صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

حين غاب عنا شكل الدجاجة!
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وبينما كانت الأيدي الصغيرة والكبيرة تمتد لتغيّر خلق الله ,إنطفأت الأنوار فجأة ,وهو مايعني إنقطاع التيار الكهربائي عن الحي السكني بأكمله ,كان أفراد الأسرة يأكلون ,ويحصلون على قطع اللحم الأبيض في حياء وخفر,وربما لم تمتد يد الى فخذ الدجاجة إحتراما لكبار القوم,ويمكن للصغار أن يتناوشوا الرقبة وجناحي الدجاجة,والصدر,ومؤخرتها الدسمة التي لطالما إستهوت الدلوعة الصغيرة.
حين إنطفات الأنوار بدا كل شئ مختلفا ,فالظلام لايسمح بمعرفة التفاصيل ,وكأنها ثورة عربية لإسقاط نظام جعل من شعبه مجموعات من الدجاج المنكفئ على ذاته, وتغير سلوك الأكيلة وكأنهم بلطجية الحزب الحاكم في ميدان الطعام,وحتى يسقط النظام,فهل نجحت الثورة؟ليتحول جسد الدجاجة الى حال يشبه تماما حال كل زعيم عربي تحيط به هتافات الجماهير وتمزق طبلة أذنه؟ لم تعد من حرمة لكبير ,وماعاد الصغار صغارا في ظل إنقطاع الكهرباء, لأنهم نهشوا الجسد الغض, وتركوا العظام بعد عودة الكهرباء الى حال كأنها مقبرة في كمبوديا لضحايا الخمير الحمر.
غاب عنا شكل الدجاجة حين غابت الكهرباء! لكن.. هناك أمور أكثر أهمية ,من الدجاج نحتاج الى الكهرباء لنعيشها,فهذه الغانية تتصرف معنا بقسوة متناهية وتتواطأ مع المسؤولين لتؤذينا ,وتمنع عنا الراحة في زمن لاراحة فيه.
المستشفيات لتقدم العلاج والصحة تحتاج الكهرباء,والمياه لتصل تحتاجها ,والنور ليضئ لنا ليل مصائبنا كذلك,ومحطات تعبئة الوقود والمستودعات الخاصة والمنشآت الصناعية وسواها من مؤسسات ودوائر خدمية,كلها بحاجة للإقتران بالحسناء كهرباء.
ومن دونها لاحياة تستقيم ولا هناء يدوم,وحتى مع وجود مولدات تزودنا بالطاقة مقابل ثمن ,فإن تلك المولدات لاتملك القدرة على تشغيل برادات الهواء والماء وحفظ الاطعمة عدا عن إستحالة تشغيل المكيفات في البيوت,وإذا كانت المولدات تملك قدرة التوليد فلسنا نمتلك قدرة الدفع لأصحابها الاجلاء.
قلنا مرارا وتكرارا,إن الطاقة الكهربائية أصبحت العامل الأول في تحديد إمكانية التقدم في مشاريع التنمية,والإعمار وإنجاز مشاريع البنى التحتية ووصار الحديث عن هذه التوصيفات غير ذي قيمة مادام أحد من مسؤولي الدولة العراقية لايمتلك الإلهام لإيجاد حلول ناجعة في سبيل التخلص من هذه المشكلة الراتبة التي حطمت مشاعر الناس ولأصابتهم بإحباط لانظير له.
هل من حل في هذا الصيف؟
لاحل!
hadeejalu@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/14



كتابة تعليق لموضوع : حين غاب عنا شكل الدجاجة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net