صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تأملات في القران الكريم ح393 سورة الرحمن الشريفة
حيدر الحد راوي

للسورة الشريفة فضائل وخصائص كثيرة , منها ما جاء في كتاب ثواب الاعمال عن الصادق عليه السلام : من قرأ سورة الرحمن فقال عند كل فبأى آلاء ربكما تكذبان لا بشئ من آلائك رب اكذب فان قرأها ليلا ثم مات مات شهيدا وإن قرأها نهارا ثم مات مات شهيدا .

ومنها ايضا انها لا تقر في قلب منافق , وان لكل شيء عروس وعروس القرآن هذه السورة الشريفة كما افادت بعض الاحاديث الشريفة .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الرَّحْمَنُ{1}

استهلت السورة الشريفة بذكر احد اشرف الاسماء الحسنى , فقد ورد في الاحاديث ان له فضلا شريفا , وعجائب وخواص غريبة , كما وانه خالصا لله تعالى فلا يجوز ان يتسمى به الناس . 

 

عَلَّمَ الْقُرْآنَ{2}

تستمر الآية الكريمة (  عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) , يسر تعلم وفهم القرآن الكريم لبني البشر او لكل مخلوق عاقل , على بعض الآراء .

 

خَلَقَ الْإِنسَانَ{3}

تضيف الآية الكريمة (  خَلَقَ الْإِنسَانَ ) , جنس هذا المخلوق .  

 

عَلَّمَهُ الْبَيَانَ{4}

تستمر الآية الكريمة (  عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) , يختلف المفسرون في تفسير (  الْبَيَانَ ) , فمنهم من يرى : 

  1. البيان بمعنى النطق , يذهب الى مثل هذا الرأي السيوطي في تفسيره الجلالين .
  2. البيان عما في نفسه وما يختلجه من خواطر وافكار ... الخ .
  3. عن الامام الصادق عليه السلام البيان الاسم الاعظم الذي علم به كل شيء . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
  4. البيان هو الطاقات والقدرات العقلية , التي تمكنه من الفهم والحفظ والادراك ... الخ .

 

الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ{5}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ) , يجريان بشكل متعاقب في بروجيهما ومنازلهما , بشكل متقن , لا يضطرب , وبهذا الجريان تنسق امور الكائنات وتختلف الفصول ويتعاقب الليل والنهار ويعلم حساب الشهور والسنين .

 

وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ{6}

تستمر الآية الكريمة (  وَالنَّجْمُ ) , يختلف المفسرون في  (  وَالنَّجْمُ ) , فمنهم من يرى انه النبات الذي ينجم من الارض ولا ساق له , واخرون يرون انها نجوم السماء , (  وَالشَّجَرُ ) , وهو النبات الذي له ساق , (  يَسْجُدَانِ ) , ينقادان يخضعان لما يراد منهما وبهما , او مسخران لمصالح ومنافع معينة .    

 

وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ{7}

تضيف الآية الكريمة (  وَالسَّمَاء رَفَعَهَا ) , وجعل الباري جل وعلا السماء مرفوعة مرتفعة محلا ومنزلة , لآنها منشأ القضاء ومتنزل الاحكام , ومحل الملائكة , (  وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ) , العدل , وضعه الباري جل وعلا وشرعه لعباده .   

( عنه صلى الله عليه وآله : بالعدل قامت السماوات والارض ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .

 

أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ{8}

تستمر الآية الكريمة (  أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ) , كي لا تعتدوا وتتجاوزوا الانصاف , وكي لا تخونوا من وزنتم .   

 

وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ{9}

تضمنت الآية الكريمة امر ونهي :

  1. الامر (  وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ ) : أقيموا الأوزان بالعدل .
  2. والنهي (  وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ) : نهي عن نقص الموزون .   

ينبغي ان يعلم ان الميزان يشمل جميع موازين العدل والانصاف في سائر معاملات المسلمين .

 

وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ{10}

تستمر الآية الكريمة (  وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ) , اثبتها ودحاها ومهدها  ليستقر عليها الخلق . 

 

فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ{11}

تضيف الآية الكريمة (  فِيهَا فَاكِهَةٌ ) , كافة انواع الفاكهة , ومنها (  وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ) , ذات اوعية يكون منها الثمر .     

