صفحة الكاتب : عبدالاله الشبيبي

 وقفة مع مرض عمى الألوان!.. 
عبدالاله الشبيبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

طلب مني صديق أن اكتب له موضوعاً عن مرض عمى الألوان، الذي يعاني منه منذ سنوات ولازال يعاني، فلم يستطع التمييز بين الألوان الأساسية الأحمر والأزرق والأخضر، قلت له هذا المرض يعاني منه بعض مشاهير العالم، ومنهم مؤسس الفيسبوك مارك زوكربيرغ، ولهذا جعل واجهه الفيسبوك زرقاء أللون، لأنه يعاني من مرض عمى الألوان، وبعد البحث عن الموضوع سجلنا عنه كلام الكثير، وستكون لنا وقفة سريعة مع هذا المرض، من حيث تعريف المرض وما هي اعراضة، وكيف يشخص المرض وهل هناك علاج للمرض؟.
عمى الألوان Color blindness: هو عدم القدرة على التمييز بين بعض الألوان أو كلها التي يمكن أن يميزها الآخرون. وهو مرض وراثي في غالب الأحيان، لكن يمكن أن يحدث بسبب خلل في العين أو العصب البصري أو الدماغ أو بسبب التعرض لبعض المواد الكيمياوية. 
وقد قام الكيميائي الإنگليزي جون دالتون، بنشر موضوع عن عمى الألوان بعدما اكتشف بأنه يعاني منه، وبسبب أعمال دالتون في هذا المجال فتسمى هذه الحالة بالدالتٌونزم Daltonism ومع أن هذا الاسم يطلق الان على حالة واحدة فقط وهي deuteranopia وهي عدم الحساسية للون الأخضر.
يوجد في عين الإنسان، بصورة عامّة، ثلاثة أنواع مختلفة من الخلايا المخروطيّة هي خلايا مستقبلة للضوء في شبكية العينCone cells. كل واحد من هذه الأنواع يستطيع أن يستقبل واحداً فقط من الألوان الثلاثة الأساسية التالية: إما الأحمر، الأزرق أو الأخضر. ويستطيع الإنسان رؤية الألوان المختلفة عندما تلتقط الخلايا المخروطية، التي في داخل العين، مستويات مختلفة من الألوان الأساسية، غالبية الخلايا المخروطيّة موجودة في البُقـْعة macule، وهو الجزء المركزي في شبكيّة العين.
ويعاني المصاب من مشكلة في تميز الألوان المتقاربة مثل الأخضر والأزرق والبني. ومن المعروف أننا نبصر الأشياء التي ننظر إليها نتيجة سقوط الضوء علها ومن ثم إنعكاسها على عدسة العين عابرة إلى الشبكية فتتحول الطاقة الضوئية إلى إشارات كهربائية يتلقاها المخ عبر العصب البصري، وعندئذ تقوم الخلايا الدماغية بترجمة ما نراه وبالألوان. وتحتوي شبكية العين على نوعين من الخلايا:
الأولى: العصبية، وهي المسئولة عن رؤية اللونين الأسود والأبيض وهي تستعمل كثر في الظلام.
الثاني: الأقماع، وهي مسئولة عن رؤية الألوان.
وعمى الألوان ينتج عن خلل وراثي يصيب الخلايا البصرية التي تتولى مهمة رؤية الألوان أي الأقماع. 
درجات عمى الألوان: هناك درجات في الإصابة بعمى الألوان، فليس كل الأشخاص يعانون من نفس الشيء وبدرجات متفاوتة، مثل: عدم القدرة على تحديد لون من الألوان الثلاثة: الأحمر والأزرق والأخضر، أو الخلط بينهما. قد يصاب الشخص بعجز في رؤية لونين معاً. عدم رؤية الألوان عامةً، هذه الحالة تحدث ولكن بنسبة بسيطة جداً.
مخاطر عمى الألوان: لا يتوقف عمى الألوان على كون الشخص لا يرى الألوان وفقط انتهى الأمر عند هذا الحد، ولكن لعمى الألوان مخاطر ونتائج مترتبة عليه مثل التالي: عسر القراءة والكتابة، وصعوبة التعلم، مما يقلل من ثقة الأطفال بأنفسهم، ويزيد من إحباطهم. عدم التقدم في الأعمال المختلفة، مثل الأعمال التي تحتاج إلى التلوين وتكون نوع معين الفنون والحرف.
أعراض المرض: ليست مشتركة بين الأشخاص الذين يعانون من نفس المرض، وبهذا قد يحدث عندك عرض من هذه الأعراض أو اثنين، ولا تصاب بجميعها، والأعراض عبارة عن:
- رؤية مجموعة من الألوان معاً، عند ظهور لون واحد فقط.
- عدم القدرة على رؤية جميع الألوان معاً.
- رؤية 3 ألوان فقط مثل الأبيض والرمادي والأسود.
المصاب بعمى الألوان لا يكون مدركاً أن هذه الأعراض تحدث له وحده، ويعتقد أن هذا هو اللون الطبيعي، والجميع يرونها بهذا الشكل.
التشخيص: أحد صور اختبار إيشيهارا للألوان. يعتمد اختبار إيشيهارا للألوان على مجموعة من الصورة تحوي بقع ملونة فيها، وهو الفحص المستخدم بشكل كبير في تشخيص أخطاء رؤية اللون الأخضر ــ الأحمر. تحتوي الصورة عادة على واحد أو أكثر من الأرقام العربية ملون بلون مختلف عن باقي أجزاء الصورة، ويكون من الممكن مشاهدته من قبل شخص نظره سليم، ولكن ليس من قبل الأشخاص المصابين بعمى الألوان.
إلا أن هناك انتقادات لاختبار إيشيهارا على أنه يحتوي أرقاماً، قد لا يستطيع الأطفال الصغار قراءتها الذين لم يكونوا قد تعلموا قراءة الأرقام بعد.
ينتقل المرض عن طريق الصبغات الوراثية الكروموسومات وينتقل عن طريق الصبغة الوراثية الجنسية بصفة وراثية متنحية لهذا السبب يصيب عمى الألوان الرجال أكثر من النساء، لأن تركيبة الذكر الكروموسومية هي xy وتركيبة المرأة الكروموسومية هي xx والمرض ينتقل عن طريق الكروموسومx بصفة متنحية، واحتمال اتحاد كروموسومين x مصابين بالمرض ضئيل جداً، ما يؤدي إلى إصابة الرجال أكثر من النساء.
العلاج: لا يوجد الى هذا اليوم علاج لعمى الألوان، ولكن توجد هناك عدسات لاصقة ونظارات ممكن أن تحسن التمييز بين الألوان وهي غير كافيه في بعض الأحيان.
ويشكل ذلك مشكلة عند الالتحاق ببعض الأعمال والأشغال، منها قيادة السيارات ورؤية إشارات المرور، ومع ذلك فلا يجب اعتبار هذا المرض مأساة كبيرة، فالمصاب به يرى العالم مثل أي شخص سليم وإن وجد صعوبة في تمييز بعض الألوان.
وهناك كثير من المصابين بعمى الألوان يعيشون حياتهم من دون أي مشاكل بعدما وجدت عدسات لاصقة بخاصة ذات مصاف للألوان قادرة على تصحيح عمى الأحمر والأخضر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالاله الشبيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/29



كتابة تعليق لموضوع :  وقفة مع مرض عمى الألوان!.. 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net