صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

من أدب فتوى الدفاع المقدسة..  ( في بابك شهيد )
علي حسين الخباز

لكل انسان مواقف يغزل خيوطها مع ناسه وأهله، ومواقف صديقي الشهيد الراقد في هذا التابوت كبيرة يا سيدي، احمل نبضه حيا في خاطري، مقاتل على سواتر الشرف يحلم أن أحمله شهيدا اليك يزور، وها هو على أعتاب حضرتك يا مولاي يا أبا الفضل استحلفك بالله عليك، بعزة اختك زينب، ارفع كفيك بالدعاء، وأن تشفع له بالرضى والنعيم .
 ها هو من بصم بيقظته لحظات الوداع، كان صديقي الشهيد رزاق محتون الراجحي، من ابطال الانتفاضة الشعبانية في عام 1991 في ميسان كان يحب دائماً ان يستذكر تلك المواقف الحامية التي عاشها أيام المواجهة، يرويها لنا وهو على سواتر العز والشرف وهو يواصل السيرة بذاتها، كان صديقي رزاق شمسا حقيقية توهجت في الجبهة، وعند حياطين الصد، قرى ومدن تفوح بنهارات الموت، ونهارات معطلة بسبب مراصد الموت وقناصة لا يشبعون من اقتناص ضحاياهم ويطمعون في المزيد، وبيوت القرى المهجورة أشبه بالمقابر وهو يحلم بالمحبة والسلام.
 يسألني: متى ستحرر تلك القرى، ليعود الناس الى بيوتهم، نعم سيدي يا أبا الفضل العباس، أقدم اليك صديقي الشهيد رزاق محتون وأنا أتذكر ما عانى بعد الانتفاضة الشعبانية من سجن وتعذيب وحكم مدى الحياة ولم يرجع الى مدينته العمار من اجل منصب تم تهيئته له ولا من أجل جاه قد يحول بينه وبين خدمة المجتمع بصورته المرسومة في رأسه، كان يدرك منذ طفولته انه يلبي نداء الفداء المبارك، التي لم تكن صورته ولا احداثه واضحة، لكنه يدرك تماما انه مثلما تصدى لأنظمة الجور والطغيان سيعود هذا الطغيان بثوب آخر أو بوجه آخر يجيئنا بأحلامه المريضة ولابد لقيادة المرجعية ان تحمل شعار أئمة الخير، وتدافع عن كيان الدين والعرض، دائرته الوظيفية يا سيدي منعت التحاقه للحشد واعتبرته غائبا، كانت أمانيه أكبر من وظيفة وراتب، يمني النفس يا مولاي يا أبا الفضل العباس بالنصر أو الشهادة، والسبيل لديه تحقيق مرضاة الله، لقد أخذت روحه بالبحث عن الفراديس المتنورة بمحبتكم يامولاي، يقول:ـ ليتني حضرت الطف لأقاتل تحت راية مولاي العباس.. ها هو جاءك اليوم شهيدا، وترك في خيام أهل القيم ستة براعم، كلهم يتأملون قربة جودك بالدعاء والشفاعة.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/29



كتابة تعليق لموضوع : من أدب فتوى الدفاع المقدسة..  ( في بابك شهيد )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net