 

وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ{12}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  وَالْحَبُّ ) , وفيها ايضا انواعا من الثمر من مختلف صنوف الحبوب , (  ذُو الْعَصْفِ ) , ذو ورق يابس "تبن" , (  وَالرَّيْحَانُ ) , ذات ورق طيب الرائحة . 

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{13}

تضمنت الآية الكريمة استفهام تقرير (  فَبِأَيِّ آلَاء ) , نعم , (  رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) , ايتها المخلوقات العاقلة كالإنس والجن .

( روى الحاكم عن جابر قال قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال مالي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد ) . "تفسير الجلالين للسيوطي" .

 

خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ{14}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  خَلَقَ الْإِنسَانَ ) , ادم , (  مِن صَلْصَالٍ ) , طين يابس تسمع له صلصلة اذا نقر , (  كَالْفَخَّارِ ) , ما طبخ من الطين .     

 

وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ{15}

تستمر الآية الكريمة (  وَخَلَقَ الْجَانَّ ) , ابا الجن , (  مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ ) , من لهب النار الخالص من الدخان .    

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{16}

تقدم الحديث عن الآية الكريمة , لكن ينبغي الاشارة ان لها معنى جديد يترتب على ما سبقها .

 

رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ{17}

تضيف الآية الكريمة (  رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) , يكاد يجمع المفسرون على انهما مشرقي الشتاء والصيف ومغربيهما .    

( عن أمير المؤمنين عليه السلام إنه سئل عن هذه الاية فقال إن مشرق الشتاء على حدة ومشرق الصيف على حدة أما تعرف ذلك من قرب الشمس وبعدها قال وأما قوله رب المشارق والمغارب فإن لها ثلاث مأة وستين برجا تطلع كل يوم من برج وتغيب في آخر فلا تعود إليه إلا من قابل في ذلك اليوم ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" . 

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{18}

تقدم الحديث عن الآية الكريمة .

 

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ{19}

تضيف الآية الكريمة (  مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ) , ارسل البحر العذب والبحر المالح , (  يَلْتَقِيَانِ ) , يتجاوران . 

المالكي في الفصول المهمة عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله * (مرج البحرين يلتقيان) * قال: علي وفاطمة * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) * الحسن والحسين، ورواه صاحب كتاب الدرر . "الإلمام للنويري: 5 / 301، وتذكرة الخواص: 212 " .

( عن سلمان الفارسي وسعيد بن جبير وسفيان الثوري إن البحرين علي وفاطمة عليهما السلام والبرزخ محمد صلى الله عليه وآله واللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين عليهما السلام .  ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .   

( عن الصادق عليه السلام قال علي وفاطمة صلوات الله عليهما بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال الحسن والحسين عليهما السلام ) . "تفسير القمي" .

 

بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ{20}

تستمر الآية الكريمة (  بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ ) , حاجز من قدرته جل وعلا , (  لَّا يَبْغِيَانِ ) , لا يطغي او يبغي احدهما على الاخر بالممازجة فيغير او يبطل خاصيته .    

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{21}

تقدم الحديث عن الآية الكريمة .

 

يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ{22}

تستمر الآية الكريمة (  يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) , كبار اللؤلؤ والدر وصغاره , والمرجان الخرز الاحمر على رأي اخر .   

( عن الصادق عن أبيه عن علي عليهم السلام يخرج منهما قال من ماء السماء ومن ماء البحر فإذا أمطرت فتحت الاصداف أفواهها في البحر فيقع فيها من ماء المطر فتخلق اللالئ الصغيرة من القطرة الصغيرة واللؤلؤة الكبيرة من القطرة الكبيرة ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .   

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{23}

تقدم الحديث عن الآية الكريمة .

 

وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ{24}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  وَلَهُ الْجَوَارِ ) , السفن , (  الْمُنشَآتُ ) , رافعات الشراع , (  كَالْأَعْلَامِ ) , كالجبال الشاهقة .      

 

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{25}

تقدم الحديث عن الآية الكريمة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/29



كتابة تعليق لموضوع : تأملات في القران الكريم ح393 سورة الرحمن الشريفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net