صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

أغلبهم بعيد لكن فيهم من هو قريب
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما بين فرح بنتائج الانتخابات البرلمانية الحالية، أو راض بها على مضض، أو رافض لها جملة وتفصيلا، إشتعلت حدة التنافس بين المكونات السياسية، وأطاحت بالمفوضية المستقلة لتصبح مفوضية قضائية، عمليات حرق وسيارات مفخخة إستهدفت صناديق الإقتراع، فرز يدوي لمحطات كثيرة في جميع المحافظات، عطلت المصادقة على النتائج، التي جاءت مشابهة لما أعلن عنها أول مرة بنسبة فاقت 90%.

شارع أخذ يغلي، وخدمات شبه معدومة، وكهرباء إنفقت عليها المليارات، لا تغطي حاجة المواطنين لنصف يوم، أرض السواد جف نهراه، و أراضيه الزراعية أصبحت بورا، شباب يشكون الفقر والبطالة، مرضى بحاجة الى عناية، عجزت عنها المؤسسات الصحية، مدارس آيلة للسقوط تكتظ بالطلبة، دون أن تلوح حلول في الأفق القريب، شعب تعاونت عليه الطبيعة والساسة، فكان طبيعيا أن تثور النار التي تحت الرماد.

مظاهرات صاخبة وحلول غائبة، ومرجعية غاضبة تعاملت مع الأحداث بنظرة ثاقبة، أطلقت شروطها لتشكيل الحكومة، ومواصفات إختيار رئيس مجلس الوزراء للدورة القادمة، وجهت الجماهير بضبط النفس، وكيفية التعامل وفق الأطر الدستورية والقانونية، وقرعت جرس الإنذار بوجه الكتل السياسية، التي تعاملت مع الأوضاع بعيدا عن رغبات الجماهير، وصمت آذانها عن توجيهات المرجعية الرشيدة.

غابت الخطط التي تخدم المحافظات العراقية، فغابت الحلول التي من خلالها، يمكن الاستجابة لمطالب المتظاهرين، فكان يجب التعامل مع كل محافظة على حدة، ووضع الخطط المناسبة التي تنهض بواقعها الاجتماعي والاقتصادي، فميناء الفاو الكبير لم ينجز في البصرة، والمشاريع النفطية اغلب عمالتها من الخارج، ومشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية غيب في إدراج الحكومة المركزية.

أما بقية المحافظات؛ فلم يتم التعامل معها وفقا لواقعها السكاني والاقتصادي، فالمحافظات النفطية لم ير أهلها إلا أعمدة الدخان، والمحافظات الزراعية غيبت الزراعة فيها، والمحافظات الصناعية أصبحت المشاريع فيها أثرا بعد عين، وسلمت المحافظات الى إدارات فاشلة تتصارع فيما بينها للاستئثار بمغانم السلطة دون وضع برامج تنموية واستثمارية تستهدف النهوض بالواقع المتردي الذي تعانيه تلك المحافظات.

توجيهات المرجعية؛ لم تلق آذانا صاغية، والرجل الحازم الشجاع القوي، دمه ضاع بين القبائل السياسية، والبحث عنه يمثل صورة غير مجدية، فالكل شمر عن نفسه ونفخ صدره وقال إلي إلي، وراحوا يطرحون مشاريع بائسة قبالة ما طرحته المرجعية، فهذا يطرح عشرين فقرة وذاك يطرح أربعين وآخر صمت وكأن على رأسه الطير، فيما أعلن آخرون أنهم بما قالته المرجعية ملتزمون، وذلك منتهى الفخر.

إن نجاح الحكومة؛ في تلبية مطالب التظاهرات، وإدارة البلاد بطريقة تضمن تحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي، لابد أن يسبقه وضع الخطط الناجعة، التي تراعي الطبيعة السكانية والإدارية، ودراسة الظروف الاقتصادية لكل محافظة، على تكون خطط تكاملية للعراق كافة، وكثيرة هي الدراسات والخطط التي تم وضعها والمطالبة بتنفيذها، لكنها لم تر النور بسبب المناكفات السياسية.

الأحداث الأخيرة أفرزت لنا قضية مهمة، أن هناك من كان همه البلد، فوضع الخطط التي من شأنها تطويره وتحقيق الرفاهية لأبنائه، وبين من كان همه حزبه، فصار يقتل أبناء بلده، بين مطيع للمرجعية وممتثل لما تقول، وبين من يغني على ليلاه حالما بتاج السلطة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/21



كتابة تعليق لموضوع : أغلبهم بعيد لكن فيهم من هو قريب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net