التصنيف الامريكي للارهاب واثره في العلاقات الدولية...
محمد حسن الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 دأبت الولايات المتحدة الامريكية منذ ثمانينيات القرن المنصرم على اصدار  تصنيفها لمجموعات معينة منتشرة حول العالم على انها جماعات او مجموعات ارهابية وعادة ما يتبع هذا التصنيف اتخاذ اجراءات عملية ذات طابع اقتصادي ومالي ضد المصنفين. التصنيف تصدره عادة وزارة الخارجية الامريكية ضمن ما يعرف بالقائمة السوداء اي قائمة ولائحة المجموعات المصنفة ارهابيا،اما الاجراءات العملية فتقوم بها وزارة الخزانة الامريكية من خلال اصدار حزمة من العقوبات الاقتصادية ضد من يُدرج اسمه على لائحة الارهاب. 
في العقدين الاخيرين حصل تطور هام في عملية التصنيف الامريكي اذ ان نطاقها اتسع ليشمل انظمة سياسية ودول وهذا ما حدث مع كل من العراق وايران وكوريا الشمالية التي وصفها الرئيس الامريكي الاسبق جورج دبليو بوش بمحور الشر.
وبهذا التطور تكون عملية التصنيف قد اتخذت مديات دولية ستنعكس بلا ادنى شك على طبيعة العلاقات الدولية البينية. 
وتتجلى خطورة التصنيف الامريكي بخلقه لازمات داخلية بالنسبة للدول التي تشتمل على مجموعات. او تنظيمات تصفها. امريكا. بكونها ارهابية  ولدينا. ثلاث امثلة حية من منطقتنا . 
فلبنانيا هنالك حزب الله وفاسطينيا. هناك حماس وعراقيا هناك فصائل من الحشد الشعبي.
التصنيف الامريكي للارهاب يجد صداها في داخل تلك الدول بين مؤيد ومعارض لكن حكومات اادول هي من تدفع فاتورة. التصنيف الامريكي خصوصا عندما تكون الاطراف المصنفة امريكيا بالارهاب جزءا من الحكومة.
ان التصنيف الامريكي لايعدو كونه اجراءا احاديا تعمل واشنطن على فرضه على الاخرين بطرق شتى كما ان يفتقر للشرعية الاممية لعدم صدوره عن منظمة الامم المتحدة ويخالف ميثاقها لانه يعد تدخلا سافرا بالشؤون الداخلية للدول الاعضاء. في الامم المتحدة ويعرض سيادتها للخطر. بخاصة عندما  تضغط. الولايات المتحدة على الحكومات لتنفيذ اجراءاتها العقابية بحق مواطني تلك الدول او كينات سياسية مسلحة وللحديث تتمة.

الموضوع السابق نساء اليوم والأمس!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat