صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

الناس غيرآمنين على انفسهم وحرياتهم
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بين اعتقال ناشط مدني وضرب تظاهرة سلمية نسمع عن اعتداء اخر مخيف من قبل جماعة مجهولة باختطاف مواطن لا ذنب له سوى مشاركته بفعاليات الشان العام، والاكثر رعبا الاغتيالا ت المستمرة، تظهر التراجع الصارخ للحريات العامة.
لم يعد القانون يشكل رادعا للمتجاوزين عليه ولمنتهكيه ولا للخارجين عن احكامه، والمفارقة ان بعضهم مسؤولين في الدولة يجاهرون بارتكاباتهم، بل اكثر من ذلك يوثقونها ويوزعونها على وسائل الاعلام وتبث على وسائل التواصل الاجتماعي مثلما حدث للطلبة في كربلاء، وذلك لااثارة الخوف وتكميم  الافواه وفي تحد للحكومة وباسمها، وهي التي تبذل جهدا ليس بالقليل للحفاظ على القانون والتقيد باحكامه. والاكثر مرارة وقهرا للناس يعتبر ذلك انتصارا للعدالة وانفاذا للقانون في عرفهم الذي لم يعد هو القانون الذي عرفه الناس.
في كل الدول التي لديها مؤسسات دستورية لا احد يتجرأ على التفاخر والتباهي بالانتهاكات وعرض افعاله الشنيعة على الملاء ويحاول لفلفتها ويقدم عليها في السر وليس في العلن خشية من ضمير صاح وتراكم للغضب الشعبي الذي قد يتفجر في اي لحظة لانه لكل رعب وخوف نهاية.
في الايام القليلة الماضية، اعتقلت السلطات الامنية في كربلاء 16 متظاهرا يحتجون على انهيار المنظومة الكهربائية وهي تظاهرات شملت انحاء مختلفة من البلاد ولم تقتصر على مدينتهم، من ضيم الحر الشديد والوعود الكاذبة باصلاح وتوفير التيار الكهربائي.
قبل ذلك تم اختطاف الناشط المدني في ذي قار فرج البديري ومن سنوات جلال الشحماني ولم تدلي السلطات الامنية بمعلومات عن اوضاعهم وتكشف المليشيات التي كانت وراء الاختطاف، الى جانب المغدورين الذين تلقى جثثهم في الاماكن العامة.
ان هذه الظواهر تنذر وتدلل على انهيار كبير في الامن والاستقرار النسبي له الذي نعمت به البلاد.. وهو ماشجع عصابات ومافيات ترتكب جرائمها في وضح النهار وعلى مسمع من القوات الامنية، فظهرت عاجزة عن تعقب الجناة وحالتهم الى القضاء.
والامر من ذلك ان بعضا من هذا الدم المسفوح يشار الى السافحين بالبنان من دون ان تحرك الدعاوى ضدهم ويعامل مقترفيه بحزم، مما حفز ويحفز على ان ياخذ كل مواطن امره بيده..
ان ما يجري هو عين الفوضى لغياب دور المؤسسات الحافظة لهيبة السلطة وتعطل اعمال القوانين، التي تواجه تحالفا غير مقدس بين القوى الفاسدة والمافيات الاجرامية والقوى المتطرفة المسلحة وهذه نتاجات طبيعة لنظام المحاصصة والاثنية، على ما يبدو حتى هذا النظام المتخلف عما يبنى في العالم لم يعد يلبي مصالح الفاسدين، واغضبهم تملل المواطنين في الانتخابات ضدهم، حتى بدء هؤلاء بحملة جديدة لاسقاط ما تبقى من هيبة الحكومة وادائها لمهامها على كل الصعد لفرض ارادتهم.
ان هذه الفترة خطرة بسبب الصراعات والشد والجذب بين القوى السياسية على اعادة اقتسام المغانم والامتيازات السلطوية وبقاء النظام على حاله مما يؤدي الى تعميق الازمة الشاملة، فليس من سبيل غير الالتفات الى رغبات الناس في الاصلاح وتغيير النهج الخاطىء الذي عبروا عنه واعطوا مؤشرات قوية في الانتخابات على ضرورة بناء عملية سياسية جديدة وتحقق الامن والاستقرار.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/03



كتابة تعليق لموضوع : الناس غيرآمنين على انفسهم وحرياتهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net