مركل تربط مصير الاتحاد الأوروبي بحسم «تحديات مسألة الهجرة»

حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل من أن مستقبل أوروبا بات على المحك في أزمة الهجرة، لافتة إلى أن «كثيراً من التحديات المرتبطة بالمسألة قد يقرر مصير الاتحاد الأوروبي».


وجاء هذا التحذير فيما طغت على القمة الأوروبية المنعقدة في بروكسيل أمس صعوبات إيجاد حلول لمشكلة الهجرة التي تحولت إلى أزمة سياسية داخل دول الاتحاد الأوروبي.

ودرس قادة هذه الدول أفكاراً في مسعى إلى صوغ مقاربة مشتركة من دون الخوض في تفاصيل الحلول.

وهددت إيطاليا بمنع تبني نص مشترك في القمة اذا لم تنل تضامن الدول الأخرى في الاتحاد في مواجهة تحدي الهجرة الذي يحكم «مصير» أوروبا.

وطغت هذه الأزمة على كل ملفات القمة، وذكر ديبلوماسي رفيع المستوى إن الهجرة تحولت «أزمة سياسية لأنها تثير حساسية شديدة لدى الرأي العام»، تتجسد من خلال وصول تيارات شعبوية ويمينية متشددة إلى الحكم في دول أوروبية، مثل النمسا وإيطاليا. وحذر رئيس المجلس الأوروبي، رئيس القمة دونالد تاسك، من عواقب فشل الاتحاد في حماية حدوده الخارجية وإدارة تدفق الهجرة غير الشرعية. وقال: «إذا لم نتمكن من حماية الحدود الخارجية وإقامة منصة الرسو (بالنسبة إلى زوارق الوافدين) سيؤول الوضع إلى فوضى وتشديد إغلاق الحدود والمعابر بين دول الاتحاد، وتصاعد التوتر بين هذه الدول». وحذر توسك من أن «الجدل حول موجات الهجرة يزداد حدة»، مبدياً مخاوفه من أن يمنح عدم التوصل الى حل «مزيداً من الحجج» لحركات شعبوية تبدي «ميلاً واضحاً الى التسلط».

وأوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الاتحاد يعيش أزمة الهجرة منذ عام 2015 متسائلاً عن أولويات الحل. وقال إن «فرنسا تفضل الحل الأوروبي الجماعي على حساب الحل الوطني، من خلال التعاون مع الأطراف الخارجيين، وحماية الحدود الخارجية، وصيانة معاهدة شينغن حول حرية تنقل الأشخاص وتعديل قانون دبلن» الخاص باللجوء.

وتؤكد إحصاءات أوروبية انخفاض وتيرة تدفق النازحين بنسبة 96 في المئة وكانت بلغت أقصاها في 2015.

إلى ذلك، وفي كلمة أمام مجلس النواب الألماني قالت مركل إن «أوروبا تواجه كثيراً من التحديات لكن تلك المرتبطة بمسألة الهجرة قد تقرر مصير الاتحاد الأوروبي». ودعت إلى حلول «متعددة الطرف» بدل اتباع دول أعضاء في الاتحاد نهجاً «أحادياً». وحذرت من خطورة «أن تفقد أوروبا قيمتها إذا اضطرت لاختيار الجانب الأمني والنهج الأحادي في مواجهة قضية اللاجئين». ولاحظت أن أموراً كثيرة «باتت على المحك».

وأكدت غالبية الدول الأعضاء في الاتحاد وجوب تعديل قانون دبلن الذي يقضي بتسجيل طلب اللجوء في أول بلد يصل إليه المهاجر وهو غالباً ما يكون اليونان أو إيطاليا. وقال رئيس الوزراء الإرلندي ليو فاراداكار: «تحولت أزمة الهجرة إلى أزمة سياسية واستفادت منها التيارات الشعبوية مثلما هو الشأن في إيطاليا». ودعا إلى «التضامن مع إيطاليا من خلال المشاركة في تخفيف عبء على كاهلها، وتعزيز حماية الحدود الخارجية، والتعاون مع دول المصدر والعبور». وعرضت منظمة الهجرة الدولية والمفوضية السامية للاجئين في رسالة إلى القمة، استعداداً للتعاون من أجل «إقامة منصات إقليمية» تمكّن من بحث طلبات اللجوء وإعادة توطين المهاجرين لأسباب اقتصادية.

وركزت الجلسة الأولى في القمة على مسائل الدفاع الأوروبي، إذ أقر قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قوائم مشاريع التطوير العسكرية المشتركة بين عدد من هذه الدول، وصندوق الدفاع المشترك، و «آلية التعاون الدائمة» بين دول الاتحاد لتنفيذ عمليات عسكرية تتوافق مع مقتضيات القانون الدولي.

وحضر الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ مداولات القمة حول قضايا الدفاع الأوروبية، وذكَّر بالدعم الذي يقدمه أسطول الحلف في بحر إيجه لضمان تنفيذ اتفاق وقف الهجرة غير الشرعية بين تركيا والاتحاد الأوروبي. كما يدعم الحلف أسطول عملية «صوفيا» الأوروبي لمواجهة شبكات تهريب البشر من ليبيا. وقال ستولتنبرغ أن الاتحاد والحلف يبحثان الآن في تبديد الصعوبات التي قد تقيد سهولة انسياب تنقل القوات الأطلسية عبر الموانئ والمدن الأوروبية. وينتظر أن يوقع الجانبان إعلاناً ثانياً على هامش قمة الحلف الأطلسي في 11 و12 تموز (يوليو) المقبل في بروكسيل. ونبَّه ستولتنبرغ إلى عواقب الهوة المتسعة بين الولايات المتحدة والاتحاد، وقال: «أوروبا وأميركا الشمالية في حاجة إلى بعضهما بعضاً خصوصاً اليوم لمواجهة التحديات الطارئة». وتناولت القمة الأوروبية أمس الخلافات التجارية مع الولايات المتحدة، وأكد الرئيس الفرنسي أهمية «صيانة الاستقلال التجاري» للاتحاد الأوروبي وإصلاح منظمة التجارة العالمية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/28



كتابة تعليق لموضوع : مركل تربط مصير الاتحاد الأوروبي بحسم «تحديات مسألة الهجرة»
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net