صفحة الكاتب : ابن الحسين

ولائيات • عصمة مولانا المعظم علي الأكبر!
ابن الحسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال السيد عبد الرزاق المقرم :
« يعدوه أن يكون [علي الأكبر] معصوماً كالذوات الطاهرة من الأئمة المعصومين وإن احتاج إلى إمام يركن إليه.
وليس ببعيد من فضل الباري جل شأنه أن يوجد ذاتاً كاملة منزهة عن كل عيب مبرّأة عن أي شين وعار وإن كلمة سيد الشهداء تلفتنا إلى تحقق تلك الشخصية القدسية بما حوته من
فضائل ومحامد في ولده علي الأكبر عليه السلام
أضف إلى ذلك ما جاء في زيارته المخصوصة في أول رجب من قول الإمام عليه السلام :
( كما منَّ عليك من قبل وجعلك من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا )
وإذهاب الرجس معناه العصمة فهي متحققة فيه وإن لم تكن واجبة كوجوبها في الإمام المطلق الحجة على الخلق .»[١]

وقال في موضع آخر : « نحن لا نشك في أن الأكبر كان جامعا للفضائل وحائزاً لما هو أربى وأرقى منها وهو العصمة عن المآثم ومنافيات الأخلاق والمروءة ولا يأتي بما يخالف الأولى كيف لا وقد جمع الخُلق المحمدي بأتم معانيه حتى عن الدنس من الآثام بشهادة أبيه الواقف على نفسيات الرجال وكما شهد نص الزيارة المتلوّة عند قبره في أول رجب والتي علّمها الصادق عليه السلام أبا حمزة الثمالي »[٢].

أقول: عصمة مولانا علي الأكبر عليه السلام الجامع للفضائل ، الذي تجلى النبي فيه «كما تجلى الله في نبيه» و «فيه تجلى محكم التنزيل كما تجلى باطن التأويل» ، وهو «في عالم التكوين كون جامع» ، و«بدر سماء عالم الإمكان»، و«شمس سماء عالم الأسماء» ، و«قرة عين الحق والحقيقة » و«نوره المنير نور النور» «أسفر من مشرقه صبح الأزل» «هو النبي في معراج العلا لكن عروجه بطف كربلا»[٣] ، لا ينكرها منكر بل إليها ذهب علمائنا العظام ، وإليك بعض الأقوال :

١- العلامة الفقيه الشيخ آغا بن عابدين الشيرواني المتوفى «١٢٨٥هـ» في كتابه « إكسير العبادات »[٤].

٢- العلامة الكبير والفقيه البارع الشيخ عبد الحسين الحلي المتوفى «١٣٧٥هـ -هناك أقوال آخرى في تاريخ وفاته-» ذكره في رسالته المهمة لما تحتوي على مباحث عقلية صناعية وعلمية في فقه الشعائر الحسينية تحت عنوان « النقد النزيه لرسالة التنزيه »[٥] .

٣- العلامة المحقق الأوردبادي المتوفى «١٣٨٠هـ» في رسالته «الكلمات الجامعة حول المظاهر العزائية »[٦] .

٤- المرجع الديني الفقيه الكبير السيد محمد صادق الروحاني«المعاصر» ذكر ذلك في إستفتاء وجه له مذكور في كتاب «قربان الشهادة»[٧].

٥- المرجع الديني الشيخ بشير النجفي «معاصر» ذكر ذلك في إستفتاء وجه له نذكر نص جوابه لدقته وأهميته :
« هناك معنى آخر للعصمة وهو أن يثبت في حق شخص أنه لم يرتكب معصية قط ، وإنه في المعرفة وتزكية النفس وصل إلى مرحلة القبح الواقعي للمحرمات ، فيصبح صدور المعصية منه غير معقول بمقتضى إدراكه وعقله وعلمه وعرفانه ، والذوات المقدسة الذين ذكرتهم في السؤال[منهم مولانا علي الأكبر] كانوا كذلك ، ربما يعبر عن هذا المعنى الثاني للعصمة بالعصمة الصغرى ، فمثلا أبو الفضل العباس عليه السلام ورد في زيارته التي رُويت عن المعصوم ( السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله..) إلى أن يقول : (وألحقك الله بدرجة آبائك..)الخ ، فشهادة الإمام عليه السلام -كان مطيعاً لله وأنه سوف يُحبى من الأجر والكرامة يوم القيامة ما يلحق به درجة آبائه- هي شهادة بعدم صدور معصية منه ، وورد في حق علي الأكبر عليه السلام أنه كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه واله وسلم في الخَلق والخُلق مما يعني بلوغه المرتبة العليا كعمه العباس عليه السلام..»[٨].

٦- آية الله الشيخ محمد السند البحراني «معاصر» الذي أشبع هذا الموضوع ببحوثه الدقيقة «الدائرة الإصطفائية الثانية لأهل البيت عليهم السلام»[٩].

وهناك العديد من العلماء غير هؤلاء ذكروا هذا المطلب لم نذكرهم..
________________________
[١] علي الأكبر عليه السلام ص٦٥-٦٦ ، المجلد السابع ضمن موسوعة السيد المقرم ، ط: العتبة الحسينية المقدسة الأولى ٢٠١٥م .
[٢] نفس المصدر السابق ص٦٩ .
[٣] الأوصاف التي ذكرتها كلها من وصف الشيخ محمد حسين الأصفهاني في منظومته «الأنوار القدسية» في القسم المختص بمولانا علي الأكبر .
[٤] إكسير العبادات في أسرار الشهادات ج٢ ص٦٤٦ .
[٥] موسوعة رسائل الشعائر الحسينية ج٣ ص١٢٢ .
[٦] طبعت هذا الرسالة في المجلد الرابع ص٢٦٢ ، من موسوعة العلامة الكبير الأوردبادي ، الطبعة الأولى ١٤٣٦هـ ، مركز إحياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة .
وأيضا : طبعت هذه الرسالة ضمن موسوعة رسائل الشعائر الحسينية ج٢ ص٤٠٥ ، التي جمعها وحققها الشيخ محمد الحسون .

[٧] قربان الشهادة ص٦٣ ، ط: مكتب السيد الروحاني .
[٨] الشعائر الحسينية ومراسيم العزاء ص٢٤٤ ، ط: السادسة ٢٠١٢ م ، مؤسسة الأنوار النجفية التابعة لمكتب الشيخ النجفي .
[٩] طبعت العتبة العباسية المقدسة تقريرات بحوث الشيخ السند بأربع مجلدات سنة ١٤٣٦ هـ ، ولا يزال الشيخ لم يستكمل البحوث حول هذا الموضوع .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابن الحسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/29



كتابة تعليق لموضوع : ولائيات • عصمة مولانا المعظم علي الأكبر!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net