صفحة الكاتب : محمد رضا عباس

من وراء تظاهرات الوسط والجنوب ؟
محمد رضا عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أخرجت التظاهرات التي انطلقت من محافظة البصرة وزحفت الى المحافظات الشمالية  منها عددا عجيبا غريبا من فرضيات و من يقف وراءها , على الرغم من ان مطالب المتظاهرين هي واحدة سواء كانوا من اهل البصرة او ميسان او النجف او المثنى او الحلة, وهو نقص الخدمات و غياب فرص العمل للشباب. لقد اختلف الكتاب والمحللين عن أسبابها ومن يقف ورائها ,و اختلفوا  في تسمية الدول الخارجية التي تدعمها واختلفوا في تسمية الأحزاب والكتل السياسية المستفيدة من التظاهر او التي تدعمها. وهذا يدعونا الى التفائل بان العراق بخير ما دام هناك كتاب ومحللين يهمهم شأن بلدهم ويخافون عليه من اعداءه ويحللون الحدث حتى ولو كانوا من المخطئين , وان حرية التعبير بخير في العراق , ما دام كل مواطن  له الحق و الحرية الكاملة بالقول ما يريده بدون خوف من القوى الامنية والملاحقات القانونية , كما وان كثرة التحاليل وتنوعها نعمة لقرائها حيث انها تتعب دماغ القارئ ( تسطره)  وتسهل عليه النوم العميق بدون الحاجة الى الحبوب المنومة . لنبدئ بدوخة الراس:

