صفحة الكاتب : باسل سلمان

لم يرسل الخشلوك الا قندرة .. فجاءنا الرد بالف مجزرة
باسل سلمان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 اخيرا ا ُجبرت الحذائية الخشلوكية على الاعتراف بالشهرة التي حصدتها داخل العراق و خارجه و النعمة التي حلت على آل خشلوك من تلك القندرة التاريخية المباركة خشلوكيا التي حازت على اعجاب و تقدير الحثالة البعثية تلفيق السامرائي ، فقد فاقت عائدات تلك القندرة المباركة كل ما حصده آل خشلوك من تجارة التتن المغشوش على مدى سنوات طويلة . لكن سماسرة تلك الحذائية طبعا لم و لن يعترفوا بتداعيات ذلك الحدث المشؤوم عراقيا وما ترتب عليه من نتائج كارثية حلت على رؤوس العراقيين المساكين الذين كتب عليهم ان ينحروا فداءا لمغامرات و انفعالات البعثيين الطائشة منذ انقلابهم في 1963 و لحد الان .

 
دخلت قوات الاحتلال و رمت بالعراق بين فكي كماشة الارهاب البعثي في الداخل و التكفيري القادم من الخارج . لكن بعد ان كان عدد المتطوعين من البعثيين و التكفيريين للعمليات الارهابية لا يتجاوز المئات جاءت القندرة الخشلوكية لتبعث الروح في العقول الخاوية الباحثة عن انتصارات مضمونة على اهداف سهلة عسى ان تستعيد تلك العقول ما فقدته من الثقة بنفسها المعتقة في اقبية الهزيمة ، انطلقت الالاف من تلك الاجساد التكفيرية النتنة زرافاتا و وحدانا ملبية نداء القندرة الخشلوكية للاخذ بثار النظام العفلقي المقبور و تحرير العراق من الاحتلال و عملائه و اعادة الحق التاريخي لايتام النظام الصدامي المقبور  .
 
لكن تلك الاجساد البعثية التكفيرية النتنة لم تجد الطريق سهلا للوصول الى العدو و عملائه فاقتنعت بما هو في متناول اليد و ذلك بالتوجه بارهابهم الى المواطنين الابرياء في الاسواق و الدوائر الحكومية و دور العبادة ، فهو طريق آخر للوصول الى نفس الهدف لان اثبات فشل الحكومة في التعامل مع الملف الامني سوف يجبرها على التنحي جانبا و ترك الساحة للطرف الوحيد القادر على التصدي لذلك الملف ، ذلك الطرف هو الارهاب البعثي بقيادة الشمبانزي المطلك بالاستناد الى قاعدة نجاة الصغيرة (( فان من اشعل النيران يطفيها )) و بذلك يتحقق الهدف في اعادة الحق التاريخي الى اصحابه الشرعيين الذين خدموا باخلاص منقطع النظير في مزارع و حقول سجودة طلفاح .
 
نقول الحق التاريخي لان الاحتلال و دول الخليج التي زورت و اقرت هذا الحق تعتبره خطا احمر لن تسمح لاي بديل بالتجاوز عليه ، ولو ادى ذلك لهدم كل العراق على رؤوس كل ساكنيه . صحيح ان البعث تمرد مرة على مموليه و قد يفعلها ثانية ، لكنه يبقى دائما تحت السيطرة لحاجته الدائمة الى العون الخارجي .
 
هذه الحاجة البعثية للخارج و العلاقة المشحونة بالارتياب المتبادل مع الداخل الى حد الخوف حتى من عقد أي اجتماع بعثي داخل العراق يجعل من العراق بلد ضعيف و في حالة شلل دائم سواء كان البعث في السلطة او خارج السلطة ، فان كان في السلطة فان البعثيون لن يغامروا في مشاريع التنمية البشرية التي تنهض بمستوى الانسان العراقي لانه يهدد مستقبلهم ، و ان كانوا خارج السلطة فان ماكنتهم الارهابية المتشعبة المنتشرة كالخلايا السرطانية في عموم الجسم العراقي لن تسمح للحكومة بتوسيع رصيدها الشعبي لنفس السبب .
 
هذه الخلايا السرطانية ، اجتثاثها محنة و تركها امحن ، لهذا السبب يبقى مستقبل العراق و لسنين طويلة مقيد برغبة الاحتلال و دول الخليج بالحفاظ على دور بعثي قادر على لجم رغبة غالبية الشعب العراقي في التطور ، دون حسم الموقف لصالح الشعب العراقي او حتى لصالح البعثيين ، مع الحفاظ على وتيرة مرتفعة من حالة الارتياب المتبادل التي لا يوفرها أي مكون سياسي غير البعث ، صاحب التاريخ الطويل في الغدر و الخيانة و ذلك ما يضمن الارتياب الشعبي من البعثيين من جهة ، و من الجهة الثانية فان ابلغ تعبيرعن الارتياب البعثي  من الشعب العراقي هو سوء الظن البعثي الطبيعي بغالبية الشعب العراقي باعتباره اياهم اما طائفيين و اما عنصريين و هم في الحالتين متهمون بالتبعية للخارج.
 
هذه الريبة المتبادلة تقطع الطريق على أي نهضة عراقية شاملة قد تقلب موازين القوى  الاقتصادية و السياسية في المنطقة و العالم ، و هذا ما يفسر الممارسات البعثية ، في المرحلة الصدامية باتخاذ الحرب مبررا لوقف التنمية و بالذات التنمية البشرية التي صنفها النظام الصدامي ضمن اهم الاخطار التي تهدد مستقبل النظام و مموليه مما حدى به الى هدر طاقات الشباب في مشاريع عقيمة ابرزها ما سميت في حينها بالقصور الرئاسية ، و كذلك مرحلة ما بعد صدام باتخاذ المقاومة غطاءا للعميات الارهابية التي تستهدف الانسان العراقي بالدرجة الاولى و جميع مقومات حياته بالدرجة الثانية 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسل سلمان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/08



كتابة تعليق لموضوع : لم يرسل الخشلوك الا قندرة .. فجاءنا الرد بالف مجزرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net