الكنسية ومذابح بغداد (رسالة للسعودية) وليس (رسالة من السعودية)العراق متنفس لصراع الجوار
تقي جاسم صادق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بسم الله الرحمن الرحيم

 
     العراق واحداثه تكشف بان المحيط العربي السني والجوار جعلوا العراق متنفس لصراعاتهم لابعادها عن اراضيهم.. مما جعل بلاد الرافدين ساحة مرعبة للصراع.
 
  فضمن المخططات السرية التي ابرمت بين ( مصر ودول جوار العراق) في اجتماعاتهم الدورية  هو عدم نقل الصراع فيما بينهم لداخل دولهم وجعلها في الاطر الحدود العراقية.. وهذه استراتيجية دولية تعتمدها بعض الدول في مناطق بالعالم لمنع الحروب المباشرة بينها..وتعني جعل دولة محددة تمتاز بانها منطقة وسطى بين دول متصارعة كساحة للصراع لمنع التصادم المباشر بين دول تلك المنطقة مباشرة.. فخلال الحرب الباردة بين السوفيت وامريكا.. لم يحصل اي نقل للصراع الى موسكو او واشنطن من كلا الدولتين.. ولكن حصل الصراع بينهما بالنيابة تنفذها دول المعسكرات الشرقية
 والغربية.. وفي العراق تنفذها الفصائل السياسية والمعارضة والمسلحة داخل العراق.
 
     وكما هو معلوم فان بالسياسية لا يوجد صدف.. بل يوجد تخطيط واعداد وتهيئة مسبقة لما يراد تحقيقة من اي جهة سواء دولية او منظمات او قوى سياسية.
 
       فمصر .. تروج لنفسها هي (القطب السني الاوحد) للعالم الاسلامي السني.. والمتحدث الرسمي باسم السنة بالعالم.. والسعودية بالمقابل كذلك تعتبر نفسها هي (مرجعية السنة بالعالم).. وتريد القاهرة الكل يدور بفلكها ....في حين الرياض تعتبر ذلك تهميش لدورها في المنطقة..  
 
     للذلك احداث بغداد جاء توقيتها متزامنا وبوقت قصير بعد الدعوة السعودية للفصائل العراقية السياسية للاجتماع في العاصمة السعودية الرياض.. مما حرك جهات اقليمية ودولية ليست من مصلحتها هذه الدعوة.. فاقترفت مذبحة كنسية سيدة النجاة.. واستهدفت عشرة احياء شيعية بشكل كاسح.. وقبلها مذبحة مدينة بلدروز الشيعية بعمليات انتحارية وسيارات مفخخة واعدامات جماعية.. 
 
     وهي رسالة شديدة الدموية.. للشعوب العراقية من جهة.. ورسالة سياسية لال سعود والرياض.. الذين دخلوا بقوة بدعوتهم السياسية بالعراق.. مما جعل المحاور الاقليمية وعلى راسها مصر تعمل بالضد منها.. لتعكس صراعا اقليميا بين الرياض والقاهرة.. الذين يتوحدون بالهدف ولكن يختلفون بالاسلوب.. فما تعلنه مصر وما تكشفه التقارير الاخبارية تكشف بان مصر لا تريد ان يبقى شيء للسعودية ولا لغير السعودية بالعراق فسوق العمل بالعراق تريده مصر لملايين المصريين.. والشركات الانشائية والسياحية يراد تسليمها للمصريين كذلك.. 
 
    وهذا ما تعترف به اجندات من وزارء ومسؤولين عراقيين ببغداد والبصرة واربيل بعد لقاءاتهم بمسؤولين مصريين. 
 
     وخاصة ان التقارب الايراني المصري وفتح خطوط طيران بينهما و  ادعاء مصر رفضها لاي هجوم على مفاعلات ايران النووية وليونة ايران بالمطالب المصرية حول تغير تسمية احد شوارع طهران الذي يطلق على احد المعارضين المصريين.. والاعداد لزيارة شيخ الازهر المصري للعراق لترويجه بان وحدة مرجع المسلمين السنة لتهميش المرجعية السعودية.
 
