صفحة الكاتب : فؤاد المازني

البصرة تبصم للمرجعية بالدم .. سمعاً وطاعة
فؤاد المازني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يكن خروج أهالي البصرة تأييداً ونصرةً للمرجعية بعد خطبة الجمعة الأخيرة من على منبر العتبة الحسينية المقدسة جاء وليد لحظة عاطفية ودوافع آنية بحتة بل تندرج ضمن إستجابات متكررة ومتوالية من قبلهم تجاه مرجعيتهم التي يكنون لها كل الإحترام والتقديس إذ يعتبرونها هي أمانة السر لديمومة معتقدهم الديني والمذهبي والموجه لبوصلتهم الدنيوية ، وسبقتها العديد من المواقف التي إنبرى لها البصريون ليكونوا في مقدمة الركب إستجابة ودفاعاً عن المرجعية حتى في أحلك الظروف واصعبها وأعقدها حتى في عهد النظام المقبور شهدت الوقائع الدور المهم والريادي لأبناء البصرة الغيارى في نصرة المرجعيات السابقة في حينها من المسيرات المليونية المؤيدة لمرجعية السيد محسن الحكيم (قد) والتنديد بأعداء المذهب ومن بعدها الوقفة الإستشهادية لمناصرة مرجعية السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قد) والكواكب الزاهرة التي إعتلت منصات الإعدام دفاعاً عن المذهب طيلة سنين الظلم والجبروت من الزمرة الحاكمة للبلاد ، وحتى في أشد أوقات الخوف بسبب الإضطهاد والتنكيل والقبضة الحديدية على الأنفس كانت البصرة هي الشرارة التي توقد الإنتفاضات لتسري إلى باقي المحافظات ولا تأبه بالنتائج لها أو عليها  وسجلها حافل ببطولات أبنائها . 
وبعد 2003 لازالت في الأذهان المسيرة الجماهيرية العملاقة التي خرجت فيها البصرة عن بكرة أبيها مؤيدة للمرجعية بضرورة إجراء الإنتخابات وكتابة الدستور والتصويت عليه ، وتوالت الأحداث ومع كل حدث تترقب أبصار وأسماع البصريون ماتشير إليه المرجعية فيما يعصف بالبلاد من فتن وأطماع وخيانة ، وآخرها الموقف البطولي للبصرة مع فتوى الجهاد الكفائي شاخص للعيان لغاية الآن فقوافل المجاهدين كانت ولاتزال مرابطة في كل مكان ولا يكاد موقع قتال ونقطة تماس مع الأعداء يخلو من مقاتل بصري رافعاً شعاره إما النصر أو الشهادة وإهزوجته المشهورة ( شلون أنطي الساتر والسيستاني أموصي بي)) ،  ويتزامن مع هذه البطولات السخاء والكرم والجود من أهالي البصرة النجباء من خلال قوافل الدعم اللوجستي والتمويل والإمدادات لديمومة المعركة للدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات وهكذا الحال إلى أن تحقق النصر المؤزر بدمائهم الطاهرة الزكية حتى أعتبرت البصرة مدينة الشهداء .
اليوم وبعدما وصل السيل الزبى وشمرت المرجعية عن ساعديها لترشد وتوجه وتحذر وتنذر الحكومة لما آلت إليه الأوضاع من إنعدام خدمات وسوء إدارة وفساد مستشري وتضع للجميع خارطة طريق لتنقذ البلاد من منزلق خطير لاتحمد عقباه ، في هذا الظرف العصيب سولت لبعض المرتزقة أنفسهم بالتجرئ على مقام المرجعية ومحاولة النيل منها لخلط الأوراق والتلاعب بالحقوق المشروعة  والإستهانة بمقدرات وعواطف الشعب فما كان من البصريون الغيارى إلا أن ينبروا دفاعاً عن مرجعيتهم مساندين ومناصرين لهـــــا رافعيـــــن شعارهم والذي لايحيــــدون عنــه  ((  سمعاً وطاعة )) فهؤلاء أبناء أولئك الآباء والأجداد ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فؤاد المازني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/01



كتابة تعليق لموضوع : البصرة تبصم للمرجعية بالدم .. سمعاً وطاعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net