صفحة الكاتب : حسين فرحان

من وراء عرقلة مشروع الحكومة الألكترونية في العراق ?
حسين فرحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعد مشروع الحكومة الألكترونية E-government . أحد أهم عوامل النهوض والتقدم الذي تنشده الدول لتحقيق أقصى درجات الرخاء والرفاهية لشعوبها , وقد شهدت الدول المتقدمة نماذج رائعة للحكومات الالكترونية فأصبحت جزء لايتجزأ من حياة مواطنيها وضرورة من ضرورات تعايشهم وتواصلهم مع المؤسسات والدوائر الحكومية أو غيرها من المؤسسات التي يتعاملون معها , متجاوزين بذلك النظام الورقي القديم وأكداس الأضابير المصفوفة على الرفوف والروتين القاتل للوقت والجهد , بالأضافة الى مايحققه هذا النظام من توفير الحماية للامن القومي للبلاد والسيطرة من خلاله على جميع مفاصل الدولة . وللحديث عن تجربة مشروع الحكومة الالكترونية في العراق ينبغي لنا أن نعرف بعض مايتعلق بالجوانب الفنية له وهل تتوفر الامكانية لجعله مشروعا ناهضا يضاهي المشاريع المماثلة له في الدول الأخرى , كما ينبغي أن نتعرف على ما ستؤول إليه الامور -سلبا أو أيجابا - لو أن الحكومة العراقية قد أطلقت له العنان ووفرت له كل مستلزمات العمل به كنظام عام لأدارة شؤون الوطن و المواطن. فمن الناحية الفنية للمشروع , كل مايلزم هو توفر قاعدة بيانات حقيقية تحتوي على معلومات شاملة ودقيقة لكل مواطن وتحدد حقول استماراتها وفقا لمتطلبات التعامل وتكون ملائمة للنظام العام للبلد ويخصص رقم مدني معتمد محليا ودوليا لكل شخص . ومما يلزم أيضا وجود أجهزة سيرفرات رئيسية تحتوي على سعات خزن كبيرة وتوزيعها مع نسخها الاحتياطية على عدة مدن وذلك لحفظ جميع البيانات واستخدام برامج موثوقة عالميا ومجربة في دول أخرى ومخصصة لهذا الشأن , كذلك توفر شبكة الاتصالات الناقلة للبيانات سلكيا أو لاسلكيا و بتقنيات حديثة كشبكات الكابل الضوئي أو منظومات المايكروويف أو حتى ربطها على شبكة الانترنت . هذه باختصار شديد هي اهم مستلزمات إنشاء هذا المشروع المهم , مع وجود بعض المكملات الاخرى له كضرورة وجود كوادر متخصصة لعمل عليه وتجهيزه بطاقة كهربائية مستمرة وتوفير الحماية لمنشآته وغيرها مما يعد ضرورة من ضرورات الانجاز له كمشروع حيوي مهم , وجميع ما ذكرناه آنفا متوفر وبمتناول يد الحكومة وخصوصا فيمايتعلق بشبكة الاتصالات التي سترتبط بها حواسيب المشروع . ولعل البرامج والانظمة التي تستخدمها شركات الهاتف النقال هي مثال مبسط لمثل هذا المشروع الكبير , فهذه الشركات تقدم الخدمة لزبائنها بطريقة الدفع المسبق وتضمن سرية معلوماتهم وتحافظ على حقوقها من التلاعب والاختراق والسرقة بطرق فنية وأساليب يستحيل معها على المتلاعبين أن يعبثوا بها , وتلك تدعى الموثوقية او أمن المعلومات . فما الذي يؤخر إنجاز مشروع حكومتنا الالكترونية بنحو كامل لغاية الآن ? ومالذي يجعله متجزء بهذا الشكل الذي نراه اليوم في بعض الوزارات دون البعض وفي بعض الدوائر دون البعض الآخر ? ولماذا هذه الانتقائية ? وبالرغم من العمل به بهذا الشكل الجزئي الا أنه لم يتخطى عقدة النظام الورقي وماتزال الاضابير وروتين المراجعات في حر الصيف وبرد الشتاء قائمة لغاية الان , فلاهو نظام ورقي قديم ولا هو مشروع حكومة الكترونية جديد . هنا سترد أسئلة ظاهرها الجهل بالموضوع وباطنها استفهام العالم بالحال : هل من متضرر من قيام مشروع الحكومة الالكترونية ? وهل سيناسب وجود مثل هذا المنجز الاشخاص والجهات التي تعيش على الفوضى ? والفوضى هنا هي ( التزوير , الرشاوى , تعقيب المعاملات , الهيئات الاقتصادية للاحزاب , السماسرة , التهريب , تجارة السلاح والمخدرات , تجارة الأعضاء البشرية , الكمارك والسيطرة النوعية , الضرائب والجباية , الفضائيون , التعيينات , حج المسؤولين وعمرتهم , موازنات المحافظات , المشاريع , العقود , العقارات , الشركات الوهمية , الأمن , صفقات الارهاب والمساومات , السفر والحصانات والانتربول ) وغيرها الكثير مما لا مجال للخوض في تفاصيله . لا أحد متهم بعرقلة هذا المشروع ولكنها أشارة لمن ينتفع بتعطيله , لأن تنفيذه بالطريقة الصحيحة سيجبر الكثير من حيتان الفساد على الاكتفاء بالراتب الشهري وانتظار العلاوات وذلك يعد بالنسبة لهم فتق ما وراءه رتق . .........................


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين فرحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/07



كتابة تعليق لموضوع : من وراء عرقلة مشروع الحكومة الألكترونية في العراق ?
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net