   .كل ذلك تأتي ضمن استراتيجية مصرية لتهميش الدور السعودي والهيمنة والوصاية على العراق. فجاءت الدعوة السعودية بالضد من مصالح القاهرة.. مما تتطلب خلط الاوراق وتوجيه ضربات للمسيحيين والشيعة العراقيين لتصعيد العنف بالعراق لافشال الدعوة السعودية وبنفس الوقت توجيه اصابع الاتهام للرياض في وقت هذه الهجمات هي بالضد من مصلحتها في هذا الوقت بالتحديد.. وتدخل في بمصلحة القاهرة.. التي اوجت فراغا ملئته بوفود مصرية وزارية لبغداد واربيل ..
 
       فهذه الهجمات تدخل في خدمة الاجندة المصرية التي تسعى لاظهار نفسها (داعمة للسنة).. ضمن مخطط لافراغ العراق من اكبر عدد من سكانه تمهيدا لملايين المصريين السنة للعراق والهمينة على اقتصاده وثرواته والسوق الاقتصادية الداخلية فيه.. وكذلك ابعاد الدور السعودي بالعراق.. .. لذلك تهدف مصر بابقاء شباب العراق ورجاله عاطلين ومشغولين بالازمات الداخلية.. ومهجرين بالملايين.. من اجل همينت عمالتها المصرية على السوق العراقية.. لان ليس من مصلحة مصر عودة ملايين العراقيين من الخارج او استيراد عمالة من شرق اسيا وخاصة ان العمالة الاسيوية ارخص من
 العمالة المصرية وخالية من مرض العصر الارهاب في حين العمالة المصرية عامل في نشر التطرف وخلايا القاعدة ونشطة بالجماعات المسلحة في الدول التي تذهب اليها.  
 
  وكذلك تحاول مصر تفعيل دور اجنداتها لتنفيذ مخططها.. في وقت تحتضن الاف من ضباط الحرس الحرس الجمهوري الصدامي السابق ومنهم الحمداني قائد الفرقة الثانية بالحرس الجمهوري في زمن صدام.. وكذلك تحتضن الاف من البعثيين وفتحت اربع معسكرات للبعثيين والمسلحين.. ويقيم على اراضيها عناصر مقربة من القاعدة باعتراف امريكا التي صادرت املاكه فيها مثنى الضاري.. وكذلك تبث من اراضيها قنوات معادية ومتطرفة كقناة الرافدين المقربة من حارث الضاري زعيم هئة علماء السنة.. واغلب الارهابيين الاجانب بالعراق مصريين كما تؤكد التقارير الامنية.. ومنهم زعيم القاعدة
 السابق القتيل ابو ايوب المصري.
 
  علما الاستراتيجية المصرية تعتمد على:
 
1.    نشط المصريين بالجماعات المسلحة السنية التي تستهدف العراق وتعرقل بناءه السياسية.. وبنفس الوقت ..قبلت القاهرة (تملق) القوى الشيعية والسنية والكوردية للمصريين.. فاملت عليهم تمرير ملايين المصريين  للعراق.. وتسليم القطاعات السياحية والانشائية ونسبة من قطاع البترول للمصريين.. في مجال انابيب النفط والانشاءات النفطية.
 
2.    احتضان القاهرة الجماعات السنية والبعثية وتوفير الحاضنة لهم بالقاهرة.. كمثنى الضاري وقائد الفرقة الثانية بالحرس الحمداني وغيرهم.
 
3.    مدت المخابراتالمصرية شبكات من العلاقات مع الجماعات المسلحة السنية وحتى القاعدة بالعراق.
 
4.    تبني استراتيجية ربط العراق بالقاهرة وجعل ادارته تدار من مصر.
 
    في وقت السعودية خطئت عندما لم تتقبل (تملق القوى الشيعية لها).. فلم تستقبل المالكي رئيس الوزراء في قصورها .. عكس القاهرة التي تدعم القوى السياسية والمسلحة التي تستهدف شيعة العراق وبنفس الوقت تتقرب للطبقة السياسية من شيعة السلطة.. وتستقبلهم في منتاجعات مصر.. في وقت شيعة السلطة يتنازلون عن حقوق شيعة العراق.. من اجل بقاءهم بالكراسي وحصولهم على دعم اقليمي.
 
...................
اي تقارب ايراني سعودي.. تعتبره القاهرة خط احمر وتهديد لمخططاتها بالعراق والمنطقة
.........................
 
تقي جاسم صادق
 
 
      

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تقي جاسم صادق

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/08



كتابة تعليق لموضوع : الكنسية ومذابح بغداد (رسالة للسعودية) وليس (رسالة من السعودية)العراق متنفس لصراع الجوار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net