صفحة الكاتب : جاسم الصافي

ثقافة (البلنكو ) في قناة السومرية
جاسم الصافي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الثقافة الشعبية أو الشفاهي أو ثقافة المحكات وهي تلك اللغة الوسطية الملغمة بالحكايات والإشارات والأمثال والأشعار الشعبية المساعدة في عملية التوصيل كونها اقرب للفهم أو هي فهما متداولا سهلا وهذا ما جعل تلك الثقافة لها احتدام اجتماعي وسياسي لكونها متناقل سهل بين الأفراد وبين صراعاتهم .

وقد برز الشعر قديما وحديثا كونه اللغة المختزلة والأسهل في الحفظ والتداول وفي عصرنا هذا نجد أن اللغة الشعبية تحمل نموا سريع لهذا فهي تلقى رواجا اكبر من غيرها من الوسائل المتقدمة والمتطورة ، كون اللغة الشعبية تجد فيها التجدد والاختزال في معطيات مع الواقع وخصوصا أنها تنحصر في نشاطها بين أضلاع المثلث المحرم ( السياسة ، الدين ، الجنس ) فهو يطرح في الوسائل الاخرى بطريقة متعالية على المتلقي أو ملغمة بالألغاز وكون العقل الشرقي متسترا على دواخله دوما ( ازدواجي ) أي يظهر خلاف ما يبطن والعكس صحيح ، فهو يميل لإبقاء هذه الوسيلة حية حتى يومنا هذا كما أن السياسة كانت وما تزال دائما لصيقة بتلك الثقافة والأصح هي المحتكر والراعي الوحيد لها لهذا كانت المؤثر والمتأثر الأكثر فيها وبها ، مما نجدها متغيرة ومتحولة في النقد والمدح معا الى درجة أن كثير من مفرداتها انقرض فهي تحتاج الى التجدد أو هي في وجودها مجاورة ومغازلة للغة السياسية ، ومع هذا أخذت هذه اللغة لنفسها طابعا معرفيا منزويا يبتعد بعض الشيء عن السياسة لتبقى في حيويتها مروية على اللسن، ولا ننسى أن التطور اللغوي الشعبي استمد بنيته من تطور المعلوماتية الالكترونية ( السمعي والمرئي ) مما شكل له بنية ثقافية مزدوجة مع تعدد الأنماط الثقافية القادمة والمتراكبة الى داخلها ، لتكون بذلك ثقافة سلعية تعتمد في وجودها على الغلبة التسويقية كما هو حاصل من تسابق في قنواتنا الفضائية الساعية لجر المتلقي للمشاهدة وكذلك المنتديات الشعرية التابعة لجهات سياسية ويشهد على قولنا (أبو كاطع) للحزب الشيوعي قديما (وشعر القادسية) زمن البعث والشعر الاسلاموي هذه الأيام وهو ما شكل تعددا نوعيا في لغتنا الشعبية عند الأفراد تناسبت مع أذواقهم وتمايزهم الطبقية والأخلاقية ، فالمنتج الثقافي ما عاد يعتمد على المثقف أو السياسي فقط بل صار بمقدور إي مبتذل أو تافه أن يصنع ثقافة وقرارا ينافس به الثقافة العلية للمجتمع وهو الخطر الكبير الذي نواجهه اليوم كما تفعل قناة (البلنكو ) إذ ما عادت هناك خصوصية ثقافية بل أصبحت الهوية مجرد تجويف اصطلاحي ملغم بالشكلانية (الموضة) إننا مع الأسف مجتمع نكسب ونفقد ثقافتنا بسرعة كما (الاسفنجة) وهو ما يهدد ذاتنا الإنسانية بالانفجار والتمرد على الواقع في أي وقت وهو استعداد يستجيب له شبابنا وأبناؤنا اليوم ، إذا لا يوجد ثابت اعتقادي ، فكل اعتباراتنا الأخلاقية والعقائدية هي موضة يمكن تغييرها ما يوقع البعض في ارتداد من أو الى الداخل الثقافي إي الانفلات الأخلاقي أو التطرف الفكري  
Alsafe_71_@_yahoo.com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جاسم الصافي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/11



كتابة تعليق لموضوع : ثقافة (البلنكو ) في قناة السومرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net