صفحة الكاتب : محمد علي المعموري

" النجف الاشرف وحوزتها " موسوعة علمية بحثية لمؤلفها الدكتور عبد الهادي الحكيم نظرة في الكتاب الاول
محمد علي المعموري

هي بغية الطالب ومنال الباحث تلك الموسوعة العلمية البحثية التي استعرض فيها مؤلفها الدكتور عبد الهادي الحكيم دُررا من تاريخ الحوزة العلمية والمدينة المقدسة وشخوصها العلمية بأسلوب امتاز به الباحث الفاضل من بيان جزل يداعب العقول بأفانين ألفاظه ومتعة إحكامه وما على القارئ الى الاطلاع على مقدمة الكتاب الأول ليرى كيف انقادت الكلمات تحت يراعه كسمفونية موسيقية شعرية متناقمة طربت لها شغاف القلوب وتغنت بنطقها الألسن والشفاه .
 
  خذ مثلا هاتيك المقاطع وما جاءت فيها من تضمين احْبُك مع المراد احباكا بجرس شعري أخاذ ( في صباحات النجف الاشرف ، يستيقظ قبل الجسد الطالب عقله ، وفي مساءاتها ، يتلو قبل لسان العابد قلبه ، ومابين هذا وذاك يشتعل الجسد بلسع ظهيرة حارق ، تزيده شدة على شدته ، دوامة غبار في سمائها ، لافكاك من ذراته المتراكمة على بعضها ، إلا ان تكون في العين قذى ، وفي الصدر غصة ، وحشرجة ( ..... ) ومع ذلك كله يعشق الوافد من أرض الله المعشبة الجميلة الوارفة الظلال نجفه القاحلة المغبّرة ، حتى ليتغزل بها ويهيم ... ).
وخذ مثلا آخر : ( في اسحار النجف الاشرف ، يتحرق الواله كي لا تفارق روحه طيلة حياته روحها ، ويستميت الواله كي لا يباين بعد موته أرضها ( ... ) في جوار حضرة أمير المؤمنين عليه السلام يستدعي الباحث عن الحقيقة ، العدل ، والقسط ، والحق والانصاف من سيرته وتاريخه يوم قال (صلى الله عليه واله وسلم ) "علي مع الحق والحق مع علي .... حتى كأن لمجاورة إمام المتقين قوة استلهام تاريخ متجذر موصول بماضٍ من عصر التشريع حي ، وقدرة استشفاف نصاعة مستوحاة من نور الوحي المبين ومن إشراقة البيان الكريم وضاءة (... ) ( مدينة عمرجامعتها الدينية أكثر من الف عام ، احتضنت لغة القرآن وعلومه ، والمنظومة المعرفية وآدابها ، وجزالة بلاغتها وفصاحتها ، وأصالة أبجديتها وتراكيبها ، وطبقات جرسها ونغمها ، فصانتها من حملات التتريك والتذويب ... ) وهكذا يصف الباحث الشاعر مااختزنته روحه على مدينة النجف الاشرف الى ان يختم بالقول ( ان مدينة تمتلك كل هذا  الغنى المعرفي ، لجديرة بأن تُستلهَم روحها ، وتُشحَذ ذاكرتها ، كي تبوح بمكنوناتها ، وتكشف المخبوء من ماضيها وحاضرها ، اسبابا وعلل ودوافع ، وهو ما سأحاول التطرق اليه في كتابتي عن هذه الموسوعة الموسومة ( النجف الأشرف وحوزتها ) .
 
إذن ( النجف الأشرف وحوزتها ) هو موسوعة من سبعة كتب حتى ألان طبع منها ستة ، تكفلت ( دار الكفيل ) بطبعة لطيفة قشيبة من القطع الوزيري بأكثر من 600 صفحة للكتاب الاول .
 
الكتاب الاول والمعنون بـ ( النجف الاشرف وحوزتها المكان والمكين . معالم المكان ، البيئة العربية الحاضنة ، تبادل التأثر والتأثير بين البيئة وحوزتها ) ويتحدث مؤلفه  الحكيم عن هذا الكتاب تحديدا قائلاً : حاولت ان اقف فيه على ما امتازت به حوزة النجف الأشرف عن غيرها من الحوزات الاخرى المنتشرة في شرف الأرض وغربها من سمات جعلتها أقرب إلى لغة التشريع الأسلامي فخصتها في أعم الأوقات وأغلبها بمسك زمام المرجعية الدينية العليا لأتباع أهل البيت ع منذ ألف عام . 
 
ويضيف مؤلف الكتاب " تقاسم الباب الاول الموسوم : ( النجف الاشرف ، تأريخا ، وجغرافية ، وعتبة مقدسة ، وعمقا حضاريا، وذائقة شعرية ) فصولا أربعة ، تناول الفصل الأول منه بمباحثه المتعددة موضوع ( نجف الحوزة : المكان ومعالمه ، بيئته العربية الحاضنة ) وتناول الفصل الثاني منه بمباحثه موضوع ( الحضرة العلوية المطهرة : بركاتها وفيوضاتها . والمعالم الشريفة الأخرى في النجف الأشرف ) .
 
