صفحة الكاتب : عباس الكتبي

خطاب الحسم هل سيحقق الغاية والمطلوب؟
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسمه تعالى:﴿فَلَمّا أَحَسَّ عيسى مِنهُمُ الكُفرَ قالَ مَن أَنصاري إِلَى اللَّهِ قالَ الحَوارِيّونَ نَحنُ أَنصارُ اللَّهِ آمَنّا بِاللَّهِ وَاشهَد بِأَنّا مُسلِمونَ﴾ [آل عمران: ٥٢]

الإصلاح الشامل والعام في أي مجتمع إنساني، أو لنقل الإصلاح في جميع مناحي الحياة البشرية، لا يتحقق إلا بثلاثة شروط أساسية مجتمعة، هي: وجود برنامج إداري متكامل، قائد يتميز بصفات عالية من القدرة والكفاءة والنزاهة، وجود قاعدة شعبية واسعة تؤمن بالقيادة وتلتزم بتطبيق البرنامح. 

المقصود "بالحس" في الآية الكريمة:العلم الناتج من تجربة المجتمع والمعرفة به، فبعد أن علم نبي الله عيسى عليه السلام من قومه عدم الإيمان به وبمشروعه التوحيدي وهو الدعوة إلى الله، أمتحنهم وأختبرهم ووضعهم على المحك، ليظهر حقيقة ما يضمرون بداخلهم من إيمان وكفر﴿أَحَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكوا أَن يَقولوا آمَنّا وَهُم لا يُفتَنونَ) فلم يؤمن به ويستجيب له سوى الحواريون وهم نفر قليل، وفي بعض الروايات أنهم كانوا "١٢" نفراً!..لذلك لم ينجح مشروع نبي الله عيسى عليه السلام في نهاية المطاف وهو ذاك الإنسان الكامل المعصوم، بسبب فقدان أحد الشروط، وهو خولان القاعدة الجماهيرية له، مما تعرض أتباعه المؤمنين به للمطاردة والقتل والتعذيب، ولولا أن رفع الله نبيه الى السماء لصلبوه أو قتلوه. 

ما شاءالله عندنا في العراق بل في أغلب بلداننا العربية والإسلامية أن لم يكن جميعها..واويلاه! لا يوجد برنامج حقيقي قادر على تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية في البلد، ولا قيادة صالحة لديها القدرة والقابلية في إدارة الحكم، ولا توجد قاعدة شعبية عريضة واعية عندها الحرص الشديد على إختيار القائد الأكفأ. 

من يتدبر في خطبة الجمعة الماضية للمرجعية الدينية العليا، يجد أنها ركزت على الشروط الثلاثة المذكورة أعلاه، وحملت المجتمع بما فيه من أحزاب سياسية وزعماء وقادة كتل، والحكومة وخاصة رئيسها، الذي ليس لديه رؤية سياسية وبرنامج حكومي واضح، مسؤولية ما يحدث من أزمات وتدهور في الأوضاع الأمنية والخدمية والإقتصادية والسياسية. 

لم يقم المجتمع بواجبه السياسي في تغيير الوجوه، ولم يشارك بشكل واعي في الإنتخابات لإختيار الأفضل والأحسن من المرشحين، وأما القيادة الحاكمة فكانت ضعيفة وهزيلة، تفتقد للشجاعة والحزم في معاقبة ومحاسبة الفاسدين، ولم يكن لديها برنامج عادل يتضمن تشريع قوانين يخدم المواطن والوطن. 

ما لم يكن هناك جمهور واسع لديه إيمان ووعي سياسي كبير، وقيادة صالحة رشيدة لإدارة الحكم، وبرنامج حكومي مبني على أسس علمية صحيحة، لا يحدث أي إصلاح أو تغيير جذري في الحياة الإجتماعية والإقتصادية، ونخشى من تمييع وتذويب خطاب المرجعية الدينية من قبل الحزب الحاكم، فقيادات هذا الحزب لديها القدرة في التحايل والمراوغة وخداع الجماهير، فهي من أجل المنصب والتشبث بالسلطة تفعل كل شيء، وطبعا ذلك بمؤازرة وتأييد من التيار الذي يدعي الإصلاح، وأن غداً لناظره قريب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/01



كتابة تعليق لموضوع : خطاب الحسم هل سيحقق الغاية والمطلوب؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net