صفحة الكاتب : احمد سعد

الإنتخابات الى أين
احمد سعد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الإنسانُ بطبعه يبحثُ عن الكمال في كافة تفاصيلِ حياته سواءً الذاتية أو العرضية، وما يحيط به من أجواء اجتماعية وسياسية وإن كان في بعض الأحيان يعارض هذا الكمال إذا تعارض وتباين مع توجهاته وأفكاره أو مصالحه ورغباته، هذا الكمال في كثير من الأحيان لا يأتي دفعةً واحدة بل يحتاج إلى تدرج وعملية بناء ربما تكون طويلة في بعض الأحيان..
ونحن مقبلون على انتخابات مهمة ينبغي أن نعلم أنه لا توجد عصا سحرية تُبدّل الحال من سيء إلى جيد بلمح البصر، والعاقل يعلم أن النظام شيءٌ لابد منه للمجتمع لكي يحضى بشيء من الإستقرار يستطيع معه أن يستمر في معيشته وحياته، كذلك تسالم العقلاء -وعلى رأسهم المرجعية العليا ادام الله ظلها- أن الحل الأقل ضرراً والأسلم والأجدى تأثيراً للشعب العراقي هو صندوق الإقتراع والمشاركة الشعبية في صناعة القرار، وهنا نلمح لأمرين:
أولا: أن التاريخ يشهد على أن الإنقلابات العسكرية لا تؤدي إلا لسفك الدماء ومزيدٍ من الفوضى وهي طريقٌ مسدود لا يفكر فيه عاقلٌ أبداً، كذلك إن النظام الرئاسي يؤدي في كثير من الأحيان -وخاصة في العراق- الى التفرد بالقرار، لهذا فإنه مستبعدٌ أيضاً، لهذا فإن النظام البرلماني هو أجدى من صاحبه، وهنا قد يعترض البعض قائلاً: أن النظام البرلماني هو المسبب لهذا الحال السيء، فأقول: إن الشعب يعلم جيداً أن المشكلة -كل المشكلة- في الأشخاص المتصدين، فساد بعضهم وتكاسل البعض الآخر متقاسمين موارد الدولة متناسين حال الشعب المسكين، طبعاً لا نقول الكل لكن الحال الظاهر هذا، ومن هنا يتبين أن المشكلة ليست في النظام بل من تصدى لإدارة النظام.
ثانياً: أن نهج المرجعية واضحٌ منذ قرابة العقد والنصف فهو متصفٌ بالهدوء والإتزان وعدم التدخل إلا في القضايا المصيرية، لذا من المستبعد أن تعطي رأياً في قائمة أو مرشح ولكن من باب الأبوة لم تترك المرجعية النصح والإرشاد،  فقالت: "المجرب لا يجرب" ، "دعوا الوجوه التي لم تجلب الخير لهذا البلد واستبدلوها بأشخاص آخرين تتحققون من كفائتهم وصلاحهم وحرقة قلوبهم على هذا الشعب المظلوم"
المواطن أمامه أمرين إما الإنتخاب أو عدمه:
١.عدم الإنتخاب: بأي طريقةٍ من الطرق، سواءً كان ذلك بعدم الذهاب أو شطب القائمة أو غيرها، نتيجته عدم التغيير وبقاء الوضع كما هو إن لم يذهب الى الأسوء، وبقاء نفس الوجوه وربما صعود الأسوء، فربما يصعد من وزع الأموال واشترى الأصوات .. الخ 
٢.الانتخاب: وهنا لابد من مراعاة أمور: 
أ. انتخاب الصالح النزيه الكفوء المعروف بأمانته وحرصه على الوطن وخيراته، ولابد أن لا نُخدع بالخطابات المنمقة والشعارات الرنانة.
ب. بما أن جميع الكتل لا تخلو من إشكالات، فالحل إختيار القائمة الأقل سوءاً، من كل النواحي، كذلك لابد أن لانخدع بحرب الشائعات بين الكتل بل علينا التحري عن ما نسمعه من شبهات حتى لا نصيب قوماً بجهالة دون توثق وتأكد.
ج. قانون الإنتخابات "سانت ليغو ١.٧" يدعم الكتل الكبيرة -الأكثر أصواتاً- ولهذا فإن انتخاب الكتل الصغيرة ربما يكون تضييعاً للأصوات. 
اذا تم الإنتخاب مع مراعاة هذه الأمور سيأدي الى تغيير وتغيير نوعي إذا كانت المشاركة بشكل واسع والأهم هو اختيار النزيه الكفوء.
الواعي لابد أن لا يراعي دائما قاعدة "لا إفراط ولا تفريط" حتى في توقعاته، الإنتخاب لا يؤدي الى قَلب الأمور فيتحول العراق الى جنة، فالواقع يقول أنه لا يمكن ذلك، لكن في نفس الوقت تبقى الإنتخابات هي الحل الوحيد في تغيير الواقع وهو التغيير التدريجي المصحوب بتراكم الخبرة للمواطنين والجيدين في مواقع اتخاذ القرار.
ويبقى الإعتقاد أن لا كمال في المعيشة ولا تمام في العزة ولا هناء في الحياة إلا بظهور صاحب الأمر والزمان، نسأل الله أن يعجل فرجه الشريف وأن يرفع بحضوره هذه الغمة عن هذه الأمة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد سعد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/17



كتابة تعليق لموضوع : الإنتخابات الى أين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net