أما الفصل الثالث فقد تناول بمباحثه موضوع ( العمق الحضاري والأرضية الثقافية للبيئة العربية الحاضنة ) مستعرضا في المبحث الأول الموسوم ( العمق الحضاري للنجف الأشرف قبل الاسلام وبعده ) بمطلبيه : وراثة النجف لمدرسة الحيرة قبل الإسلام ، فوراثتها لمدرسة الكوفة بعد الاسلام . ثم مستعرضا في المبحث الثاني الموسوم ( الأرضية الثقافية للبيئة الحاضنة : المكتبات والدوريات نموذجا  ) بمطلبه الأول: كثرة مكتبات النجف الأشرف العامة والخاصة وبمطلبه الثاني : كثرة الدوريات الصادرة في النجف الأشرف قبل سقوط النظام البائد وبعده .
 
 في حين استعرض الفصل الرابع وهو الأخير بمبحثيه قضية ( الذائقة الشعرية العربية للبيئة الحاضنة ) متناولا بمبحثه الأول ( ولع النجفيين بآداب اللغة العربية بشكل عام ، وبالشعر منها بشكل خاص ) ومتناولا بمبحثه الثاني ( عوامل وأسباب نشاط الحركة الادبية والشعرية منها بشكل خاص في النجف الأشرف ) .
 
وفي ما يتعلق بخارطة الباب الثاني تحدث المؤلف انه تناول بفصوله الثلاثة موضوع ( تبادل التأثر والتأثير بين البيئة العربية الحاضنة وحوزتها ) مفصلا في ذلك بالقول : تعرض الفصل الاول منه لموضوع ( الحوزة والشعر العربي ) وتناول الفصل الثاني منه موضوع ( دور الحوزة في حفظ وحراسة اللغة العربية ) وتخصص الفصل الثالث منه بموضوع ( دور الحوزة في ريادة وتطوير علوم اللغة العربية ) .
وفي ختام استعراض خارطة مؤلفه الموسوعي هذا اشار صاحب التأليف الدكتور الحكيم الى سعيه لارداف الكتاب هذا بكتب اخرى لاحقة " متناولا اياها من زوايا عدة حددتها خطة بحثي التفصيلية ، آملاً أن أنتهي من كتابتها – وقد شرعت بها – في وقت ليس بالبعيد .
 
وعن ما واجهه من صعوبات واجهته في كتابة بحثه قال: " قلة الدراسات السابقة التي سعت لأن تبحث عن سر هذا التميز في حوزة النجف الأشرف في حوزة النجف الأشرف  وأن يقف على الأسباب والظروف التي جعلت حوزة النجف الأشرف تتبوأ على مدى وقرون مركز الصدارة بين حوزات علمية عديدة منتشرة في شرق الأرض وغربها .
واذ قال الكاتب ( قلة الدراسات التي وقفت على سر تميز حوزة النجف عن نظيراتها ) فالحقيقة تقول أنه لم يسبقه باحث سابق في الوقوف على سر هذا التميز مما يعطي الكتاب جدة غير مسبوقة وأرضه بكرا لم تحرث من قبل .
 
واضاف " ومما زاد الأمر تعقيدا عليّ ظرف الكتابة المشتبك مع ظرف مصاحب ، قدر لي فيه أن أتصدى للترشيح لعضوية مجلس النواب العراقي في الانتخابات النيابية العامة التي جرت في عام 2010 م – 2011م ، ثم في 2014م-2018 م نائبا عن محافظة النجف الاشرف وما يقتضيه ذلك الترشيح ، ومن ثم الفوز بعضوية مجلس النواب العراقي لدورتين متتاليتين من مشاغل وأمور تقف حائلاً بيني وبين التفرغ لإتمام ما شرعت به من بحث وكتابة وتأليف .
 
هذا ولم يغفل الباحث توجيه الشكر والامتنان لكل من قدم العون والمساعدة في اتمام بحثه خاصا بالذكر مكاتب المراجع العظام والعتبة العلوية المقدسة .
 
وبعد هذه الرحلة المنتجة في دهاليز وابواب هذا المؤلف القيّم وما سلط فيه مؤلفه من ضوء بل اضواء على  جزئيات لم تفيها البحوث السابقة حقها او كشفا لدقائق لم يتم الحديث عنها - من تناول موضوعة الحوزة العلمية – وقد اوفاها المؤلف بيراعه الفذ بحثا وتنقيبا حيث يُعد في طرحه إضافة نوعية لكل باحث ومهتم بشؤون النجف الاشرف وجامعتها الدينية العريقة ولنا قراءة اخرى في الكتاب الثاني المعنون بــ ( النجف الأشرف وحوزتها النظام الدراسي ، طلابه ومدارسه ، مراحله ومناهجه ، ايجابياته وسلبياته ) قريبا ان شاء الله تعالى .  
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي المعموري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/27



كتابة تعليق لموضوع : " النجف الاشرف وحوزتها " موسوعة علمية بحثية لمؤلفها الدكتور عبد الهادي الحكيم نظرة في الكتاب الاول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net