صفحة الكاتب : واثق الجابري

لماذا يفوز الفاسدون؟
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

رسخ بعض الساسة مفهوم القناعة بالنهايات التعيسة، والموت من أجل الحفاظ على قداسة وهمية، لا تقبل المراجعة والمحاورة والمناقشة، في بركة أسنة يغطس فيها جسد المواطن، وفي قدميه قيود القداسة وعلى رأسه مطارق تُعيده الى القاع، وتمنعه من التفكير بمراجعة المواقف، فإذا كان سعي الساسة لتعميق وترسيخ هذا المفهوم، فما بال مواطن يثبت على موقف لا يتغيير؟ حين يرى ساسة يستمتعون بتسطيح الفكر وإتخاذ حاملة مطية لتحقيق المآرب.
إشتغل الفاسدون والفاشلون من خصلة التبيعية بلا مراجعة، وإستشرى الفساد بمجتمع ينتقد أدوات فشله السياسي ولا يستبدلها.
كثيرون يسألون لمن يمنحون صوتهم؟ ويساورهم القلق بفوز الفاسد أو تغيّر صالح السيرة والأخلاق والتجربة عند إحتكاكه بالفاسدين، ولستا متشائمين؛ أنها أشبه بالقناعة لدى كثيرون، وأوصلت المجتمع الى نقطة مميتة تجعله يرضى بالفاسد خوفاً من تجربة جديدة، وأن ترك الخيار وحسن الإختيار، وسيحصل الفاشل على أصوات المرتزقة والمتملقين والمتسلقين والوصولين والإنتهازيين والمطبلين.
تجذرت القناعة والإستسلام لدى بعض الناخبين، كيف لا وهم يرون الفاسدين يفوزون على جمهور ينتقدهم، ولا توجد أدوات حكومية تمنعهم، أن لم تك بعض المناصب سُلماّ للإتيان بهم مرة آخرى، وقد تمددوا بشكل عوائل ومقاطعات لا يستطيع مواطن الوقوف بوجهها، وهي تسيطر على قنوات المال والإعلام ومصالح الشعب، ولا يستحي مرشح منهم بأن ينشر إعلانات تساوي بناء مدينة.
إن حديث رئيس مجلس الوزراء وبعض القادة، أصبح كالثرثرة المملة، وذهب معناه لتمنيات البقاء والخلود في الحكم، كي يطاردوا الفاسدين بعد 100 عام! وبإشارة على قدرتهم الوحيدة وأزليتهم الفريدة، ولن يعطوا مجال للتنافس، بالتهديد بالمستقبل المجهول في حال غيابهم، ومرة يُشاع أن هذا الطرف تدعمه الدولة الفلانية، وذاك من الدولة العلانية، وأقوال تزعج بلا أفعال ولا تطبيق على أرض لإطروحات عريضة، وبذا يريدون أقناع المواطن أنه في محيط غارق بالفساد وآسن بالفوضى والتجهيل، هم يعرفون أنهم يكذبون، لكنهم يصدقون كذبهم ويعتقدون كل سامع على نفس القناعة.
أدوات الفشل والفاشلون واضحة لدى المواطن، لكنها هجمة شرسة تحاول إقناعه بوجود من قيود لا يمكن كسرها، وساسة لا يمكن إزاحتهم.
إستخدم الفاسدون كل أدوات التضليل والتجهيل والتسطيح الفكري المجتمعي، وجعلوا من المال العام سلاح لمحاربة المواطن في حياته العامة وفي خياره الديموقراطي، وبذخوا الأموال لشراء أدوات إعلامية وعقول ووسائل إغراء وتضليل وخداع، وخلق مخاوف من عودة الدكتاتورية أو الإرهاب في حال عدم إنتخاب نفس الشخصيات، وتكهنات بمستقبل مجهول من التقارب المكوناتي، ونشر أكاذيب وتسقيط وجيوش الكترونية، ومنها من يولد الإحباط ومنع المشاركة، لكي يضمن بائعي الذمم التصويت من مريديهم، وبذلك يطلقون شعارات لا يمكن تطبيقها ووعود خارج الصلاحيات، وتزوير وثائق مقابل الأصوات، وإستغلال الشباب، فكثيرون منهم من تحدث عن مشاكلهم، إلاّ أن قليل منهم من مكنهم، وغيرهم يتحدث عن التغيير ولكنه يستخدم نفس الوجوه، يريدون إقناع الناخب بعدم المشاركة، أو أنهم أزليون، حتى يصل الناخب لدرجة الأحباط ويفوز الفاسدون.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/09



كتابة تعليق لموضوع : لماذا يفوز الفاسدون؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net