صفحة الكاتب : خضير العواد

عندما يتجرد الإنسان من إنسانيته
خضير العواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أصبح الأمر معتاد عليه بل أصبح من مسلمات الإمور عندما نقترب من موعد الانتخابات تعلو الأصوات وتنشر البيانات وتبدأ التصريحات انتخاب المفسدين أفضل من عودة البعثين ، وتبدأ عملية التذكير بجرائم البعثين ونظامهم الدكتاتوري التعسفي ، وتستمر هذه الدورة القذرة في تخويف المواطنين من بعبع البعثين حتى يبقى المفسدون يتنعمون بما يسرقون من خيرات العراق بل دمروا كل شيء في العراق ، حتى أصبح المواطن العراقي فاقد الوعي أو كالسكران ماذا عساه أن يفعل وكيف يختار في اصعب عملية انتخابات وأخطرها ، كيف يتخلص من المفسدين وهم يقبعون في قمم القوائم وكيف يختار الأفضل وهو يخشى من فقدان الصوت وبالتالي يتخوف من عودة البعثيين ومن ثم جرائمهم التي يندى لها ضمير البشرية ؟؟؟،هذا الوضع المأساوي الذي وصلت إليه الساحة العراقية جميعه نتاج مجموعة من السياسيين الذين تجردوا من إنسانيتهم وضميرهم وأصبح كل همهم البقاء في السلطة ومن ثم سرقة الخيرات والثروات وحب السيطرة والتسلط ،حتى جعلوا العراق أسوء نموذج يطبق الديمقراطية وأثبتوا للشعوب على أن الذي يسعد الشعوب ليس نوع النظام الذي يطبق بالحكم بل المهم نوع الإنسان وما يستعمله من أدوات في تطبيق ذلك النظام ، بل جعلوا أرقى نظام ( النظام الديمقراطي) يطبق في الحكم الى أسوء نظام بل أخطر نظام في إدارة شؤون الناس ، عندما سيطرة المفسدون على الحكم وجعلوا جميع مفاصل الدولة تحت قبضة فسادهم من سلطة قضائية وسلطة تشريعية الى السلطة التنفيذية ، ولم يتركوا اي وسيلة للمواطن أن يتحرر من قبضتهم وحتى صناديق الانتخابات صمموها على أن لا تخرج إلا اسمائهم ، وأصبحوا من الفساد وسوء الأخلاق وسقوط الذات وعدم الخوف من المحاسبة أن يصرح جميعهم بفساد أنفسهم بل جميعهم ينادون بمحاربة الفساد (أنفسهم) ، أيوجد مهزلة في التاريخ مثل هذه المهزلة وهل توجد خيانة للضمير والدين والوطن مثل هذه الخيانة ، يسرقون ويدمرون بلد يتأمل شعبه به والملايين من شعوب العالم الملاذ لأحلامهم المسروقة بل حطموا حلم الملايين من الشهداء والمضحين والمتضررين حتى غطوا على جرائم البعثيين وجعلوا الشعب ينساها نتيجة دهشته بفساد حكم من كان يرجوا منهم العدالة والسعادة ، هذا العراق الواعد الذي كنا نتفاءل به أن يكون عروس الشرق الأوسط بل العالم بما يحمل من خيرات وثروات طبيعية وبشرية وحضارية بالإضافة الى الدينية ، فتشخيص الأخطاء ورفض الظلم والفساد مبادئ وقواعد الحياة الكريمة السعيدة التي أرادها الله سبحانه وتعالى لنا أن نحياها ، فرفقاً بشعبكم فلا تخوفوه من بعبع البعثيين حتى ينتخب الفاسدين بل أهدوه الى طريقة يتخلص بها من الفاسدين والبعثيين ويعيش حياة كريمة وسعيدة كباقي شعوب العالم ، فأسوء شيء في الحياة عندما يتجرد الإنسان من إنسانيته ويستعمل المبادئ الصادقة لتحقيق أهدافه الفاسدة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/04



كتابة تعليق لموضوع : عندما يتجرد الإنسان من إنسانيته
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net