمواظبة عليها أقوى معالجة لإزالة الكبر.
وقال السيد الحائري في كتابه تزكية النفس: التواضع هو عقد القلب على صَغار النفس المؤثر في عواطفه وميوله وجوارحه في مقابل اللَّه سبحانه وتعالى، وفي مقابل رسله وأوليائه المعصومين، وفي مقابل المؤمنين.
وقيل التواضع عبادة بحد ذاته لأنه مما أمر الله تعالى به، ولأنه يتضمن الشعور بضعة النفس، وهذا هو نفس الشعور الذي يشعر به الإنسان في عبادته ووقوفه بين يدي الله تعالى.
وعن رسول الله (ص): ما لي لا أرى عليكم حلاوة العبادة؟ قالوا: وما حلاوة العبادة؟ قال: التواضع.
وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام: أشرف الخلائق، التواضع والحلم ولين الحانب.
وقال لقمان لابنه: تواضع الحقّ تكن أعقل الناس. وعن ايضا: عليك بالتواضع، فإنه من أعظم العبادة.
وعن الإمام الكاظم عليه السلام: إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع، ولا تعمر في قلب المتكبر الجبَّار، لأن الله جعل التواضع آلة العقل.
وهذا لا يعني ان نعيش خاضعين متذللين منعزلين عن المجتمع وبعيدين عن الواقع، وخاضعين للظلم والطغيان والفساد والفاسدين، بل ان نعيش مرفوعِ الرأس متواضعين لله عزوجل، وان نتواضع الحقّ وأهل الحق، رزقنا الله واياكم حلاوة العبادة كي نزداد بها خشوعاً وخضوعاً لله عزوجل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالاله الشبيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/30



كتابة تعليق لموضوع : حلاوة العبادة...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net