  • اتهم المحلل السياسي واثق الهاشمي , ان شهر تموز هو " شهر مجنون" , ويرجع السيد الهاشمي أسباب هيجان الشارع في تموز "الى ارتفاع درجات الحرارة الذي يمتاز بها هذا الشهر , وغالبا ما ترافق ضعف في الخدمات , وانقطاع للتيار الكهربائي , وشحة في المياه , مما تؤدي الى انفلات في أعصاب المواطن" مشيرا الى ان اغالب القيادات في الدول تخشى شهر تموز. أي تطبك وايرات المواطن في شهر تموز بكلام أوضح.
  • احد المحللين اتهم صندوق النقد الدولي وراء التظاهرات , لان الصندوق ضغط على الحكومة باتباع سياسة التقشف لتقليص عجز الميزانية والذي أدى بدوره الى معاناة " ابناءه حاليا واحفاده مستقبلا من قلة التعينات او انعدامها ليصل الحال الى مظاهرات واحتجاجات غاضبة تجتاح عشرة محافظات". ونقول لهذا المحلل "فال الله ولا فالك", تريد يبقى العراقي بدون عمل 100 عام أخرى, ما ذنب الاحفاد؟ هل من المعقول ان يأثر تقشف اليوم على حياة الأجيال القادمة؟ لازم الأخ عنده كرة كرستال السحرية. 
  • وتقول وكالة سكاي نيوز , ان " استمرار المظاهرات سببها تصريحات (السيستاني ) , حيث هو الذي  (اشعالها) " ونقول والله اتحير هذا الرجل الصالح ان نطق ابتلى وان سكت ابتلى . الله كان في عون علي بن ابي طالب مع العراقيين.
  •   اتهم بعض المحللين ايران بتأجيج التظاهرات الوسط والجنوب العراقي من اجل تنغيص حياة الشركات الامريكية العاملة في العراق وتوسيع مساحة سيطرتها على العراق والقضاء على أي طموح للسيد العبادي في التفكير بولاية ثانية . ولكن حسب شهود عيان ان الشركات الامريكية كانت الوحيدة التي لم تصل اليها يد العبث من بعض المتظاهرين!
  • العربية الحدث هي الأخرى اتهمت ايران وراء التظاهرات,  وقالت " لا البطالة ولا قلة الخدمات او انعدامها ولا حتى الكرامة . انها ايران .. ومن يضرب المتظاهرين هم الأحزاب الموالية لإيران . نقول هل أصبحت العربية وكالة مخابرات تتنافس مع وكالة المخابرات الامريكية التي أخفقت بالكشف عن من وراء التظاهرات ؟
  • ويأتي محلل اخر يدعي ان هتافات اهل البصرة ضد ايران وشتم المرحوم الامام الخميني بداية لسقوط المشروع الإيراني في العراق. فهل نصدق بالتحليل أعلاه او الثاني؟
  • محلل اخر هذه المرة اتهم ايران وامريكا ودول الخليج وتركيا بالتدخل من اجل التأثير على المباحثات الجارية لتشكيل التحالفات بشكل او اخر . يعني هذا المحلل أراد خلط الماء مع الزيت , فهل تعقل؟
  • قيادي في ائتلاف دولة القانون وهو محمد الصيهود حذر من خطورة " الفوضى الخلاقة" بقيادة أمريكا على وحدة البيت العراقي . وأشار النائب السابق الى ان " أمريكا نحاول اليوم ضرب الشيعة بالشيعة واحداث الفتن داخل مناطق الوسط والجنوب لغرض تفتيت وحدة البلاد من اجل السيطرة على مقدرات وثروات العراق وتنفيذ خططها و ماربها الخبيثة". نقول ان ائتلاف دولة القانون حكم البلاد 8 أعوام , فلماذا لم يستطع وقف التدخلات الامريكية , رحمك الله؟
  • الناطق العسكري باسم كتائب حزب الله جعفر الحسيني ايد النائب محمد الصيهود ولكن وسع الدائرة شويه بعد اكثر فأضاف السعودية الى أمريكا , وكشف عن " وجود محاولات أمريكية وسعودية لإدخال مندسين بين المتظاهرين للضغط على بيئة المقاومة العراقية". نقول داعش قد ولى وانهزم من  العراق و يحتاج  الان الى بيئة البناء والاعمار. شيخنا الجليل : 60% من شباب العراق بدون مال وعمل.
  • الكاتب ثامر الحجامي يميل الى التحليل السابق ويعاتب المتظاهرين بالقول  " ولكن ان تذهب المظاهرات الى المنشآت النفطية , وتعتدي على الشركات الروسية والصينية دون الامريكية , ويغلق منفذ الشلامجة باتجاه ايران , ويترك منفذ سفوان تجاه الكويت , ويغلق ميناء الفاو , ويقتحم المتظاهرون مطار النجف و يعتدون على الطائرة الإيرانية و تترك الطائرة القطرية , وتحرق مبان حكومية , وتهاجم مقرات للحشد و مكاتب للأحزاب , ليست شريكة في الحكومة العراقية , كل ذلك يخبرنا ان الامل قد ضاع بالتغيير مرة أخرى وان ايادي خفية قد لعبت بالعدادات". لقد جاء بالمقال " الاعدادات ", واعتقد الصحيح بالعدادات , والله اعلم.
  • صحيفة المسلة اتهمت حزب البعث المنحل في اختراق التظاهرات , وحتى كشفت عن منشور من عشرة نقاط وزع سريا الى قادة التظاهرات يقول في نقطته الثانية " ابعاد الأشخاص المعروفين بانتمائتهم السابقة بتنظيمات حزب البعث" , وتقول النقطة الرابعة " عدم المساس بالمراجع الدينية والمقدسات لعدم استفزاز الجمهور العام وانقلابه ضدنا". نقول اذا استطاع حزب البعث من تحريك التظاهرات في عشرة محافظات عراقية , فيجب ان نصدق كلام المايخافون من الله من ان التشيع جرى على يد اليهودي " عبد الله بن سبا" .
  • وحمل المحلل السياسي جاسم الموسوي تيار الحكمة بتحمل مسؤولية التظاهرات " المطالبة بالخدمة وتحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل في محافظة البصرة". ونقول لابن رسول الله , هو اكو واحد من العراقيين الشرفاء ما دعا الى تحسين الخدمات وتوفير فرص العمل لشبابنا ! فلماذا اختار السيد الحكيم وغمض عينه عن الاخرين ؟
  • وحسب اسرار ميديا , فان اتباع من السيد مقتدى الصدر المنشقين من يدعم التظاهرات , احتجاجا على تأييده " لحكومة حزب الدعوة المتتالية ومنع سقوطها اكثر من مرة". لا يوجد تعليق .
  • ويقول المحلل السياسي مناف الموسوي " ان هناك من يحاول اجهاض مشروع الحكومة الإصلاحية القادمة من ( تحالف سائرون وتيار الحكمة وائتلاف النصر) من خلال الضغط بوسائل جماهيرية , كما ان هناك من يحاول تحريك بوصلة التظاهرات لمصالح جهوية". لا اعرف لماذا نسى السيد تحالف الفتح ؟ هل جزاء الاحسان الا الاحسان .
  • وأخيرا يعاتب الكاتب حامد شهاب أمريكا بعدم ضم صوتها مع المتظاهرين ولو ببيان يقول فيه" اجل لم يرسل الامريكيون الى العراقيين ولو رسالة من باب رفع العتب, عن التظاهرات التي انطلقت والمطالب العادلة والمشروعة ..". ونقول للكاتب حامد : ليش اهل الانبار حاطين كريتهم مع الامريكان؟

هذه مجمل النظريات والتعليقات التي كتبت عن التظاهرات الوسط والجنوب التي استطعت الحصول عليها, وربما يجد القارئ نظريات أخرى , ولكن الم اقل ان كثرة التحليلات ادوخ الراس.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد رضا عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/25



كتابة تعليق لموضوع : من وراء تظاهرات الوسط والجنوب ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net