صفحة الكاتب : يوسف رشيد حسين الزهيري

المشهد العراقي بين صناعة القرار والنفوذ الإقليمي
يوسف رشيد حسين الزهيري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لعبت القوى السياسية في العراق على الصعيد الداخلي، دورا بارزا في تغذية واذكاء الورقة الطائفية ولغة المكونات التي لعبت عليها القوى السياسية العراقية بعد العام 2003، حيث هيمنت وسيطرت تلك القوى على مراكز القرار السياسي ومن الاستمرار في المشهد السياسي العراقي لحد الآن. فالتوظيف السياسي للطائفة والخطابات السياسية الطائفية التي طغت على المشهد السياسي في العراق أسقط كل المشاريع الوطنية الداخلية، وبموازاة ذلك، شجعت تلك المشاريع الطائفية الدول الإقليمية الراعية لهذه الطائفة أو تلك والهادفة إلى تفكيك وإضعاف الدولة العراقية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. ولهذا نرى الدولة العراقية تقبع في أزمات سياسية وأمنية واقتصادية منذ العام 2003.

ولذلك، لايمكن لصانع القرار العراقي أن يصلح الوضع السياسي للعملية السياسية ومن ثم إصلاح الوضع العام للدولة العراقية، إلا الخروج من سيطرة وهيمنة الدائرة الاقليمية بمشروع وطني حقيقي يأخذ مصلحة العراق الداخلية والإقليمية بنظر الاعتبار، وليس النقيض (أن يأخذ مصلحة الدول الإقليمية في العراق وتحقيق مصالحها واهدافها التوسعية على حساب العراق فإذا أدرك صانع القرار العراقي والقوى السياسية هذا الأمر وعملوا على مشروع وطني وفق رؤية بناء الدولة والإدارة الحكيمة للأزمات والحكم المتوازن القائم على مشروع المصالحة الوطنية الحقيقية الذي ينسجم مع دولة المواطنة والمهنية في اتخاذ القرارات وسياسة ادارة مؤسسات الدولة اعتمادا على مفهوم بناء الدولة بشكل حضاري وإنساني ووطني فوق كل الميول والاعتبارات الحزبية والطائفية، ومشروع عابر للطائفية والمحاصصة، بما يتناسب مع مصلحة العراق الإقليمية والدولية، حينها يمكن أن يكون الإصلاح في العراق إصلاحا حقيقيا، نابعا من رؤى وإجماع وطني داخلي، ومن الممكن أن يحرك العملية السياسية ويدفع بها بالاتجاه الصحيح. وعليه، هل إن صانع القرار العراقي قادر على بلورة الإصلاحات وفق الرؤى الوطنية والمصلحة الإقليمية للبلد، أم ستكون الإرادة الإقليمية والمحاصصة الطائفية والحزبية متحكمة في الإصلاح؟.

تزال القوى الاقليمية تفرض سيطرتها السياسية بل العسكرية عبر اذرعها واجنداتها الموجودة في العراق وتكمن في ولاءات قادة وسياسيون لجهات خارجية بعد ان شهد العراق حربا ضد داعش واقتضت المصلحة الاقليمية بالتدخلات العسكرية الاقليمية والخارجية . وما تشهده الساحة السياسية اليوم من تنافسات ونتائج انتخابية ودعوات محمومة في الإصلاح الداخلي فالعامل الإقليمي والخارجي ليس بمعزل عن هذه الاحداث والمتغيرات وكل الاطراف الخارجية تسعى الى تحقيق اهدافها وأن تكون الإصلاحات متماشية مع مصالحه"، بغض النظر عن المصلحة الوطنية للعراق، بمعنى أن صناعة القرار العراقي في مفهوم الإصلاح لابد أن يتماشى مع الرؤى الإقليمية المتصارعة، ويحقق نوعا من التوازن الإقليمي .وإتاحة الفرص والحريات ودور أكبر للاقليات والقوميات والفئات الأخرى التي تشعر بالتغييب والتهميش في المشاركة الحقيقية في السلطة وفق المنظور العام للمصلحة الوطنية ومقتضيات المصلحة الاقليمية دون المساس في استقلالية العراق واستراتيجيته الوطنية.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يوسف رشيد حسين الزهيري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/20



كتابة تعليق لموضوع : المشهد العراقي بين صناعة القرار والنفوذ الإقليمي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net